لكأس العالم 2010 ثمانية مرشحين لنيل اللقب، ستة كبار اعتادوا النجاح بغض النظر عن مشاكلهم وحالتهم قبل البطولة، وعملاقين مرشحين فوق العادة لارتقاء منصات التتويج .. البرازيل وإنجلترا.
فبرغم قائمة إسبانيا المدججة بالنجوم، واحتشاد السحرة في فريق الأرجنتين، يملك منتخبا البرازيل وإنجلترا حظوظا أعلى من غيرهما في الفوز بمونديال جنوب إفريقيا.
فمنتخب البرازيل مشروع ناضج، حصد بالفعل كوبا أمريكا ثم كأس القارات، وبالتالي يعد الأكثر جاهزية لقنص كأس العالم 2010.
فقط يعيبه أن كارلوس دونجا المدير الفني للفريق قلص كثيرا من الشكل الجمالي المعتاد للكرة البرازيلية، واستبعد نجوما قد يندم على تركها لو تعرض كاكا مثلا لمشكلة خلال البطولة.
كما أن الظهير الأيسر لازال ضعيفا في تشكيل البرازيل، برغم محاولات دونجا تطويع باستوس بشكل ما ليشغله، وربما في الأدوار الصعبة من المونديال يتسبب هذا المركز في خسارة الفريق.
هذا ليس كل شيء، فالفيديو التالي يشرح طريقة لعب البرازيل تفصيلا:
بدورها، تبدو إنجلترا مكتملة بشكل كبير حتى عن البرازيل، لكنها لا تملك الثقة التي يحظى بها فريق السامبا كون آخر مرة ارتقى فيها الأسود الثلاثة إلى منصات التتويج كانت من 44 عاما!
لكن وجود فابيو كابيللو على رأس المنتخب الإنجليزي يزيد كثيرا من حظوظ الفريق، كونه يملك كل ما كان رفاق ستيفن جيرارد بحاجة إليه.
والدليل على ذلك، أن كابيللو الوحيد الذي جعل جيرارد يعمل جيدا مع فرانك لامبارد، منهيا الأزمة التي ربما تتحمل القسط الأكبر في فشل الفريق الإنجليزي خلال البطولات الكبرى.
منتخب إنجلترا تحت قيادة إريكسون، ماكلارين ومن قبلهما كيفن كيجان عانى من سطحية طريقة اللعب، بينما الإيطالي المحنك أضاف أبعادا جديدة لخطة منتخب إنجلترا.
ولو صدق توقعي، سيلعب قرار كابيللو بوضع جاريث باري في وسط الملعب وراء جيرارد ولامبارد دور البطولة في دفع الفريق نحو اللقب المنشود.
ويمكن فهم ما فعله كابيللو بشكل أكبر من خلال الفيديو الذي صنعته لمنتخب إنجلترا
إسبانيا
طبعا لا أود إهانة ذكاء القارئ بقول إن منتخب إسبانيا مرشحا قويا للقب، لكني أملك ثلاثة أسباب قد تحول دون وصول فريق الماتادور للقب برغم كوكبة النجوم التي تزين قائمته.
فغياب الارتكاز ذو النزعة الدفاعية، وعدم مساندة سيرجيو راموس، مع افتقار الفريق لنجم قوي في مركز الظهير الأيسر، كلها عوامل تلعب ضد إسبانيا في المونديال.
خلال المباريات الكبرى يحتاج الفريق للاعب يجيد استرجاع الكرات خاصة حين يواجه خصما يلعب باسلوب دفاعي ويعتمد على المرتدات، وطبعا هذا اللاعب ليس سيرجيو بوسكيتش.
إسبانيا افتقدت في كأس القارات هذا العنصر فودعت البطولة، لأن بوسكتش وألونسو وشابي وإنيستا وفابريجاس يبدعون هجوميا، لكنهم ليسوا على نفس المهارة في الركض للوراء لتأمين الدفاع.
