فهناك تحذيرات من وقوع حوادث إرهابية أو من سوء مياه الشرب أو من مخاطر الهجرة غير الشرعية، ومن الواضح بشدة أن السفارة البلجيكية في القاهرة لم تقم بواجباتها جيدا خلال العام الجاري تجه خطر من نوع جديد.
السفارة البلجيكية لم تتابع جيدا المسلسلات الرمضانية والشعبانية والرجبية – نسبة للشهور العربية – التي تغرق فيها الكرة المصرية كل عام من نوعية "عايزة احترف" من بطولة الفنان عماد متعب، ومسلسل "جدو وأنديته الخمسة" بطولة الفنان الشعبي محمد ناجي، وبالطبع قبل كل ذلك مسلسل "حارس في المنفى" من بطولة عصام الحضري ومسلسل "المدافع الكبير قوي" بطولة النجم هيما سعيد و"فوازير حمزة" لصاحبها جمال.
ولو كانت السفارة قامت بعملها جيدا لما دخل مواطنيها ممثلين في إدارة نادي ستاندر لييج في مفاوضات مطولة مع متعب انتهت بـ"صابونة" للفريق البلجيكي "الغلبان"، والمثير أن محامي النادي أكد أنه سيأخذ حقه من اللاعب لكن "على مين يابا ده احنا مصريين ونلعب بالبيضة والحجر".
ولو كانت السفارة البلجيكية قامت بواجباتها تجاه مواطنيها لما دخل نادي أندرلخت في مفاوضات مع شيكابالا صاحب الرقم القياسي في الخلافات مع مسئولي الزمالك وجماهيره خلال السنوات الأخيرة، بدون أي تحذير أو دراسة لنفسية اللاعبين المصريين.
ولم تدرس السفارة ملف المحترفين المصريين جيدا لتفهم أن لاعب مزاجي من نوعية شيكابالا لا يصلح على الإطلاق للعب في أوروبا وذلك ليس لأسباب فنية متوافرة جدا لدى اللاعب ولكن لأسباب نفسية بحتة تتعلق بقدرة اللاعب على تحمل مشقة الاغتراب وحواجز ثقافية ولغوية.
واسمحوا لي أن أتقمص شخصية أي مواطن بلجيكي غيور على بلده وأطلب من سفارة بلدي وضع تحذير بالبنط العريض لتحذير أندية الكرة من التعاقد مع لاعبين مصريين.
وكم ضحكت من قلبي خلال قراءة تقرير الصحيفة البلجيكية عن مراوغة شيكابالا ووكيل أعماله لمندوبي أندرلخت في القاهرة "هم فاكرين ايه؟ وعلى رأي أبو الليف هأو أو أووووو".
تصوروا النادي الساذج تخيل أن توقيع لاعب مصري على عقد معهم يعني أنه سينضم لصفوفهم الموسم القادم! بل أن على مسئولي أندرلخت أن يحمدوا الله أن إدارة الزمالك الحالية لا تضم المستشار مرتضى منصور وإلا كان الدوري البلجيكي كله تعرض للبطلان بواسطة محكمة العدل الأوروبية.
والعيب كل العيب على هؤلاء السائحون الأوروبيون الذين ينزلون إلى الأدغال المصرية من أجل البحث عن موهبة مدفونة في الطين ليكتشفوا تعرضهم لخدعة كبرى، تماما مثل السائح الأجنبي الذي يقرر زيارة منطقة الأهرامات أو خان الخليلي فيقرر ركوب الجمل لربع ساعة مقابل 500 جنيه ويشتري قطعة خشب ملونة باعتبارها "بلاي ستيشن" من مقتنيات الملك توت عنخ أمون، ليعود الزائر إلى بلده فيكتشف الخديعة ويقرر عدم العودة إلى مصر مطلقا رغم أنه "شرب نيلها كله".
العيب كل العيب على الأندية الأوروبية أنها ترغب في ضم لاعبين نجح نظام "الكرة المصرية" في إفسادهم وتدليلهم ومنحهم كل الحقوق على حساب الأندية والجماهير ليصبح بعد ذلك احترامهم لعقودهم أمرا خياليا.
العيب عليهم لأنهم يحاولون ضم لاعبين يتم دفع رواتبهم من جيوب رجال الأعمال ومن أندية تتبع وزارات مصرية كبرى وليس من عائد أو مكسب مادي تحققه اللعبة فتكون المقارنة بين حياتهم في مصر وأوروبا لصالح بلدنا، رغم أن المقارنة في جميع المجالات بداية من الطب والهندسة وحتى غسل الأطباق تصب في مصلحة أوروبا.
ملحوظة أخيرة : في المقال الأخير عن أزمة جدو تصور البعض أن كاتب هذه السطور يساند الزمالك ضد الأهلي أو العكس أو الاتحاد السكندري ضد الآخرين بينما كان الهدف هو ردع اللاعبين وإيقاف مسلسل تلاعبهم بالأندية، والمثير أن المسلسل مستمر طوال العام والآن بدأ يشمل أندية أجنبية.
ملحوظة أخرى : كل ما ذكر عن الدور الذي تلعبه السفارات في تحذير مواطنيها يشمل بعض الاستثناءات على رأسها السفارة المصرية في السودان وسفارات دولة "طرطوريا" الشقيقة.
تابعوني على تويتر
http://twitter.com/nasry
أو على فيس بوك
http://www.facebook.com/people/Nasry-Esmat/529965924