حتى أن القرار الذي أصدره اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة الذي تولى جلسة الأزمة بعدما قرر سمير زاهر رئيس الاتحاد الهرب من الجلسة تاركا أبوريدة " يشيل الليلة " كنوع من تأديبه على موقفه من زاهر خلال فترة استبعاده، لم يرض أي طرف من الأطراف الثلاثة - الأهلي والزمالك وجدو - ويستحق اتحاد الكرة "التجريس" في الشوارع كما يحدث له خلال هذه الفترة.
لاشك أن اتحاد الكرة فشل في إدارة الأزمة لأنه حكم بانطباع المتفرجين وحاول إرضاء الجميع فخسرهم جميعا، وببرر السيد / أبو ريدة قرار مجلسه بأنه جاء تبعا للوائح لجنة شؤون اللاعبين المصرية، والتي لا تشير إلا لهذا القرار المهترأ.
ما حدث في قضية جدو يطرح العديد من الأسئلة .. كيف تكون لائحة شؤون اللاعبين " بتاعة الكابتن مجدي عبد الغني " مخالفة للائحة الفيفا؟ وكيف وافقت عليها الجمعية العمومية كما برر مسؤولي " الجبلاية "؟
ولماذا يوافق الاتحاد على لائحة مخالفة كما اعترف مسؤوليه وتركوا الحبل على الغارب للجمعية العمومية؟ وإذا كان اتحاد الكرة يحترم هكذا جمعيته العمومية فلماذا لم يطبق قرارها السابق بإبعاد أعضاء مجلس الإدارة عن اللجان الفرعية؟ وإذا كانت هناك سوابق عديدة حدثت من قبل فلماذا لم يعدل الاتحاد تلك اللائحة الهزيلة؟
السؤال الأخير .. لماذا قرر اتحاد الكرة حصوله على مليون جنيه من جدو؟ هو جدو " داس للاتحاد على طرف! ولا هو تلقيح جتت - على رأي د . علي الدين هلال وزير الشباب السابق.
وهل يقبل اتحاد الكرة على نفسه أموال من لاعب غلبان شقيان فيهم؟ أم سيبرر اتحاد الكرة ذلك بأنه سيضطر لقبول هذه الأموال لأن لائحة شؤون اللاعبين المصرية تجيز ذلك!
كلها أسئلة لن نجد لها إجابات واضحة ومحددة ، وسنسمع كلاما - إذا أجاب أحد أصلا - أقل ما يوصف به أنه نوعا من الفساد، فمن يعلم ما حدث في جلسة مجلس الإدارة سيتأكد أن الفساد، والفساد فقط هو من يدير اتحاد الكرة الذي فقد مصداقيته "من زمان" ولن يجد من يدافع عنه إلا الفاسدين.
فقد الاتحاد البقية الباقية من هيبته، بعد أن خرج مسؤولي الأهلي والزمالك في كل وسائل الإعلام يهددون ويتوعدون الاتحاد في حال صدور القرار على غير هواهم، وهم هنا - الأهلي والزمالك - جزء من الفساد المنظم في الساحة الرياضية .
ما لم يلفت نظر البعض أن اتحاد الكرة قرر إيقاف نبيل أبوزيد وكيل جدو لمدة عام وتغريمه نصف مليون جنية بداعي أنه دفع وكيله للتوقيع على عقد لناديين، رغم أن جدو وقع وبصم بالعشرة أنه يرغب في اللعب لنادي الزمالك.
ووقع وبصم بالعشرة أن عقده مع نادي الاتحاد ينتهى بنهاية الموسم ولا يرغب في تجديد عقده مع زعيم الثغر، ووقع وبصم بالعشرة على طلب لاتحاد الكرة بأنه لا يرغب في تمديد عقده مع الاتحاد، فماذا كان مطلوبا من أبوزيد؟ ما هى مسؤولية الوكيل إذا ما ذهب اللاعب للتوقيع لناد أخر؟
المؤكد أن إيقاف أبو زيد خلفه مجدي عبد الغني المشرف على لجنة شئون اللاعبين ورئيسها ومديرها ووكيلها الحصري والمثمن القضائي لها - وكل اللي عاوز تقوله قوله - في ظل الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين عبد الغني ووكلاء اللاعبين لأسباب لا يعلهما سوى الوكلاء وعبد الغني، في ظل الاتهامات المتبادلة بينهما منذ فترة - ويا داخل ين البصلة وقشرتها - ألم أقل منذ سنوات أنه الفساد الذي يعيث في الأرض على طول مصر وعرضها!
