كتب : أحمد سعيد | الإثنين، 31 مايو 2010 - 13:09

صامويل ميدو

الهجمة القاسية التي يتعرض لها صامويل إيتو في الكاميرون حاليا تشبه كثيرا ما يواجهه ميدو في مصر في مناسبات كثيرة من أناس يبحثون عن دور بعدما انصرفت عنهم الأضواء.

إيتو هو هداف كأس الأمم الإفريقية عبر تاريخها، وتوج هدافا للبطولة مرتين في النسخ الثلاث الأخيرة، قاد فريقه للنهائي ثلاث مرات وحقق اللقب مرتين، كما فاز بذهبية دورة الألعاب الأوليمبية مع الأسود.

ولكن كل ما سبق لم يمنع روجيه ميلا نجم الكاميرون السابق من الظهور في وسائل الإعلام ليتساءل "ماذا قدم إيتو لمنتخب الكاميرون؟" .. ثم يرد على نفسه بقدر كبير من البجاحة "لم يقدم شيئا بعد .. نريد المستوى الذي كان يقدمه مع برشلونة ثم الآن مع إنتر ميلان!"

ولا أدري ماذا يريد ميلا من إيتو أكثر مما سبق؟ هل الفوز بكأس العالم مثلا مع منتخب الكاميرون مثلما فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات مع الفريقين السابق ذكرهما؟ إذن أحضر له لاعبين كاميرونيين من عينة شابي وميسي وبيول أو شنايدر وزانيتي وميليتو ثم حاسبه على البطولات العالمية التي حققها.

ميلا يستمد سطوته في الكاميرون من وصول منتخب 90 إلى دور الثمانية في البطولة وهي أفضل مرحلة يبلغها منتخب إفريقي، والتي كررتها السنغال في 2002 ولكنه الآن لا يجد ما يفعله بجانب الظهور في إعلانات المياه الغازية سوى ممارسة انتقاد فريق بلاده قبل أيام من انطلاق المونديال.

نعم إيتو نجم .. والنجم يتحمل مسؤولية أكبر من زملائه، وتتجه إليه الأضواء بصورة كثيفة، وتصوب إليه سهام النقد بنسبة أكبر، ولكنه في الوقت نفسه غير مطالب بالدفاع عن نفسه وتأكيد وطنيته وإخلاصه بمناسبة وبلا مناسبة .. ما ينطبق أيضا على ميدو.

قد نتفق أو نختلف على مستواه صعودا وهبوطا، نشيد به أو ننتقده، ولكن لا أدري سببا لحشر هذا السؤال في كل مرة تأتي فيها سيرة ميدو "ماذا قدم لمنتخب مصر؟"

من حيث الأهداف؟ ميدو سجل 19 هدفا في 51 مباراة دولية بمتوسط يبلغ هدفا كل ثلاث مباريات تقريبا وهو معدل مقبول إذا وضعنا في الاعتبار الإصابات التي ضربته في السنوات الأخيرة وعدد المباريات والبطولات التي لم يتم إدراج اسمه فيها وهو سليم.

إذن من حيث البطولات؟ ساهم في الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2006 رغم خطأه القاتل في نصف النهائي أمام السنغال، وكان مصابا في 2008 ولم توجه إليه الدعوة في 2010. لم يساعد مصر في الوصول لكأس العالم؟ مثله مثل جميع أفراد أجيال الكرة المصرية المختلفة باستثناء 1934 و1990.

ولكن ميدو ربما قدم لمصر أكثر مما قدمه لمنتخب مصر والفارق بينهما كبير. فاسمه وجنسيته يترددان في أكبر بطولات الدوري الأوروبية طوال عشرة أعوام حتى الآن سجل فيهم أكثر من 64 هدفا في بلجيكا وهولندا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا في وقت تقتصر فيه قصص النجاح المصرية في أوروبا على عدد أصابع اليد الواحدة.

ومن فضلك لا تعقد مقارنة لما قدمه إيتو مع الكاميرون وما قدمه ميدو مع مصر لأن ظروف البلدين مختلفة، فمنتخب الأسود معتادا على التأهل لكأس العالم وباتالي يظهر عالميا أكثر فيما احتكر منتخب الفراعنة بطولات الأمم الإفريقية التي سبق تفسير مساهمة ميدو فيها أو سبب غيابه عنها.

إذن فهو لا يستحق التشهير ممن كانوا في يوم من الأيام نجوما، وربما لم يساهموا في الفوز بلقب إفريقي، أو سجلوا أهدافا دولية مماثلة لما سجلها ولكنهم وجدوا أنفسهم في موضع يسمح لهم بالانتقاد والهجوم بل والجلد أحيانا.

لماذا لا يقتنع هؤلاء بأن كونهم رموزا يقتضي أن يترفعوا عن هذا الكلام الفارغ ويساندوا فرقهم ولاعبيهم أو يدعمون انتقاداتهم بأدلة وأرقام؟ إيتو سيرد على هذا السؤال في كأس العالم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات