وليد الحسيني

مسلسلات سخيفة وفيلم أبوسويلم

هناك عوامل مشتركة بين مسلسلات رمضان وبين ما يحدث في الساحة الكروية في مصر في الأونة الأخيرة ، فكليهما يحفل بالعديد من المظاهر السخيفة...
الجمعة، 27 أغسطس 2010 - 16:39
هناك عوامل مشتركة بين مسلسلات رمضان وبين ما يحدث في الساحة الكروية في مصر في الأونة الأخيرة ، فكليهما يحفل بالعديد من المظاهر السخيفة ، كما أن شركات الإعلان يتحكمان فيهما بصرف النظر عن المضمون ، وأصبح الإعلان هو سيد الكرة المصرية والدراما التليفزيونية .

فالكرة المصرية تحفل بسخافات مثلهما مثل مسلسلات رمضان ، وإن كانت المسلسلات الكروية لا تحمل أي إثارة تشجع على المتابعة أو الاهتمام أو حتى مجرد الإنشغال بها ، خاصة وأن نهاية تلك المسلسلات الكروية معروفة مسبقا مما يفقدها إثارة الدراما ، بما لا يجعلها مثار إهتمام .

نادي الزمالك أعلن يوم الأحد عن نهاية مسلسل شيكابالا السخيف الذي أثير منذ عدة شهور ، بعد محاولات نادي أندرلخت البلجيكي ضم اللاعب مستندا على العقد الذي وقعه اللاعب في شهر مايو الماضي ، ورغم أن الزمالك أعلن تجديد عقد شيكابالا لمدة أربعة سنوات مقبلة ، إلا أن هناك شكوكا حول إغلاق هذا المسلسل الذي شغل جماهير الزمالك طويلا ، وقد يخرج نادي أندرلحت بجديد يفتح الأمر من جديد .

لاشك أن ما أقدم عليه شيكابالا من مهاترات أدخلت ناديه وجماهيره في متاهات كان الجميع في غنى عنها ، فشيكابالا هو من كتب رغبة بفسخ عقده مع الزمالك ، ووقع لنادي أندرلخت عقدا ، وهو نفسه الذي كتب رغبة لنادي الزمالك يعلن فيها تمسكه بالبقاء مع البيت الأبيض ، وهو أيضا من وقع عقدا جديدا مع الزمالك لمدة أربعة سنوات ، وما فعله " شيكا " هو تكريس لحالة الجهل والاستهتار التي تسيطر على أغلب لاعبي كرة القدم وهو ليس متفردا في ذلك ، فسبقه في ذلك جدو وتبعه عماد متعب .

نادر شوقي وكيل أعمال عماد متعب قال يوم الأثنين أنه توصل لإتفاق مع نادي ستاندرليج البلجيكي لإنهاء أزمة اللاعب مع النادي مقابل نصف مليون يورو، بعد تراجع متعب عن عقده ورغبته في إنهائه والعودة من جديد لحضن النادي الأهلي ، إلا أن ما قاله نادر كان من جانب واحد ولم يعرف حتى الأن موقف النادي البلجيكي ، ولم يعرف حتى الأن لماذا أصر متعب على الإحتراف بنادي ستاندرليج ولماذا تراجع بنفس الإصرار ؟ ولابد من أن يخرج تفسير للرأي العام حول تلك الحالة الغريبة ، لاسيما وأن متعب سيخسر في تلك المغامرة نصف مليون يورو ، اللهم إلا إذا كان البعض يتعامل مع الجماهير على أنهم مجموعة من الهنود الحمر ليس من حقهم معرفة حقيقة الأمر .

المسلسل الأسخف في الساحة الكروية هو مسلسل الزمالك - جدو ، فاللاعب وقع لنادي الزمالك ، ثم تراجع ووقع للنادي الأهلي ، وقدم الزمالك شكوى ضد اللاعب في إتحاد الكرة ، ولم يرض بقرار الجبلاية ، وهدد بتصعيد الأمر للفيفا والمحكمة الرياضية ، في نفس الوقت أقام اللاعب دعوى قضائية ضد الزمالك يتهم فيه مسؤوليه بخيانة الأمانة .

تواصلت أحداث مسلسل الزمالك - جدو بالإعلان عن إتفاق بين الطرفين بالصلح الودي دون اللجوء لساحات القضاء ، ثم تراجع الزمالك بضغوط من داخل النادي ، وخرجت تصريحات متناقضة من الطرفين حول من الذي سعى للصلح ، فاللاعب عن طريق محاميه أكد أن الزمالك هو من سعى

للصلح ، والزمالك نفى الأمر وأكد أن النادي الأهلي هو من طلب الصلح ، وفي كلا الحالتين لم يعرف الرأي العام الحقيقة ، ناهيك عن التصريحات حول أقوال حازم إمام عضو مجلس إدارة نادي الزمالك في النيابة .

