كتب : خالد طلعت | الأحد، 20 يونيو 2010 - 13:17
عماد متعب "الخاين العميل"
وفي البداية يجب أن نؤكد أن المدافع الاسرائيلي رامي جيرشون انضم لستاندرد لييج في الموسم الماضي على سبيل الاعارة قادما من الدوري الاسرائيلي ولم يشارك سوى في مباراة واحدة فقط طوال الموسم ليرحل عن النادي البلجيكي في نهاية الموسم أي أن الفريق أصبح خاليا من الاسرائيليين حاليا.
ولا أجد سببا منطقيا للحملة الغريبة التي انطلقت ضد متعب بسبب جيرشون لدرجة قيام المحامي نبيه الوحش برفع دعوى قضائية ضده مطالبا باسقاط الجنسية المصرية عنه، فيما تقدم النائب جمال زهران عضو مجلس الشعب بطلب احاطة ضده مطالبا بشطب اسمه من سجلات اتحاد الكرة المصري.
ولعلي أسأل جميع من يقفون الآن ضد متعب أين كانوا عندما استمرت المفاوضات بين ستاندرد لييج ومتعب لفترة تقارب الشهر، وكان من الأولى لهم البحث عن تلك المعلومة ونشرها وتقديم النصيحة لمتعب بعدم الانضمام للنادي بسبب وجود لاعب اسرائيلي بدلا من اخفائها والاحتفاظ بها انتظارا لتوقيع اللاعب ووقوعه في الفخ ثم الاعلان عنها ومحاربته وانتقاده.
ويجب ألا ننسى جميعا ماذا قدم عماد متعب لمنتخب مصر ومساهمته الفعالة في تتويج منتخب مصر بثلاث بطولات إفريقية متتالية كان فيها هو المهاجم الأول للفراعنة وسجل العديد من الأهداف، بالاضافة لتسجيل الهدف الثمين الثاني في مرمى الجزائر في لقاء القاهرة والذي جعلنا نقترب من التأهل للمونديال لولا أحداث أم درمان، بالاضافة لمساهمته مع النادي الأهلي في التتويج ببطولات إفريقية عديدة رفعت اسم مصر عاليا.
ولعل متعب قدم لمصر أكثر كثيرا من هؤلاء الذين ينتقدونه والذين لم يقدموا لمصر ربع ما قدمه متعب، بل ربما يكون متعب أكثر وطنية من هؤلاء.
وأود أن أذكر الجميع أن الثنائي المصري عمرو زكي وميدو لعبا في صفوف ويجان أتلتك وهو يضم اللاعب دانييل دي رايدر والذي يحمل الجنسيتين الهولندية والاسرائيلية حيث أن والدته اسرائيلية، كما أنه انتقل حاليا للعب في صفوف هابوئيل تل أبيب، ولم يتحدث أحد عن هذا الأمر وقتها ولم ينتقده أحد.
بورتسموث أيضا عقد مفاوضات لضم أحد الثنائي المصري عمرو زكي أو متعب من قبل، وكان يتولى تدريب الفريق الاسرائيلي إفرام جرانت، ولم يعترض أحد وقتها وكان الجميع يتمنى اتمام الصفقة من أجل أن يشارك الثنائي في الدوري الانجليزي، رغم أن وجود اسرائيلي على رأس الجهاز الفني أسوأ كثيرا من مجرد تواجد لاعب واحد اسرائيلي ضمن قائمة طويلة تضم 30 لاعب، لأن أي خلاف بين لاعب مصري ومدرب اسرائيلي حتى ولو كان خلاف عادي أو طبيعي كان سيثير الجدل والشبهات.
والطريف أنه بعد تعثر المفاوضات بين بورتسموث وعمرو زكي خرج علينا زكي ليؤكد أنه يرفض اللعب في بورتسموث لأنه يقوده مدرب إسرائيلي، بل وزاد الطين بلة أنه قال أنه لن يلعب لهذا الفريق لأنه يضم لاعبين جزائريين هم نذير بلحاج وحسن يبدا.