من حق الزمالك أن يغضب لأنه شعر أن حقه الذي اعترف به اتحاد الكرة قد ضاع، فقد اعترف اللاعب بأنه وقع للزمالك واعترف اتحاد الكرة بصحة عقد اللاعب بدليل الغرامات المالية، ورغم ذلك لم يحصل الزمالك على شيء، ومن حق الأهلي أن يغضب لأن لاعبه معرض للتجميد المحلي طالما لم يسدد الغرامة المضحكة، ومن حق جدو أن يعلن غضبه وحزنه على قرار الاتحاد لأنه مضطر لدفع 2،2 مليون جنية من حر ماله الحلال.
كل هؤلاء من حقهم الغضب طالما أن الأمور تدار في الاتحاد بهذا الشكل، والذي أخذ من رصيد الاتحاد الذي نفذ رصيده منذ فترة طويلة، بل لم يعد من حقه طلب تحويل رصيد لأن الجميع زهق منه ومن أفعاله المخزية .
- عاش رئيس اتحاد كرة القدم سمير زاهر، أسود ثلاثة أسابيع في حياته كلها وهى الفترة التي ابتعد فيها عن رئاسة اتحاد الكرة بحكم المحكمة الإدارية العليا، قبل أن يعود بحكم قضائي أخر، ولاشك أن زاهر أخذ درسا من المفترض ألا ينساه ويظل ماثلا أمامه، وعليه أن يعيد حساباته من جديد في طريقة إدارته للإتحاد .
عرف عن سمير زاهر دائما مجاملته الدائمة والواضحة في إدارة الاتحاد، وهو ما عرضه للقيل والقال بصفة مستمرة، وعليه أن يستوعب الدرس القاسي الذي تعرض له في فترة ابتعاده عن الاتحاد، ولابد وأنه عرف الآن أن من جاملهم لم ينقذوه من المصير المؤلم والذي كان سيتعرض له مع أسرته إذا ما استمر استبعاده من رئاسة اتحاد الكرة .
على زاهر أن يبتعد عن المجاملات ويدير الاتحاد من منظور المصلحة العامة ، خاصة وأن أمامه عامين فقط في هذا المجال، وعودته لرئاسة الاتحاد ستكون صعبة ولن تكون قبل ست سنوات، لذا فهو ليس في حاجة لمزيد من المجاملات التي وضعته في مواقف صعبة وسيئة، وتأكد خلال فترة استبعاده أن المجاملات لم تنفعه ، وأمامه فرصة تاريخية لإعادة الإنضباط لاتحاد الكرة .
يجب أن نعترف أن اتحاد كرة القدم يعاني من خلل إدراي رهيب، ويجب أن نعترف أيضا أن زاهر يتحمل الجزء الأكبر من هذا الخلل، لأنه في كثير من الأحيان فضل المصالح الشخصية على المصلحة العامة، فهل يستوعب زاهر الدرس الذي عاشه؟ هذا ما سيجيب عنه رئيس الاتحاد نفسه خلال الفترة المقبلة!
- تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بظاهرة "الألتراس" التي اجتاحت أغلب أندية الدوري الممتاز، والتي أصبحت تؤرق جهات الأمن، التي دفعت دفعا في الفترة الأخيرة للتعامل بصرامة وشدة وصلت الى العنف مع تلك الجماهير للسيطرة عليهم، هو أمر يجب أن يدرس والبحث في أسباب تلك الظاهرة التي أصبحت أحد أهم معالم كرة القدم المصرية في سنواتها الأخيرة .
تضم روابط الألتراس العديد من الشباب الصغير التي لا تتجاوز أعمارهم العشرين، وتتعامل هذه الجماهير بحدة سواء في تشجيع فريقها داخل الملعب، أو مع الجهات الأمنية المكلفة بحماية المباريات، بدليل العنف المتبادل الذي حدث في لقاء الأهلي وكفر الشيخ الودي قبل بداية الموسم، وتعرض عدد من الجانبين للإصابة، مما دفع الأمن للقبض عليهم وتقديم بعض عناصر الألتراس الأهلاوي للمحاكمة.
السؤال هنا .. ماذا يدفع هؤلاء الشباب للتعامل بكل هذا العنف والتعصب؟ حتى نكون منصفين قبل إدانة الشباب في المدرجات يجب أن نعترف أن هذا الشباب المتعصب يبحث عن رمز يقفون خلفه لمساندته، ولم يجد هؤلاء الشباب سوى فرقها في كرة القدم، بعد أن تراجعت كل المشاريع القومية أو الأهداف الكبيرة في المجتمع ، ومن السذاجة أن نختصر ظاهرة "الألتراس" في أنها مجرد مجموعة من الصبية المهوس بكرة القدم أو لاعبيها .
يجب أن نعترف بأن المجتمع كله يتحمل مسؤولية تلك الظاهرة التي تزيد من العنف داخل المجتمع "اللي مش ناقص عنف " بعد أن تخلى هذا المجتمع عن دوره ومسؤوليته تجاه الجيل الجديد ، فـ " الالتراس" إدانة لنظام كامل دون استثناء.