مازال مسلسل القط الفأر مستمرا بين الزمالك واللاعب ، والحقيقة أن الزمالك ليس في حاجة لجدو ، ولا اللاعب في حاجة للزمالك ، ولكن الكل يلعب على مشاعر ورغبات الجماهير ، فلن تخسر الكرة المصرية كثيرا لو لم ينضم جدو للزمالك أو حتى لو إعتزل الكرة نهائيا ، ولابد من حسم هذا الملف السخيف والملل والذي لم يعد يشغل سوى اللاعب والزمالك .

مسلسلات الكرة المصرية تواصلت بنجاح مشكوك في صحته ، ويكفي ما يحدث داخل إتحاد كرة القدم ، الذي يشاهد تلك السخافات مثله مثل مشاهدي المسلسلات الرمضانية ، وينطبق على إتحاد كرة القدم المثل الشعبي الدارج " إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص " فمازالت الجمعية العمومية تطالب بإبعاد مجدي عبد الغني عضو مجلس الإدارة عن الإشراف على لجنة شؤون اللاعبين ، وعبد الغني يصر على موقفه الرافض ويدعمه في ذلك مجلس الإدارة الذي يرى أن الجمعية العمومية تطالب بما ليس من حقها ، وما بين الموقفين يقف الرأي العام جاهلا بكل شيء .

أحدث مسلسلات إتحاد الكرة جاء في قرار مجلس الإدارة بمنع جمع العاملين فيه بين العمل في الجبلاية والمحطات التليفزيوينة ، ورفض العاملين فيه هذا القرار ، وعلى إتحاد الكرة أن يفصل بين الموظفين والمدربين ، وإذا كان الإتحاد يصر على تطبيق القرار فعليه أن يرفع مرتبات الموظفين الذي يتقاضون رواتب ضعيفه مقارنة بما يحصل على المدربين .

المسلس الجديد الذي لم يرفع عنه الستار حتى الأن هو مسلسل دوري المحترفين الذي طالب به الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل ثلاثة سنوات ، ولكن إتحاد الكرة مازال نائما في العسل ومشغولا عنه بالخلافات بين الأعضاء وكيفية توفيق الأوضاع بينهما وهو الإتجاه الذي يقوده سمير زاهر رئيس الاتحاد في محاولة يائسة منه لإخفاء هذه الخلافات ، ولكنه في أغلب الأحيان لن ينجح ، خاصة وأن كل الخلافات ليست من أجل المصلحة العامة ولكنها خلافات من أجل " أكل العيش" .

هذه مجرد نماذج من مسلسلات الكرة المصرية السخيفة ، ولو حاولنا جمع جميع المسلسلات فلن تكفى مساحة النشر ، لأنها تحتاج لمجلدات .

على الهامش

عقب خسارة الزمالك أمام إنبي في الإسبوع الثالث لبطولة الدوري العام ، خرج الجهاز الفني لفريق الزمالك يتهم لاعب بالفريق بالتسبب في الهزيمة الأولى هذا الموسم ، وقال " لاعبي الزمالك مش رجاله " وعلى الجهاز الفني للزمالك من الأن البحث عن " دي في دي " لفيلم الأرض للراحل يوسف شاهين وبطولة محمود المليجي وعرضه على اللاعبين في المعسكرات المقبلة قبل المباريات

، ليتعلم منه فريق الزمالك معنى الرجولة من محمود المليجي ، وأنهم لازم يقفوا وقفة رجالة .

لا أجد تفسيرا واحدا لهذا التصريح الغريب الذي من شأنه أن يفسد العلاقة بين اللاعبين والجهاز الفني ، فليس من المعقول ولا المقبول أن يبرر أي جهاز فني خسارة مباراة لتقصير من اللاعبين ،

وأن ينسب لنفسه الفوز ، ولم يعد أمام الجهاز الفني للزمالك سوى " جرجرة " اللاعبين خلف الحصان مثلما حدث مع محمود المليجي وفي الخلفية موسيقى أغنية " أرضنا العطشانة "

خسارة فريق الزمالك أمام إنبي دفع بالخوف لقلوب بعض جماهير الفريق الأبيض ، خشية تكرار سيناريو المواسم السابقة ، وللحق فالزمالك يمتلك فريقا متكاملا على عكس المواسم الماضية ، ولديه أكثر من لاعب في كل مركز ، على عكس فريق الأهلي الذي يعاني فنيا في خط هجومه وظهيره الأيمن ولايوجد بديل لسيد معوض في الظهير الأيسر .

الأهلي لم يختلف كثيرا عن الزمالك ، حيث تعادل مع المصري في نفس الإسبوع بالقاهرة ، الأزمة في الزمالك والأهلي أنهما في حاجة لمن يستغل إمكانيات لاعبيهما فينا داخل الملعب بشكل يتلائم مع مع قدرات اللاعبين ، تلك هى المعضلة !!