أما فيما يخص سيرجيو راموس، فبرغم ملكاته الكبيرة دفاعا وهجوما إلا أنه يتحول من آن لآخر لثغرة في الفريق لأنه يلعب دون مساندة، كون معظم نجوم إسبانيا يميلون بالفطرة للجانب الأيسر.
فراموس يقطع الطريق ذهابا وإيابا عشرات المرات في المباراة، حتى يهبط مستوى تركيزه في الدقائق الأخيرة وتظهر مشاكل إسبانيا الدفاعية، طبعا ناهيك عن أخطاء ألفارو أربيلوا ناحية اليسار.
ولفهم اسلوب لعب إسبانيا والمشاكل التي يواجهها الفريق في المباريات الصعبة، شاهدوا هذا الفيديو
فماذا عن الأرجنتين؟ هل تعتقدون أن دييجو مارادونا قادر على الفوز باللقب، والاستفادة من وجود ميسي وإيجواين وتيفيز وميليتو وأجويرو معا في فريق واحد.
المشكلة مع منتخب الأرجنتين ليست خططية، ولا تتعلق بمراكز ضعيفة وأخرى قوية في القائمة، بل بشخصية مارادونا واسلوبه في إدارة الفريق.
فمارادونا لا يبدو لي مديرا فنيا، بل مشجع حصل على درجة مدرب، ويقود منتخب بلاده دون دراية بفنون التعامل مع كرة القدم من خارج حدود المستطيل الأخضر.
فمع تولي مارادونا المسؤولية الفنية، جمع أفضل قائمة ممكنة لأول مبارياته، لكن بعد أول خسارة قرر تخفيض معدل الأعمار، واستبعد نجوما لمجرد تخطيهم الـ30 عاما.
طبعا خسر الفريق بهذه الأسماء الشابة، ليعلن مارادونا أن المشكلة في المحترفين لأنهم يحبون أنديتهم أكثر من الأرجنتين، ولجأ لمارتن باليرمو ولاعبي الدوري المحلي.
بمعنى أن مارادونا لا يملك رؤية معينة في قيادته لراقصي التانجو، وإن كان الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم جادا في منافسة بلاده على اللقب، فعليه التحكم في الملك رقم عشرة وشطحاته من خلال كارلوس بيلاردو المسؤول الفني عن المنتخب.
والتحدي الخططي الآن أمام مارداونا يتعلق بمستوى ميسي الهزيل جدا مع الأرجنتين، طبعا مقارنة بالسيرك الذي ينصبه اسبوعيا مع برشلونة.
فخلال التصفيات لعب مارادونا باسلوب 4-2-2-2 وحاول تطويع ميسي لأداء دور المهاجم الثاني، لكن ساحر برشلونة أخفق لأنه ليس الشخص المناسب لاستلام الكرة وظهره للمرمى، بل العكس.
وأفضل موقع لميسي مع الأرجنتين هو أمام فيرون وماسكيرانو، كلاعب وسط مهاجم، بحيث يشغل العمق وعلى يساره دي ماريا، وأمامه مهاجمين تيفيز (إيجواين) وميليتو.
مرشحين بالتاريخ
دعونا الآن نترك المرشحين الحقيقيين للقب، ونتجه إلى منتخبات إيطاليا وفرنسا وألمانيا وهولندا الذين يتنافسون على كأس العالم لاعتبارات تاريخية.
فلا أحد يستطيع شطب اسم من الرباعي المذكور برغم مستوى فرنسا وإيطاليا المضمحل مؤخرا، وافتقار ألمانيا للمواهب وهولندا للنضج الخططي الكافي للفوز بالمونديال.
منتخب هولندا يبدو الأكثر قوة من بين الرباعي السابق ذكره، لكن عيبه الدائم هو عدم امتلاك الحلول الخططية في المواجهات الكبرى.
فالكرة الهجومية التي يقدمها منتخب هولندا باسلوب 4-3-3 المعهود، أحيانا كثيرة يكون السبب في توديع الفريق البرتقالي للبطولات خلال الأدوار المتقدمة.