وقد لا يعلم البعض أن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم فتح تحقيقا في هذه الواقعة وأرسل خطابا شديد اللهجة لزكي يحذره فيه من تكرار هذه التصريحات العنصرية والا ستوقع عليه عقوبات كبيرة وهو ما جعل زكي ينفي هذه التصريحات رغم أنه كان قد نشرها في بيان عبر موقعه الرسمي.
ولعلي أطرح تساؤلا مهما على منتقدي متعب ماذا لو جاء عرض احترافي لأي لاعب مصري - متعب أو غيره - من نادي ليفربول الانجليزي العريق وكان عرضا مغريا من الناحية المادية سواء للاعب نفسه أو لناديه، فهل يتم رفض هذا العرض من أجل وجود الاسرائيلي يوسي بن عيون في النادي، وهل نهدر فرصة احتراف لاعب مصري في واحد من أكبر أندية العالم من أجل عيون بن عيون؟
وهل من المفترض أن أي لاعب مصري يصل إليه عرض احتراف أوروبي لا يقبل هذا العرض الا عندما يتأكد من عدم وجود أي لاعب اسرائيلي في صفوف الفريق؟
ولنفترض جدلا أنه فعل ذلك، فماذا سيفعل اذا انضم للنادي ووقع معه عقد رسمي ثم قرر النادي بعد ذلك التعاقد مع لاعب اسرائيلي، فماذا يفعل اللاعب المصري وقتها؟ وهل يقوم بفسخ عقده من أجل ذلك؟ وهل لوائح الفيفا ستسمح له بذلك أم أنه سيتعرض لعقوبة مضاعفة الأولى بسبب عدم التزامه بعقده والثانية بسبب العنصرية وادخال السياسة في كرة القدم.
خلاصة الكلام
ستاندرد لييج لا يضم أي لاعب اسرائيلي، وحتى لو قام النادي بتمديد اعارة رامي جيرشون فلا يجب على متعب الرحيل أو الهروب، بل عليه اثبات ذاته مع الفريق والسعي لأن يكون أفضل لاعب محترف في فريقه بل وربما في الدوري البلجيكي بالكامل ليتفوق على كافة اللاعبين الاسرائيليين الموجودين في هذه البطولة، ووقتها سيتحول هتاف "عماد متعب الخاين العميل" إلى "عماد متعب رمز الصمود".
نقطة أخيرة
البعض قد يقول أن دانييل دي رايدر الذي لعب مع ميدو وزكي في ويجان هو هولندي الأصل ويلعب للمنتخب الهولندي ومجرد فقط أنه يحمل الجنسية الاسرائيلية، وأود أن أفجر مفاجأة مدوية لهؤلاء أن أحد اللاعبين المصريين خاض فترة احتراف في فريق أوروبي برفقة لاعب اسرائيلي، بل ولعب بجواره في بعض المباريات ولم يتحدث عنه أحد ولم تسقط عنه الجنسية المصرية ربما لأنهم لا يعلمون، أو يعلمون ولا يريدون الحديث عن هذا الأمر.
ولن أكشف عن اسم هذا اللاعب في الوقت الحالي حتى لا تتحول الحملة المسعورة تجاهه وحتى لا أتسبب له في مشاكل أو أزمات، وسأحتفظ باسمه حاليا وربما أكشف عنه في وقت لاحق بعدما تهدأ هذه الحملة.
مقالات أخرى للكاتب
-
التوقعات المرئية في المسائل الكروية لعام 2011 الأحد، 02 يناير 2011 - 23:13
-
الأفضل والأسوأ في عام 2010 الإثنين، 27 ديسمبر 2010 - 15:09
-
الزمالك لم يفز بالدوري .. والأهلي لم يفقد اللقب السبت، 11 ديسمبر 2010 - 16:39
-
الفارق بين المدرب الناجح والمدرب الفاشل الإثنين، 22 نوفمبر 2010 - 02:29