كتب : أحمد سعيد | الخميس، 08 أبريل 2010 - 03:32

الزمالك ظالما ومظلوما

أين يقع لاعبو الزمالك وجهازه وجماهيره من المهزلة التي حدثت في مباراة اتحاد الشرطة؟ هل هم الضحية أم الجاني؟ هم الاثنين معا.

سيستمع الجميع ويشاهدون حوارات وأحاديث إذاعية وتليفزيونية كثيرة، ويقرأون سطورا أكثر عن المشاهد المؤسفة والحزينة التي شهدها استاد القاهرة في اللقاء، ولكن العدل والموضوعية يتطلبان إبراز حقيقة واحدة وأساسية الآن: لا يوجد برئ بنسبة 100% أو مدان بنسبة 100% أيضا.

الزمالكوية من لاعبين، وجهاز فني وإداري، وجماهير ظلموا أنفسهم حينا وتعرضوا للظلم حينا آخر في 115 دقيقة مجنونة أثناء وبعد المباراة التي انتزع فيها الزمالك تعادلا مرا للغاية لأنه جاء بعد ساعات من خسارة الأهلي نقطتين غير متوقعتين أمام المقاولون العرب.

وإليكم بعض الوقائع التي ربما تريدون مراجعتها سريعا قبل تشويش الصورة، وتداخل الآراء من قبل أصحاب المصالح أو المتعصبين هنا وهناك، وحتى نحتفظ جميعا بقدرتنا على الحكم السليم.

الزمالك ظالما

• استدرج لاعبو الزمالك جماهيرهم المتعطشة للفوز وتقليص الفارق على القمة إلى التوتر تدريجيا بادعاء التعرض لإعاقات وهمية في فترات مختلفة من اللقاء، أو حتى الاعتراض المبالغ فيه على الأخطاء التي لم تحتسب، ما تسبب في إشعال ثورة عارمة مع النهاية، كادت أن تكون وقودا لكارثة لولا إحراز شيكابالا هدف التعادل.

• ظلم جمهور الزمالك ناديه بالسلوكيات المؤسفة التي صدرت عنه أثناء وبعد المباراة من إلقاء الزجاجات والمقاعد البلاستيكية على أرض الملعب ومحاولة الاعتداء على الحكم والمساعدين، وهي أخطاء ستكلفهم وتكلف الفريق الأبيض الكثير في الأيام المقبلة.

• ظلم إبراهيم حسن نفسه وناديه في اندفاعه العنيف داخل الملعب، ومظهره المؤسف والجميع يحاول تهدئته وكأنها "خناقة شوارع"، فلا يصح أن تكون الغيرة على النادي وجماهيره سببا أو ذريعة في إشعال فتيل عنف والاعتداء بالأيدي على المنافسين.

• خان حازم إمام ثقة حسام حسن فيه وانتظار جماهير الزمالك له بحركة طائشة وسخيفة ومبتذلة حينما "لطش" البطاقة الصفراء من يد الحكم ليحصل على بطاقة حمراء أتوقع أن يعقبها إيقاف بأكثر من مباراة واحدة. والعجيب أن تصرفه هذا يأتي بعد استبعاد مباريات كثيرة بسبب عدم تحكمه في أعصابه ومحاولات مستمرة وشاقة من حسام حسن لعلاج هذه النقيصة لديه.

الزمالك مظلوما

• تعرض الزمالك للظلم من حكم فشل حتى في وضع معايير لنفسه. فكل الكرات التي يحتسبها أخطاء خارج منطقة الجزاء، ليس لها – أو حتى لأفدح منها – مكانا داخل الصندوق، وهي طريقة تخرج اللاعبين والجماهير وأعضاء الجهاز عن شعورهم لأنهم لا يستطيعون قراءة أسلوب الحكم وقراراته كما أنه حرم الفريق من ركلة جزاء واحدة على الأقل في اللقاء.

• تعرض الزمالك للظلم حينما ركزت كاميرات التليفزيون على جميع الأحداث التي تدينه فقط، ولم تحاول تغطية الأحداث بموضوعية، أو حتى إبراز واقعة إشارات محمد إبراهيم بما تستحق على الرغم من ظهورها على الشاشات وبوضوح كاف لتناولها.

• سيتعرض شيكابالا للظلم، لأن أحدا لن يلاحظ أدائه الطيب في هذا اللقاء، أو التطور الذي طرأ سلوكه وثباته في مثل هذه المواقف المشتعلة. فاللاعب الذي كان يسهل طرده أو استفزازه أو إخراجه عن تركيزه، بات هو من يهدئ من روع زميله المطرود ويخرجه من الملعب، ويقود الجماهير للهدوء والالتزام، ويطالبهم بشكر الله وتشجيع الفريق بأكمله بعد إحراز هدف تعادل غال وصعب.

• إذا كان الجمهور "العادي" هو من ألقى بالكراسي، فإن أعضاء رابطة الزمالك المنظمين والرائعين تعرضوا للظلم أيضا، لأنهم شجعو الفريق بحماس وإخلاص طوال المباراة وكانوا عامل مساعد على التعادل بدلا من أن يكونوا القنبلة التي تنفجر في وجه الفريق.

النقطة الفاصلة: الاختبار الحقيقي الآن لإدارة الزمالك هو رد فعلها تجاه هذه الوقائع، فلو أنها ناصرت الظالمين والمخطئين في حق أنفسهم وناديهم ستكون نقطة سوداء في حقها، أما إذا وقفت في وجه هؤلاء ووقفت بجوار المظلومين، فإنها ستكون في ذلك على الطريق الصحيح الذي يسير عليه فريق الكرة منذ شهور.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات