أحمد عز الدين

الأتزوري .. ناجح بتقدير مقبول

هل تعلمون لماذا أشاد مارتشيللو ليبي المدير الفني لمنتخب إيطاليا بفريقه برغم تعادله مع باراجواي بشكل محبط في مستهل مشواره بكأس العالم؟
الثلاثاء، 15 يونيو 2010 - 08:20
هل تعلمون لماذا أشاد مارتشيللو ليبي المدير الفني لمنتخب إيطاليا بفريقه برغم تعادله مع باراجواي بشكل محبط في مستهل مشواره بكأس العالم؟

السر وراء رضا ليبي عن التعادل مع باراجواي،أنه كان مثل باقي العالمين بحال منتخب إيطاليا قبل البطولة، احتمالية الخسارة بشكل مهين واردة في ذهنه.

فمستوى أفراد الفريق قبل البطولة،كان ينذر بأن إيطاليا مقبلة على الفشل بشكل ذريع في مونديال جنوب إفريقيا.

هناك من انتظر سقوط فابيو كانافارو أرضا وهو يحاول اللحاق بلوكاس باريوس، ومن توقع أن يكون جانيالوكا زامبروتا ثغرة مكشوفة لنيلسون فالديس، لافتقار لاعب ميلان للرشاقة.

ولو كان منتخب إيطاليا أخفق في المباراة بشكل مهين، لما استطاع ليبي إعادة تأهيله مجددا، وكانت البطولة ستنتهي بالنسبة للأتزوري قبل أن تبدأ.

فخسارة الكاميرون على سبيل المثال أمام اليابان، تعني أن مدرب الأسود بول لوجوين مطالب بإعادة اختيار الخطة والتشكيل وتجربة شكل جديد للفريق، وطبعا لا وقت لذلك.

لكن منتخب إيطاليا نجح بتقدير "مقبول"، وهو ما يكفي مارتشيللو ليبي، الذي دخل الامتحان وهو لا يمتلك من أدوات النجاح إلا الحد الأدنى.

فنجاح إيطاليا في تفادي بداية كارثية، يجعل ليبي يثبت طريقة اللعب، ويترك ثمانية لاعبين على الأقل في تشكيل الفريق الأساسي دون مساس، ثم يبدأ محاولة تحسين المستوى بعد ذلك.

ومن مباراة باراجواي، يمكننا قراءة الإيجابيات التي خرج بها منتخب إيطاليا، ومنها نفهم السلبيات التي يحتاج ليبي لعلاجها لتطويل مشوار الأتزوري في المونديال.

بداية، دفاع إيطاليا ظهر بمستوى مقبول، ولم يكن بطيئا في تحركاته، بل على العكس كان مترابطا ومنظما بفضل تمركز كانافارو الجيد طوال المباراة وتركيزه الكبير.

فقد فشل فريق باراجواي في خلق كثافة عددية هجومية ضد إيطاليا بسبب التزام زامبروتا دفاعيا، ومجاورته لكانافارو وكيلليني، اللذان تبادلا أدوار الرقابة والتغطية بنجاح.

ارتاح ليبي بالتأكيد كذلك لتركيبة وسط ملعب الأتزوري فيما يخص الشق الدفاعي، إذ ظهر دانيلي دي روسي في حال جيدة، وتمركزه كان مميزا في كل مواقف المباراة.

وهجوما، تميز منتخب إيطاليا في فتح الملعب على مصرعيه، وذلك عن طريق التمريرات البينية لسيموني بيبي يمينا، وكريشتو وياكوينتا يسارا.

سيموني بيبي تحديدا قدم مباراة مميزة، إذ تحرك على الجناحين بسرعة كبيرة وأجبر بانطلاقاته دفاع باراجواي على التراجع، ما أدى لترك الكرة في أقدام الإيطاليين.

أما الجوانب السلبية التي على ليبي تداركها في المباراتين المقبلتين، فيمكن تلخيصهم في النقاط الآتية:

ماركيزيو فشل بجدارة في دور صانع اللعب، وكان واضحا أن منتخب إيطاليا يفتح الملعب بشكل جيد على الجناحين، لكنه مفتقد لمن يرسل التمريرة الأخيرة للمهاجمين.

وربما على ليبي منح دور ماركيزيو لأندريا بيرلو حين يتعافى من إصابته، برغم أن نجم ميلان يبدع حين يلعب كارتكاز صريح متراجع لأن كراته الطولية قاتلة.

النقطة الثانية، دفاع إيطاليا ارتبك حين أشرك مدرب منتخب باراجواي ثلاثة مهاجمين، لأن وسط ملعب الأتزوري كان منشغلا بكيفية إتقان الهجوم، فترك الخط الخلفي دون حماية.

ويبدو الحل الأنسب هو الدفع بواحد من جينارو جاتوزو أو أنجلو بالمبو في موقع ريكاردو مونتاليفو، الذي قدم مباراة طيبة، لكنه كان ضعيف بدنيا في الضغط على الخصم.

أما العيب الثالث الذي ظهر جليا في هجمات إيطاليا، هو فشل خط الهجوم الذريع في تهديد الخصم.

فصحيح أن الكرة لم تصل كثيرا للخط الأمامي بسبب عدم قدرة ماركيزيو على اختراق العمق بتمريراته، لكن البرتو جيلاردينو وياكونتا يشتركان في مسؤولية إخفاق إيطاليا الهجومي.

ياكوينتا لعب كمهاجم يتحرك على الجناح الأيسر، لكنه لم ينتج ذات المردود الذي يقدمه كرأس حربة، أما جيلاردينو فكان تائها طوال اللقاء ولا يعلم كيف يتحرك في ظهر الخصم.

وأنسب علاج لتلك النقطة، هو حبس جيلاردينو على مقاعد البدلاء، وإعادة ياكوينتا لمركز رأس الحربة، واللجوء إما لفابيو كوالياريلا أو أنطونيو دي ناتلي للتحرك ناحية اليسار.

وشخصيا أفضل كوالياريلا، لأنه يشبه لاعب ألمانيا ميسوت أوزيل، سريع ومتحرك وقادر على فتح مساحات بانطلاقاته، حتى لو كان غير خبير في إنهاء هجماته.

والنقطة الرابعة، تتعلق بحتمية عدم الدفع بماورو كامورانيزي لأنه يفتقد الياقة البدنية بعدما

أصيب معظم الموسم الماضي وحتى خلال معسكر إعداد الأتزوري للبطولة.

أخيرا، ربما لا يبدو منتخب إيطاليا بمستواه أمام باراجواي قادرا بحال على منافسة إسبانيا أو البرازيل أو الأرجنتين على اللقب، ولكن ..

لا يمكننا إطلاق الأحكام النهائية على الفرق من الجولة الأولى للبطولة.

فليس منطقيا أن نحذف إيطاليا أو إنجلترا أو الأرجنتين أو حتى فرنسا من لائحة المرشحين على اللقب لأن نتائجهم جاءت هزيلة في المباراة الاولى، ولا يمكن كذلك أن نضع ألمانيا في صدارة المتنافسين لمجرد أنها فازت بعرض جيد في افتتاح مشوارها.