جمهور الأهلي في استاد القاهرة خرج محبطا، غاضبا، هاتفا ضد فريقه وخاصة المدير الفني حسام البدري بعد التعادل مع شبيبة القبائل. غضب الآلاف في الملعب أعقبه حنق عشرات الآلاف على المنتديات، والـFacebook وتستطيع رصد كثيرا منه في تعليقات أعضاء FilGoal.com على تقرير المباراة وما تلاه من متابعات.
قناة الأهلي استقبلت اتصالات تليفونية تحمل أصوات أصحابها نبرة مكسورة وشعورا عاما بالاكتئاب بسبب نتائج الفريق وعروضه والمستويات التي يقدمها، تصب غضبها أيضا على البدري وإدارته الفنية للأهلي، وباقي القنوات الفضائية تلقت رسائل مماثلة من المشجعين.
منك لله يا جوزيه! أنت من عودت الجمهور على أن الأهلي يلعب وحده، يقنع دائما بالأداء والنتيجة، وحينما يهتز مستواه – في أحوال نادرة جدا – فإن المكسب على الأقل سيظل مضمونا.
سامحك الله أيها المدرب البرتغالي، يا من أقنعت المشجعين بأن الفوز بالدوري بعد منافسة ليس نصرا، وأن فارق نقطة أو اثنين أو حتى خمس مع الوصيف غير مقنع، وأن الحد الأدنى للأهلي القاري هو الحصول على لقب دوري أبطال إفريقيا كل عام بلا تهديد في أي مرحلة، وإن لم يتحقق اللقب في عام ما، فإن الوصول للنهائي هو أمر غير قابل للنقاش!
هذه القناعات هي الفيروس الذي أتحدث عنه. من قال إن الأهلي يجب أن يضمن المكسب في كل المباريات، ويتخطى كل العراقيل بسهولة ويسر، ويحقق الأداء المقنع الممتع كلما يخطو لاعبوه على المستطيل الأخضر؟ والسؤال الأهم: ما الفشل الذي صادف الأهلي والبدري فيما مضى من الموسم الجاري كي تصدر كل ردود الأفعال الغاضبة الحانقة المحبطة هذه؟
مراجعة بسيطة للحقائق والأرقام المحلية في هذه المرحلة من الموسم تقول إن الأهلي جمع خمس نقاط من ثلاث مباريات فقط في الدوري الممتاز ويحتل المركز السابع في الجدول، ويستطيع القفز للمركز الثالث في حال الفوز في مباراته المؤجلة أمام الجونة.
هل تعلمون أن بوكا جونيورز أحد أهم عمالقة الكرة الأرجنتينية واللاتينية يحتل المركز الـ11 في الدوري الأرجنتيني بعد أربع مراحل من المسابقة حقق خلالهم فوزا وتعادلا وخسارتين؟ هل تابعتم توتنام هوتسبر أحد ممثلي الكرة الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا وهو يحتل المركز نفسه بعد ثلاث مراحل من الدوري المحلي؟
نتائج الأسابيع الخمسة الأولى قد لا تعني الكثير في تحديد هوية البطل، لاسيما في النسخة الحالية من الدوري الممتاز المصري، التي لم يبتعد فيها فريق بالقمة حتى الآن خاصة مع تعثر الزمالك أيضا بجمع أربع نقاط فقط من ثلاث مباريات أيضا.
مراجعة أخرى للحقائق القارية في مسيرة الأهلي هذا الموسم: الأهلي يحتل المركز الثاني في مجموعته خلف شبيبة القبائل الذي ضمن التأهل، ويبدو الفريق الأحمر الأقرب لانتزاع البطاقة الثانية لأنه لن يخرج من مصر في مباراتيه المقبلتين ويستطيع – حتى بمستواه المتذبذب الحالي – تحقيق الفوز على هارتلاند في القاهرة مثلما فعلها الإسماعيلي في الإسماعيلية.
في الوقت نفسه، سيواجه الإسماعيلي مباراة في غاية الصعوبة أمام شبيبة القبائل الذي لم يخسر مطلقا في مرحلة المجموعات، علما بأن الدراويش فشلوا في الفوز على هارتلاند في نيجيريا رغم أن الأخير أضعف كثيرا.
أما حسام البدري، فهو قصة أخرى.
البدري عليه ملاحظات فنية واضحة، كتبت في واحدة منها الأسبوع الماضي، وعن أخرى على Facebook عقب انتهاء لقاء القبائل، ويعلم الجميع أنه لم يقدم أفضل ما يمكن تقديمه بهذه المجموعة من اللاعبين، ولكن على الجانب الأخر هو ليس مديرا فنيا مغيبا، ولا يستحق الغضب والوعيد الجماهيري الكبير لأن الحقائق والأرقام – إجمالا - تقف في صفه أيضا لأنه حقق 90% تقريبا من المطلوب منه الموسم الماضي.
احتفظ بالدرع في الجزيرة، وبلغ دور الثمانية في دوري الأبطال، ووصل إلى نهائي كأس مصر وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب الذي "طار" منه بركلات الترجيح، كل ما مضى في ظل غياب بركات نصف موسم، وابتعاد تريكة عن مستواه، وبمهاجم واحد هو عماد متعب، وبخمس أو ست لاعبين من فرق الشباب بالنادي، وبحارسي مرمى متذبذبي المستوى معظم الوقت.
هذا الموسم ينتظر منه الجميع الأفضل، ولكن كيف حكمتم أن الأفضل لن يأتي أبدا؟ انتظروا قليلا ليتجانس غالي وشوقي وجدو مع اللاعبين القدامى، انتظروا قليلا كي تؤتي طريقة اللعب بثمارها حتى ولو بعد حين وبعد إصلاح ما بها من أخطاء، انتظروا قليلا فنحن لانزال في أغسطس.
وإذا لم تقتنعوا بالانتظار، فلتغضبوا ... ولكن بقدر من التعقل، وبما يناسب الحقائق السابقة وليس بما يناسب أحلام الهيمنة الكاملة، والسيطرة المطلقة، وسحق المنافسين وشعارات "لو بطلنا نكسب نموت" .. لأنك يمكن أن تتعادل أو تخسر وتظل لديك فرص أيضا في الفوز بالدوري وبطولة إفريقيا.
منك لله يا جوزيه!
للتواصل
Facebook/Ahmad.Sa3eed