وكان المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لفريق إنتر ميلان والمدرب الجديد لفريق ريال مدريد هو الغائب الحاضر في بطولة كأس العالم ، بعد أن كرس لنظرية الدفاع القوي خلال بطولة دوري أبطال أوربا التي حصل عليها مع فريق إنتر ميلان عندما إعتمد على الدفاع القوى واللجوء الى الهجوم المرتد أمام الفرق الكبيرة وكان أخرها فريق برشلونة الأسباني .
خرجت البرازيل وتبعتها الأرجنتين وهما يمتلكان أحد أفضل خطوط الهجوم في العالم ، فيما وصلت ألمانيا للأدوار النهائية مع أوروجواي الذين إعتمدا على الدفاع الصلب والهجوم المرتد ، وقبل البرازيل والأرجنتين خرجت منتخب إيطاليا الذي كان معروف عنها الدفاع القوى ، إلا أنها تخلت عن طريقته المعروفة في العالم قبل سنوات ، وكان محل سخرية وشفقة العالم في البطولة لدرجة أن منتخب سلوفاكيا أحرز فيه هدفا من رمية تماس .
إمتلك المنتخب الأرجنتيني خط هجوم يضم عدد من أفضل المهاجمين في العالم أمثال جونزالو إيجواين وكارلوس تيفيز ومارتن باليرمو ودييجو ميليتو وسيرجيو أجويرو وخلفهم ليونيل ميسي ، وأحرز المنتخب 10 أهداف في أربعة مباريات ، فيما ضم المنتخب البرازيلي لويس فابيانو وروبينيو وجوليو باتيستا وخلفهم ريكاردو كاكا ، وأحرز الفريق 9 أهداف في مباريات الدور الأول ودور الستة عشر ، ورغم ذلك خرج المنتخبان من المونديال لأنهما إفتقدا الدفاع القوي.
منتخب ألمانيا الذي أحرز 8 أهداف في مباراتي إنجلترا والأرجنتين إعتمد على الدفاع القوى والهجوم المرتد وعن طريقهما تخطى العقبتين الكبيرتين في طريقه ، والمباراة الوحيدة التي خسرها منتخب الماكينات الألمانية كانت أمام منتخب صربيا عندما منى مرماه بهدف مبكر ، ولم يستطع إدراك التعادل بعدما لجأ منتخب صربيا للدفاع.
- على ذكر بطولة كأس العالم ، فقد فشل مارادونا في قيادة المنتخب الأرجنتيني في جنوب أفريقيا رغم أنه إمتلك فريقا قويا وفرح المتربصين به فيما حدث له في البطولة ، وشبه البعض في مصر مارادونا بحسام حسن المدير الفني لفريق الزمالك.
فقد إعتمد مارادونا كما فعل حسام مع الزمالك على الجوانب النفسية الحماسية ، وهو أمر هام وضروري في كرة القدم ، ولكن بطولة العالم أثبتت أن الجوانب النفسية ليست هى فقط كل كرة القدم ، وكونك تمتلك فريقا يضم العديد من النجوم ليس معناه فوزك بالألقاب ولكن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية عن الجانب النفسي ، قد خرجت الأرجنتين من كأس العالم في لقاء ألمانيا لأن مارادونا بالغ في الجوانب النفسية للاعبيه ولم يهتم ببقية الجوانب الفنية.
- خرج سمير زاهر رئيس إتحاد كرة القدم من الجبلاية بعد الحكم القضائي الأخير، والأرجح أنه لن يعود مرة أخرى للمبني الشهير في حي الزمالك ، بعد أن إستمر فيه ما يقرب من 20 عاما تدرج خلالها في مناصبه حتى وصل الى قيادة الإتحاد لأكثر من دور إنتخابية ، إلا أن نهايته كانت حزينة وغير متوقعة لأسباب يتحملها هو شخصيا.
خرج زاهر من مقر الإتحاد الاشهر في مصر ، ولكن بعيدا عن تصفية الحسابات الشخصية التي أصبحت تسيطر على الأغلبية وإنقلاب المقربين عليه ، فإنه صنع لنفسه تاريخا كبيرا قد لا يصل إليه أحد وسيحتاج الأمر لتكرار ما صنعه زاهر لسنوات طويلة.
النجاح الأكبر لسمير زاهر ليس فقط أنه رئيس الإتحاد الذي قاده للفوز ببطولة الأمم الأفريقية 4 أربعة من بين 7 بطولات حققتها مصر في البطولة الافريقية منها ثلاث دورات متتالية ، ولكن التاريخ سيذكر للرجل أنه أول من عرف طريق الإستثمار الرياضي في مصر ، والوحيد الذي نجح في تسويق كرة القدم بعد أن كانت منتج مجاني لكل من يريد ، وإخترع مداخل جديدة غير تقليدية لكرة القدم جعلته يتخلى عن دعم الدولة ، ولكن على زاهر أن يعيد حساباته من جديد بعد المأزق العنيف الذي يعيشه حاليا.