خالد طلعت

الفوز بالقمة أهم من التتويج بالدوري

رغم حسم الأهلي للتتويج بدرع الدوري في الموسم الحالي، الا أن لقاء القمة المرتقب يوم الجمعة يبقى مثيرا، لأن الفريقين يمتلكان العديد من الدوافع لتحقيق الفوز الذي سيكون له دلائل ومعاني كثيرة أهم من التتويج بالدوري نفسه.<br>
الثلاثاء، 13 أبريل 2010 - 18:45
رغم حسم الأهلي للتتويج بدرع الدوري في الموسم الحالي، الا أن لقاء القمة المرتقب يوم الجمعة يبقى مثيرا، لأن الفريقين يمتلكان العديد من الدوافع لتحقيق الفوز الذي سيكون له دلائل ومعاني كثيرة أهم من التتويج بالدوري نفسه.

فدرع الدوري كان محسوما لصالح الأهلي منذ نهاية الدور الأول، وما فعله الزمالك طوال مباريات الدور الثاني لم يكن منافسة بالمعنى المفهوم بقدر ما كان بعض المناوشات من بعيد، والتي تمسكت بها الجماهير البيضاء على أمل تحقيق المستحيل، كما تمسكت بها بعض الجماهير المحايدة لاضفاء المنافسة على البطولة، وتعلق بها بعض المتشائمون من جماهير الأهلي.

وجاء ضياع الدوري من الزمالك لأسباب يعلمها الجميع أهمها حالة التخبط في الفريق الأبيض في الدور الأول للدوري قبل أن يتولى العميد المهمة، سواء بأخطاء ادارية من مجلس ادارة الزمالك، أو بأخطاء فنية من الثنائي ميشيل ديكاستل، وهنري ميشيل.

كما أن تتويج الأهلي بالدوري ليس دليلا على براعة حسام البدري كما يردد البعض، لأن الأهلي فاز بالدوري بسبب تراجع مستوى الزمالك وفقدانه للعديد من النقاط في الدور الأول وليس بسبب تفوق الأهلي، كما أنه جاء وسط انهيار تام للاسماعيلي، وتراجع معتاد لبتروجيت في الدور الثاني.

فالأهلي حتى الأن فقد 19 نقطة كاملة، وهو رقم كبير لبطل الدوري، وهو رقم قابل للزيادة في المباريات الخمسة المتبقية خاصة أن الأهلي سيواجه فيها الزمالك والاسماعيلي.

وكلامي هذا ليس معناه أن تجربة البدري تعد فاشلة، ولكنها مازالت تحمل بعض علامات الاستفهام، ويمكننا الحكم عليها بعدل عقب نهاية الموسم بالكامل، وسيحدد رأينا فيه ما سيفعله البدري في مباراتين مهمتين أمام الزمالك والاسماعيلي، بالاضافة لمشوار الأهلي في بطولة كأس مصر.

دلائل رقمية

فوز أي من الفريقين في لقاء القمة المقبل سيؤكد أنه الفريق الأفضل طوال 90 دقيقة داخل أرض الملعب، وسيؤكد تفوق أحد المدربين حسن أو البدري على الأخر، وهو ما سيمنح جماهير أحد القطبين فرحة عارمة.

سيتأكد لجماهير الزمالك في حال فوزهم أن فريقهم هو الأفضل حاليا وأنه فقد لقب الدوري بسبب أخطاء الدور الأول، بينما سيتأكد لجماهير الأهلي في حال فوزهم أن فريقهم هو الأفضل على الاطلاق، وأنه يتفوق على الزمالك حتى بعد تطور مستواه مع العميد.

الزمالك في الدور الثاني للبطولة فقد سبع نقاط بالهزيمة أمام حرس الحدود، والتعادل مرتين أمام الاسماعيلي والشرطة، فيما فقد الأهلي تسع نقاط كاملة، وفوز الزمالك على الأهلي سيوسع الفارق وسيمنح الفريق الأبيض لقب "بطل الدور الثاني"، ورغم انه لقب ليس له معنى، الا أنه يظل لقب معنوي مهم لتأكيد تفوق زمالك "العميد" على أهلي "البدري"، وسيكون مؤشر كبير على قدرة الزمالك على التتويج بالدوري في الموسم المقبل.

أما فوز الأهلي باللقب فسيجعله يتفوق على الزمالك في عدد النقاط في الدور الثاني أيضا، وهو مؤشر مهم لمواصلة الأهلي تفوقه على الزمالك، ومؤشر أيضا لنجاح البدري مع الفريق لتحقيقه نتائج أفضل من نتائج الزمالك مع العميد.

