المراد بالعقود في الآية هو أي نوع من أنواع التعاهد حتي لو كان شفهيا, فما بالك بعقود اللاعبين الموثقة, التي أصبحت بلا قيمة في مصر لأن الوفاء بها بات عملة نادرة.
الاحترام لم يعد له مكان بين تعاملات الأندية وأصبح الكل يلهث وراء مصلحته, أو بالأحري ما يظن أنها مصلحته, للحصول عليها بأي ثمن...كل هذا وسط إدعاء البعض اتباع "ما يرضي الله".
فيما يلي بعض النماذج التي تؤكد أن كلمة "ربط كلام" قد ألغيت من قاموس المعاهدات في مصر وستلاحظون أن هناك عامل مشترك بين هذه الأسماء:
- بعد أن أتفق علي كافة تفاصيل انتقاله إلي ستاندر لييج ووقع عقدا مبدئيا, قال عماد متعب إنه علي استعداد للتراجع والتجديد للأهلي إذا "لم يف النادي البلجيكي ببنود العقد".
أوفي النادي البلجيكي بعقده ثم تحدث متعب لوسائل الإعلام عن "حلم الاحتراف" وطموحاته التي ليست لها حدود واللعب في الدوري الأوروبي...ثم قرر فجأة أن يلقي كل هذا في سلة المهملات ويلغي تعاقده بشكل لم أره في حياتي في عالم الاحتراف حتي وصفه ستاندر "باللص"!
وإذا اعتبرنا أن متعب كان مترددا في اتخاذ قراره أويسعي لشيء يعلمه الله وحده, فإن موقف إدارة الأهلي, المعروفه عادة بالحكمة, كان غريبا لأن مجاراة اللاعب في فكرة فسخ العقد المبدئي مع ستاندر غير مقبول من نادي بحجم الأهلي كما أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء, إلا إذا كانت القضية حول ميسي!
- قضية الموسم في مصر...جدو وقع للزمالك قبل أن يعلن أنه لن يلعب في مصر إلا للاتحاد وبالفعل وقع عقدا ثانيا حتي يبقي مع زعيم الثغر.
في النهاية اكتشف جدو فجأة أن الأهلي مهتم به, فنسي الاحتراف ونسي الاتحاد ومعه الزمالك لينضم لبطل الدوري قبل حل المشكلة الأصلية.
الغريب أن الأهلي كان قد تذوق من نفس الكأس تقريبا من حسني عبد ربه (نجم منتخب مصر) قبل عامين والكل يعرف ماحدث.
- طبعا قضية عصام الحضري "حارس مصر الأول" تستحق أن تكون علي رأس هذه القائمة ولكن الجميع يعلمها.
هل لاحظتم أن الأندية المتورطة في معظم المشاكل في مصر هي أعرق الأندية, التي يضرب بها المثل في العالم العربي وعلي مستوي القارة.
جدو, عبد ربه, متعب ,الحضري وغيرهم...طبعا لاحظتم أنها أسماء ليست عادية, فهؤلاء هم الأعمدة الأساسية لمنتخبنا الوطني, أو منتخب "الساجدين".
ملحوظة: الهدف من كتابة المقال ليس إظهار الساجدين في صورة منافقين, ولكن هو من باب حث اللاعبين الملتزمين علي تكملة هذا الإلتزام في كل تعاملاتهم.