فالدفاع المتقدم جدا الذي يعتمد عليه منتخب هولندا في اسلوب لعبه لا ينجح حين يواجه الفريق خصما يملك مهارات كبيرة بين صفوفه.
كما أن بيرت فان ميرفيك أخطأ حين استبعد رود فان نيستلروي ، لأن أي إصابة في خط الهجوم الهولندي ستؤثر سلبا على الفريق لغياب البدائل وافتقار كلاس-يان هونتلار وريان بابل للجاهزية.
أما منتخب ألمانيا، فيملك أقل عدد من اللاعبين القادرين على إحداث الفارق بين صفوفه قياسا بالمنتخبات السابقة، خاصة بعد الإصابات التي نالت من الفريق.
لكن الفريق برغم ذلك مرشح للوصول إلى الأدوار المتقدمة كون يواخيم لويف المدير الفني لمنتخب ألمانيا عمل على إعداد الكثير من الوجوه الشابة خلال الأعوام الأربعة السابقة.
كاكاو وأوزيل وتوماس مولر وتوني كروز وسامي خضيرة يمنحون الفريق حيوية كبيرة، لكني أشك في قدرتهم على حسم المباريات الكبرى أمام منافسين مثل إسبانيا أو إنجلترا أو البرازيل.
بطل العالم ووصيفه
حفاظ منتخب إيطاليا على لقبه أو فوز فرنسا بصفتها وصيف 2006 بالبطولة يتحدى المنطق، في ظل المستويات المتراجعة للفريقين.
بالنسبة لفرنسا، فإن وجود ريمون دومينيك على رأس الجهاز الفني يجعلني على يقين بأن الديوك من الصعب جدا أن يحققوا شيئا يذكر في المونديال.
لكن لو تجاهلنا دومينيك، سنجد أن الفريق يعاني من عيب هجومي وآخر دفاعي لو تمت إزالتهما ربما تكون هناك فرصة.
هجوما يحتاج الفريق لفاعلية هجومية، وربما على دومينيك إعادة تييري هنري إلى التشكيل الأساسي للديوك على حساب سيدني جوفو.
فجوفو وريبري وفلوران مالودا يلعبون خارج منطقة الجزاء فقط وجميعهم يحاول الهروب إلى الجناح بالفطرة، وهذا يحرم نيكولاس أنيلكا من المساندة داخل منطقة جزاء الخصوم.
أما لو شارك هنري على الجناح، فإنه وبالفطرة أيضا سيحاول دخول منطقة جزاء الخصوم، وقتها سيعثر أنيلكا على شريك يتقاسم معه الرقابة الفردية ويفتت تكتلها.
أما دفاعا، فإن وجود إريك أبيدال في مركز قلب الدفاع يجعل منتخب فرنسا صيدا سهلا في البطولة كونه لا يجيد هذا الدور على الإطلاق.
كما أن مشاركة يوان جوركوف كارتكاز قد تفتح مساحات خلف ظهيري الجنب باتريس إيفرا وباكاري سانيا، خاصة وهما من أصحاب النزعات الهجومية.
ولتخيل الصورة بشكل أفضل، شاهدوا هذا الفيديو
أما الأتزوري فقصته مختلفة، فمن ناحية، الأسماء والمراكز في قائمة إيطاليا لن تسعف الفريق على المضي قدما في البطولة بأي حال.
لكن من ناحية أخرى، وجود مارتشيللو ليبي كمدير فني لإيطاليا يرفع حظوظ الأتزوري نسبيا في البطولة كونه مدرب من طراز رفيع، وينال ثقة اللاعبين والجماهير على السواء.
أخيرا سأقدم لكم اعترافا صغيرا، أنا أعشق منتخب إيطاليا، ولذلك لا أريد الاستفاضة عن حظوظه في البطولة حاليا، دعونا ننتظر حتى نرى ما الذي يملكه ليبي لخدمة الأتزوري في 2010.
فقط أقدم لكم اسلوب لعب إيطاليا، عيوب الفريق وأبرز مميزاته من خلال الفيديو التالي