بالاضافة لما سبق فإن الأهلي يسعى لتحقيق الفوز لحسم بطولة الدوري حيث سيزيد الفارق مع الزمالك إلى 12 نقطة وهو ما يعني التتويج رسميا، لأن الزمالك يتبقى له بعد القمة ثلاث لقاءات فقط لا يكفي الفوز بها كلها – حتى مع خسارة الأهلي في جميع المباريات الأربع المتبقية – لمعادلة الفارق.

أما فوز الزمالك فسيضيق الفارق إلى ست نقاط مما سيصعب عليه الأمور بعض الشىء خاصة وأنه مقبل على مباراتين صعبتين أمام الاتحاد الليبي في دوري أبطال إفريقيا.

على الجانب الأخر يأتي فوز الزمالك على الأهلي ليقربه بشدة من ضمان الحصول على المركز الثاني والتأهل لدوري أبطال إفريقيا، كما يجعله متشبثا بأمل المنافسة الضئيل جدا حتى الأسابيع الأخيرة، فيما تعني هزيمته فقدان المنافسة تماما والتهديد بالابتعاد عن المركز الثاني لصالح بتروجيت أو الاسماعيلي.

بقى أن نشير رقميا أن الزمالك لم يستطع تحقيق الفوز على الأهلي في أخر 18 مباراة سوى مرة واحدة لعب فيها الأهلي بالبدلاء والناشئين أي أنه خسر "بمزاجه"، وتحقيق الأهلي للفوز تعني مواصلة تفوقه على الزمالك رغم رحيل جوزيه عن الأهلي، وقدوم العميد للزمالك، أما اذا حدث العكس فسيكون مؤشر قوي أن العميد حقق انجازا كبيرا مع الزمالك، وأن الأهلي خسر تفوقه في القمة مع البدري.

وبالطبع فالفائز في لقاء الجمعة سيمتلك دفعة معنوية قوية قبل لقاء الفريقين المتوقع في دور الـ16 لكأس مصر.

النواحي الفنية

يجب على البدري أن يلعب برأس حربة واحد هو عماد متعب الذي يتألق في لقاءات القمة، ومن خلفه الثنائي بركات وأبو تريكة، كما يجب عليه أن يدفع بأحمد حسن بجوار حسام عاشور من بداية اللقاء في مركز لاعب الوسط المدافع مستفيدا من خبرته الكبيرة بعكس مصطفى شبيطة قليل الخبرة ليمتلك الأهلي وسط الملعب.

يجب على البدري أيضا مواصلة الدفع بأحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمى وعدم المغامرة بشريف إكرامي المبتعد عن الملاعب منذ فترة بسبب الاصابة.

أما خط الدفاع فلا خلاف على وجود الرباعي وائل جمعة وشريف عبد الفضيل وسيد معوض على اليسار، وأحمد علي في الجهة اليمنى لعدم وجود بديل له خاصة بعد اصابة أحمد فتحي.

أما العميد حسام حسن فيجب عليه اعادة إبراهيم صلاح "النشيط" في وسط الملعب بجوار حسن مصطفى بدلا من الميرغني قليل الخبرة، ويجب عليه أيضا "العفو" عن هاني سعيد واعادته على الأقل لقائمة الـ18 للاستفادة منه سواء في خط الدفاع أو في وسط الملعب كبديل في الشوط الثاني لخبرته الكبيرة في اللقاءات المهمة.

ويجب على العميد مفاجئة الأهلي بالدفع بأحد الثنائي شريف أشرف أو سيد مسعد في خط الهجوم الأبيض، اما على حساب أحمد جعفر الذي تراجع مستواه بشدة في الفترة الأخيرة، أو على حساب حسام عرفات واللعب برأسي حربة لأول مرة لمنح فريقه مزيدا من القوة الهجومية واستغلال الثغرات الدفاعية في خط دفاع الأهلي من خلال تمريرات شيكابالا الخطيرة.

وبالطبع لا خلاف على تواجد عبد الواحد السيد لحراسة المرمى، ورباعي الدفاع عمرو الصفتي وأحمد غانم سلطان ومحمد عبد الشافي، بالاضافة لمحمود فتح الله في حال شفائه، أو أحمد مجدي بديلا له.

خلاصة الموضوع:

جماهير الأهلي لم تفرح بالفوز بالدوري، وفي حال فوز الأهلي بالقمة ستكون الفرحة مضاعفة بالفوز بالدوري والقمة معا، أما في حال فوز الزمالك فسيكون بمثابة ضرب كرسي في الكلوب بتتويج الأهلي بالدرع، وستكون الفرحة من نصيب الجماهير البيضاء وقتها.

نقطة أخيرة:

أتمنى من الجهاز الفني للزمالك التزام الهدوء أثناء المباراة حتى في حال تأخرهم أو تعرضهم للخسارة حتى لا يؤثر ذلك على الجماهير البيضاء، وحتى تستكمل المباراة لنهايتها.