كتب : وليد الحسيني | الخميس، 27 مايو 2010 - 22:48

روح الفانلة البيضاء .. ونجاح تيجانا

كانت الأقدار رحيمة بفريق الزمالك في مباراته الأخيرة أمام الأهلي في كأس مصر، وكان من الممكن أن يزيد عدد الأهداف لتصل لضعف النتيجة التي انتهت بها المباراة.

استحق فريق الزمالك الهزيمة وكان يستحق ما هو أكثر، وتفوق فريق الأهلي في كل شيء، ولأول مرة أجد فريقا يلعب 60 ثانية من 100 دقيقية فى لقاء، فالزمالك لم يظهر الا في الدقيقة الأولى التي أحرز فيها هدفه الوحيد في اللقاء.

وضح جدا أن الإعداد النفسي للاعبي الزمالك كان أكثر من الحد المقبول، واعتمد حسام حسن المدير الفني للزمالك على شحن لاعبيه نفسيا لمواجهة الأهلي دون إعدادهم فنيا، ورفع ما يسمى بـ "روح الفانلة البيضاء" لمواجهة روح الفانلة الحمراء التي يشتهر بها فريق الأهلي، إلا أن الحمل النفسي للاعبي الزمالك كان أكبر وكان أحد أسباب الهزيمة.

سوء مستوى الزمالك في لقاء دور الـ16 من كأس مصر كاد أن يكرر هزيمة 6-1 لولا تألق عبد الواحد السيد الذي كان نجم المباراة .. نجم المباراة حارس مرمى تلقى ثلاثة أهداف .. بما يعني أن وجود عبد الواحد كان وراء توقف الهزيمة عند ثلاثة أهداف.

- انتهت نظريا وعمليا أزمة مصر والجزائر التي أثيرت منذ يوم 12 نوفمبر الماضي بقرار لجنة الانضباط بالفيفا، رغم كل ما يقال عن تمسك اتحاد كرة القدم بضرورة فتح ملف أزمة السودان، لاسيما وأن كل الشواهد تؤكد أن الفيفا لن يعيد فتح هذا الملف مرة ثانية، ولكن تبقى عدة نقاط لابد من إلقاء الضوء عليها .

أولا: اشتعلت الحرب ضد اتحاد الكرة من جديد بعد قرار لجنة الانضباط وحملت الأغلبية سمير زاهر رئيس مجلس إدارة الإتحاد مسؤولية ما حدث وهو صحيح الى حد بعيد على اعتبار أنه يرأس منظومة كرة القدم المصرية، ولكن لا يجب أن يختزل اتحاد الكرة في شخص رئيسه فقط لأن هناك أعضاء أخرين مشاركين فيما حدث.

ثانيا: أن الذين هاجموا سمير زاهر كان أغلبهم يصفون حسابات شخصية معه ووجدوا قرارات العقوبات الموقعة على مصر فرصة لاستكمال مشوار تصفية حساباتهم الشخصية خاصة وأن الرأي العام لديه القابلية لانتقاد رئيس اتحاد الكرة.

ثالثا: اختفى هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة ولم يسمع أحد بوجوده في تلك الأزمة، ولم تتناوله وسائل الإعلام رغم أنه من المفروض أنه شخص ذو حيثية في الفيفا على اعتبار عضويته في المكتب التنفيذي للفيفا ومن المفروض أيضا أن له صلات وعلاقات وثيقة في المحفل الدولي، وتعاملت وسائل الإعلام على اعتبار أنه غير موجود من الأساس وحمل سمير زاهر كل خطايا الأزمة.

رابعا: لابد من مراجعة طريقة عمل المحطات الفضائية الخاصة بعد انتهاء أزمة الجزائر وتناولها المهني بعد أن ثبت بالدليل القاطع أنها كانت المحرض الأول لهذه الأزمة، ولابد من إعادة النظر في وجود عدد ليس بالقليل في هذه المحطات وثبت أن أغلب من يقودون العمل في تلك المحطات يفتقدون أليات العمل الإعلامي، ولابد وأن يكون لوزارة الإعلام دورا في ضبط العمل في المحطات الفضائية وعدم ترك الحبل على الغارب.

- حصل حسام البدري المدير الفني لفريق الأهلي وحسام حسن المدير الفني لفريق الزمالك على إشادة كل وسائل الإعلام بعد نجاحهما خلال الموسم الحالي، وسقط سهوا من وسائل الإعلام نجاح إسماعيل يوسف المدير الفني للجونة الذي نجح مع الفريق نجاحا لا يقل عن نجاح البدري وحسن، بل نستطيع أن نؤكد أن ما تعرض له فريق الجونة مع إسماعيل يوسف كان أكثر قسوة مما تعرض له البدري وحسن مع الأهلي والزمالك.

النجاح الحقيقي الذي حققه إسماعيل يوسف مع الجونة أنه نجح في إبقاء الفريق في الدوري الممتاز مع أول مواسمه ضمن الكبار رغم المعوقات العديدة التي عاشها طوال الموسم.

فلم يكن هناك هيكل إداري للنادي الذي يقوم على وجود رئيس النادي الغائب أغلب فترات الموسم بسبب ظروف عمله ومدير فني يجاهد من أجل حل كل الأزمات التي تعرض لها، ويكفي أن فريقا يلعب في الدوري الممتاز في أول موسم له يتعرض لمصيبة خصم ثلاث نقاط من رصيده بسبب خطأ إداري لا يغتفر وكان كفيلا بسقوط الفريق لولا قدرة مدير فني كبير على استيعاب الأزمة وتخطيها.

وعلى مسؤولي نادي الجونة بحث حل كل هذه الأزمات لأن إستمرار الوضع سيكلف الجميع غاليا وسيسقط الفريق في الموسم المقبل إذ لم تتحسن الأوضاع ، كما أن البعض يتصور أن نادي الجونة مثل مغارة على بابا ملييء بالمرجان والياقوت.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات