فمارادونا ـ اللاعب ـ كان باستطاعته المساهمة في حصول الأرجنتين على لقب مونديال 1986 بفضل مهاراته الاستثنائية وبقدرته على صناعة ستة أهداف وإحراز خمسة من أصل 14 هدفا أحرزها راقصو التانجو في تلك البطولة.
لكن الشخص نفسه غير قادر على اختيار 11 لاعبا من بين قائمته عندما تولى المهمة كمدرب 2010 لفريق تضعه الاستفتاءات ضمن أبرز المرشحين لحصد مونديال 2010 إلى جوار إسبانيا بفضل القوام شبه المتكامل من النجوم!
فخلال مباراة نيجيريا، وعندما أراد مارادونا تعزيز الهدف بآخر قام بإخراج لاعب الارتكاز فيرون وإقحام ماكسي رودريجيز لاعب الوسط المهاجم (الجناح).
والنتيجة أن منتخب الأرجنتين أصبح يهاجم بخمسة لاعبين (ميسي، تيفيز، إيجواين، دي ماريا، رودريجيز) بينما يربط وسطه بماسكيرانو فقط، فازداد الضغط النيجيري.
وصحيح أن خروج فيرون ومشاركة ماكسي لم تؤثر سلبا على الأرجنتين، لكن هذا التبديل قد يكون جرس إنذار لافتقار مارادونا للتقييم السليم واحتياجات فريقه.
قبل بداية المونديال ساد القلق بين المتابعين نتيجة استبعاد مارادونا لاستيبان كامبياسو والمغامرة بخوض كأس العالم بفيرون فقط إلى جانب ماسكيرانو، فلماذا يريد الأسطورة الأرجنتينية تأكيد هذا الإحساس لدى عشاق الفريق؟
لم يكن السبب في خروج المباراة بهدف واحد للأرجنتين هو تألق إنياما حارس مرمى نيجيريا أو إهدار ميسي وإيجواين للفرص السهلة كما قال مارادونا "المدرب"، لأنه ببساطة كان يستحق التعادل أو الخسارة لولا إهدار كالو أوتشي لكرة من داخل منطقة الست ياردات قبل النهاية بخمس دقائق.
فمع احترامي الشديد لرجال منتخب مصر، فقد استطاع الفراعنة الفوز بسهولة بالغة على نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدف في بطولة الأمم الإفريقية الماضية دون الحاجة إلى تبرير التأخر في البداية أو غيره، أما الأرجنتين فكانت على حافة التعادل حتى اللحظات الأخيرة.
ببساطة، المستوى الذي قدمه راقصو التانجو خلال مباراة النسور الخضراء لم يكن سيئا لكن كان محبطا في الوقت ذاته، والمنطقة بين الدفاع ووسط الملعب الأرجنتيني يمكن شلها تماما إذا واجهت فريقا سريعا مثل المكسيك أو حتى ضعيفا بصانعي لعب جيدين مثل فرنسا في الدور التالي.
بل إن الأرجنتين ـ بهذا الأداء ـ ستواجه أزمة عندما تواجه كوريا الجنوبية ذات الإيقاع السريع إن استغلت الفرص مثلما فعلت أمام اليونان، فما بالكم إن واجه ألمانيا في ربع النهائي؟
لم أستغرب عندما أخرج دييجو "تفاحة" أثناء المؤتمر الصحفي التالي للمباراة وبدأ في أكلها، لأن المأكول تفاحا والآكل أخشى أن يكون "بطيخا"!