كتب : أحمد عز الدين
وبات النيراتزوري أول فريق إيطالي يجمع الثلاثية في سنة واحدة، منضما لخمسة أندية في أوروبا نالت هذا الشرف هم سيلتك وأيندهوفن ومانشستر يونايتد وبرشلونة.
ويدين إنتر ميلان بالفضل في إنجازه التاريخي لهدفي الأرجنتيني دييجو ميليتو في الدقيقتين 35 و70 من هجمتين عكسيتين نموذجيتين.
وجاء هدفا الفريق ذو الرداء الأزرق والأسود من ترتيب مديره الفني جوزيه مورينيو الذي أعاد الهيبة لإنتر خلال عامين من العمل، وحقق لقبا لم يصل إليه النيراتزوري منذ 45 عاما.
وأصبح البرتغالي أحد ثلاثة مدربين في العالم فازوا بدوري أبطال آوروبا مع فريقين مختلفين مع إرنست هابل وأوتمار هيتزفيلد، كونه حصد اللقب مع بورتو في 2004 وإنتر عام 2010.
وقد يكون الفوز على بايرن ميونيخ آخر انتصارات مورينيو مع إنتر ميلان، إذ يدرس المدرب البرتغالي عدم العودة من العاصمة الإسبانية، وتولي مهمة تدريب ريال مدريد الموسم المقبل.
مرتدات التلميذ
جمعت المباراة مورينيو بأستاذه المخضرم لويس فان جال المدير الفني لبايرن ميونيخ، كون المدرب البرتغالي عمل مساعدا للهولندي في برشلونة.
وحرم مورينيو استاذه من تحقيق ثاني لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخه، وكذلك بايرن ميونيخ من جمع الثلاثية.
فقد ترك مورينيو المبادرة في نهائي الأبطال لأستاذه، إذ اعتمد فان جال طريقة لعب هجومية بإشراك آريين روبن وحميت ألتنتوب خلف ثنائي الهجوم توماس مولر وإفيكا أوليتش.
وحافظ ملهم إنتر ميلان على الاسلوب الدفاعي الذي أوصله للنهائي، ولجأ للمرتدات التي لعب خلالها ميليتو وصانع الألعاب الهولندي ويسلي شنايدر دور البطولة.
استغل بايرن ميونيخ عدم وجود خافيير زانيتي على الجناح الأيسر لإنتر ميلان، واخترق روبن حاجز رقيبه الروماني كريستيان كيفو في أكثر من فرصة.
وجاءت أول فرص بايرن مع الدقيقة 15، حين مر روبن من كيفو وأرسل عرضية وضعت أوليتش في مواجهة مرمى إنتر، لكن الكرواتي صوب الكرة على يسار المرمى الإيطالي.
ورد إنتر ميلان بهجمة عطلها وسط بايرن ميونيخ بركلة حرة، فنفذها شنايدر ببراعة كادت أن تفتتح النتيجة للنيراتزوري، لكن حارس الفريق البافاري منع التصويبة من هز شباكه.
وفي الدقيقة 35، ترجم إنتر فكر مورينيو بهدف متقن بدأ بتلقي ميليتو طولية حافظ عليها تحت ضغط رقيبه، ولعب ثنائية مع شنايدر فوصلته مجددا أمام المرمى ليسكنها الشباك.
وكاد شنايدر أن يمنح فريقه هدفا ثانيا قبل نهاية الشوط الأول مباشرة، حين استفاد إنتر من اسلوب بايرن الهجومي، والمساحات المفتوحة في الدفاعات الألمانية.
فقد تسلم ميليتو كرة من خلف رقيبه الألماني فيليب لام وأرسل عرضية نموذجية صوبها شنايدر في المرمى، لكن الحارس البافاري تألق مجددا في منع الهولندي الدولي من التصويب.
وأهدر الكاميروني صامويل إيتو مهاجم إنتر فرصة التسجيل في ثالث نهائي دوري أبطال له، كونه فاز باللقب من قبل مع برشلونة وسجل في النهائيين أمام أرسنال ومانشستر يونايتد.
انقذنا يا روبن
الشوط الثاني يمكن تلخيصه في بحث دائم لبايرن عن روبن ليدخل للعمق ويصوب في يد جوليو سيزار حارس إنتر أو يمر من كيفو ليرسل عرضية لا قيمة لها مع تكتل دفاع الأبطال.
فقد تصدى سيزار لتصويبة من مولر إثر عرضية روبن مع الدقيقة 46، وبالمثل رد مايكون كرة كاد أوليتش أن يترجمها من تمريرة الجناح الهولندي الأعسر.
وحاول فان جال زيادة فاعلية فريقه الهجومية بأن دفع بميروسلاف كلوزه في موقع حميت ألتنتوب الذي احتل موقع صانع الألعاب الفرنسي الموقوف فرانك ريبري.
وفي الدقيقة 65، باغت روبن دفاع إنتر بتصويبة يسارية من على حدود المنطقة الإيطالية، لكن جوليو سيزار حمى عرينه ببراعة.
ورد مورينيو على فان جال بتحويل زانيتي إلى الجبهة اليسرى ليقتل خطورة روبن، وسحب كيفو من أرض الملعب واضعا ديان ستانكوفيتش في عمق النيراتزوري إلى جوار كامبياسو.
فروق فردية
الفروق الفردية حسمت المباراة تماما لصالح إنتر إذ أظهرت تفوقا كبيرا لعناصر إنتر الهجومية على نظيرتها الدفاعية في بايرن.
فقد ميليتو تسلم بينية من بناء شنايدر والمقدوني جوران بانديف، وراوغ رقيبه دانيل فان بويتن بشكل سهل للغاية، وكان البلجيكي أضعف من حرمان الأرجنتيني الدولي من التسجيل.
هدف إنتر الثاني حسم اللقاء تماما لصالح إنتر ميلان، خاصة أن مورينيو دافع عن تقدمه بإشراك الارتكاز الغاني سولي مونتاري والمدافع ماركو ماتيراتزي في موقع ميليتو وبانديف.
وقبل نهاية اللقاء بلحظات، ذهب مورينيو إلى استاذه لتوجيه تحية خاصة له، ثم ذهب للاعبيه حتى يشاركهم تنصيب إنتر ميلان ملكا للكرة الأوروبية في إنجاز "استثنائي".