فأداء هذا الرباعي مع منتخب مصر يختلف كثيرا عن مستواه مع الأهلي، سواء منذ الموسم الماضي، أو حتى في بداية الموسم الجاري، وظهر الفارق جليا في مباراتي الأهلي مع اتحاد الشرطة، ومصر مع الكونجو الديمقراطية.
ولنبدأ بفتحي والذي ظهر بمستوى مميز في لقاء الكونجو وسجل هدفا رائعا، وكان من أبرز نجوم منتخب مصر سواء في بطولة غانا 2008 أو أنجولا 2010 وكان ينافس أحمد حسن على لقب أفضل لاعب في النسخة الأخيرة للبطولة، على الجانب الأخر نجد مستواه مترهلا بشدة مع الأهلي.
ولعل أبرز نقاط الخلاف بين فتحي المنتخب وفتحي الأهلي، هو أن شحاتة يدفع بفتحي في مركز لاعب الوسط المدافع وهو المركز الذي يجيد ويتألق فيه بشدة، فيما يصر البدري على الدفع به في مركز الظهير الأيمن فيصبح تائها في الملعب.
ولقد علمت من مصدر في الجهاز الفني أن البدري ينوي مواصلة الدفع بفتحي في مركز الظهير الأيمن واعادة شريف عبد الفضيل لمركز المساك بدلا من أحمد السيد، وهو قرار يؤكد أن البدري "بيفصل" التشكيل لإرضاء النجوم، ووجود أكبر عدد منهم داخل التشكيلة الأساسية على حساب الأداء الفني للفريق، لأن عبد الفضيل أجاد بشدة في مركز الظهير الأيمن ويجب أن يستمر في هذا المركز من أجل صالح الفريق الأحمر.
بعد فتحي يأتي أبو تريكة، والذي يصر البدري أيضا على الدفع به في مركز رأس الحربة الصريح وهو المركز الذي لا يجيد فيه مطلقا، وهو الرأي الذي بح صوت النقاد والجماهير من تكراره بضرورة أن يلعب تريكة في وسط الملعب خلف رأسي الحربة حتى يأتي من الخلف للأمام ويصبح مؤثرا للفريق، وهو المركز الذي يضعه فيه شحاتة بصفة دائمة مع المنتخب ويجعله يظهر بشكل رائع.
ووضع أبو تريكة ومن قبله فتحي في غير مراكزهم يجعل الجماهير ترى أن مستواهم تراجع بل ووصل بالبعض أن يطالب تريكة بالاعتزال رغم أنه قادر على العطاء ولكن بشرط أن يلعب في مركزه.
اللاعب الثالث هو جدو، والذي يجيد في مركز رأس الحربة الصريح، أو رأس الحربة المتأخر، وهما المركزين اللذين تألق فيهما سواء مع الاتحاد السكندري أو مع منتخب مصر في أنجولا 2010 وحتى أمام الكونجو، ولكن البدري يصر على الدفع به في مركز لاعب الوسط الأيسر وهو مركز جديد عليه ولا يجيد اللعب فيه فيخسر أدائه المميز وقدرته على تسجيل الأهداف.
فجدو من نوعية اللاعبين الذين يسجلون من نصف فرصة، ويكون خطير جدا داخل الصندوق لأن أول ما يفكر فيه عند تسلم الكرة هو تسديد الكرة مباشرة نحو المرمى، وهو ما يجعله يسجل أهداف من عدد فرص قليلة وهو ما ظهر في أنجولا 2010.
الحل سهل جدا في يد البدري وهو تغيير مركزي أبو تريكة وجدو، بإرجاع تريكة لوسط الملعب من أجل صناعة الفرص وتمرير كرات بينية للمهاجمين، والدفع بجدور كرأس حربة صريح أو متأخر بجوار محمد طلعت أو محمد فضل عقب عودته من الإصابة.
اللاعب الرابع وهو أحمد حسن، فالأمر لديه مختلف بعض الشىء، فأزمته ليست فنية أو الدفع به في غير مركزه، ولكنها مشكلة نفسية في طريقة تعامل البدري معه بأسلوب غير لائق للاعب بحجم حسن قائد منتخب مصر والذي قدم للأندية التي لعب لها وللمنتخب أكثر كثيرا مما قدمه البدري.
فالبدري وضع حسن "في دماغه" ودائما ما يصر على استبداله حتى لو كان مستواه جيدا وكأنه يتعمد مضايقته أو نرفزته، كما أنه دائما ما يعنفه في الملعب بأسلوب مستفز في حال إخفاقه في تسديدة أو تمريرة، بينما لا يتعامل مع لاعبين أخرين بنفس الطريقة حتى لو سددوا عشر تسديدات في المدرجات.
وحتى عندما تحدث البدري عن حسن في حوار تليفزيوني تحدث عنه بشكل غير لائق وأنه لاعب مثل أي لاعب أخر في الفريق، وأنه لا يوجد خلاف بينهما لأنه مدرب وحسن مجرد لاعب في الفريق، وكان من المفترض أن يقول أن حسن لاعب كبير وخبرة وهو قائد منتخب مصر، ولو حتى من باب المجاملة.
تعامل البدري مع حسن يجعل الأخير في غير كامل تركيزه في الملعب لأنه دائما ما ينظر على الخط لمتابعة رد فعل البدري تجاهه وانفعالاته غير المقبولة وهو ما يجعله يلعب تحت ضغط من شخص من المفترض أن يكون أول من يسانده ويؤازره حتى لو أهدر انفراد كامل.
فلو رأينا موقف شحاتة مع حسن والتعامل معه بشكل خاص لكونه لاعبا كبيرا يجعل حسن يأكل النجيلة ويبذل أقصى جهد لديه مع المنتخب، ويلعب بثقة وهدوء وبدون ضغط، ففي مباراة الكونجو أهدر حسن فرصة لا تضيع من داخل الياردات الستة، ولكن شحاتة لم يفعل شيئا ولم يعنفه لأنه يعلم قدر اللاعب وكانت النتيجة أنه بعد هذه الفرصة بدقيقتين فقط نجح حسن في تسجيل هدفا لمنتخب مصر وكان من أفضل لاعبي المنتخب في الشوط الثاني.
خلاصة الكلام:
على البدري أن يتعامل مع تشكيلة الأهلي بطريقة تفيد الفريق، حتى ولو دفع بحسام عاشور وشهاب الدين أحمد وأحمد شكري وعفروتو في التشكيلة الأساسية للفريق على حساب غالي وشوقي وأبو تريكة وبركات لو كان ذلك في صالح الفريق، ولا يضع التشكيل بوضع أكبر عدد من النجوم في الملعب لإرضائهم، كما يجب أن يتعامل مع اللاعبين الكبار بشكل أفضل والتعامل معهم نفسيا بصورة جيدة لأن التعامل النفسي هو من أهم أسباب نجاح شحاتة مع المنتخب.
نقطة أخيرة:
كنت أنوي أن أقترح أن يقوم البدري بالتواجد في معسكر المنتخب للتعلم من حسن شحاتة باعتباره أكثر خبرة مثلما فعل من قبل طارق العشري مع مانويل جوزيه، ولكني وجدت أن هذا الاقتراح لن يفيد لسببين، الأول أن البدري سيرفض ذلك من باب المكابرة، والثاني أنه حتى لو فعل ذلك لمدة شهر لن يستفيد منه، لأنه استمر مع جوزيه خمس سنوات كاملة ولم يستفد منه شيئا.