شريف حسن

عندما "تتسلسل" الشياطين في ملعب كرة يد

تقمص فريق الأهلي لكرة القدم شخصية شقيقه فريق كرة اليد، وارتكب كافة أخطاء لعبة الصالات المغطاة على المستطيل الأخضر في المباريات الأخيرة.
الإثنين، 30 أغسطس 2010 - 22:37
تقمص فريق الأهلي لكرة القدم شخصية شقيقه فريق كرة اليد، وارتكب كافة أخطاء لعبة الصالات المغطاة على المستطيل الأخضر في المباريات الأخيرة.

فكرة اليد تعترف أكثر بالفوارق الفنية بين اللاعبين عن الخطط وطرق اللعب، وهو نفس ما يظن حسام البدري المدير الفني الأهلي أن كتيبة نجومه قادرة دائما على إرباك دفاعات الخصوم، ولكن في كل مرة يحدث العكس.

ففي حالة الهجوم يسيطر الشياطين الحمر أغلب فترات أي مباراة ولكنهم يكثرون من تمريراتهم في منتصف الملعب وحول مناطق جزاء الخصوم بطريقة "التسلسل" في كرة اليد.

والتسلسل هو نقل الكرة على حدود دائرة الخصم من اليمين إلى اليسار عبر جميع اللاعبين حتى إيجاد ثغرة للتسديد أو إسقاط كرة للاعب الدائرة (رأس الحربة) لوضعها في الشباك.

وتلك الطريقة لا تنجح سوى في حالتين، أولا نقل الكرة بسرعة لتشتيت انتباه الخصم، أو وجود لاعب دائرة متحرك (رأس حربة) يهرب من مراقبه ويخلق لنفسه مساحة لتسلم الكرة و إنهاء الهجمة، والعاملان غير متواجدين في الأهلي حاليا.

فخط وسط الأهلي في المباريات الأخيرة يعيبه البطء الشديد في الحركة والتمرير سواء العرضي أو البيني مما يسهل على دفاعات الخصم تأمين أماكنها ويحرم الفريق من فرصة المباغتة.

ولو كانت مباريات الأهلي بالفعل في كرة اليد لاحتسب الحكم على الفريق أكثر من 20 خطأ "لعب سلبي" بسبب فشل الفريق الدائم في تهديد مرمى المنافس.

وهو ما تكرر أمام اتحاد الشرطة والجيش والمصري والشبيبة (ذهابا وإيابا) والإسماعيلي.

ولم يسجل الأهلي في أي من تلك المباريات من تمريرات سريعة سوى مرة وحيدة جاء منها هدف حسام عاشور في طلائع الجيش، ولم تتكرر في اللقاءات الأخرى.

فمشاكل الأهلي الهجومية لا تتلخص في كون الفريق لا يضغط أو يصنع الفرص، ولكن في أنه يفشل في تحويلها إلى أهداف سواء لسوء مستوى المهاجمين أو لعدم تواجد الحلول الفعالة لضرب التكتلات الدفاعية.

حالة الدفاع

أما في حالة الدفاع فالفريق يعاني من الهجمات المرتدة (Counter attacks) التي تعد من أهم أسلحة فرق كرة اليد، والتي باتت تزعج دفاعات الشياطين المتقدمة بشدة في المباريات الأخيرة.

كما يواجه الفريق صعوبة في مواجهة الهجمات من الجناحين بسبب وجود سيد معوض وحيدا في الجانب الأيسر الهجومي مما يجعل ظهره عاريا تماما لغارات المنافسين خاصة أن حسام عاشور أصبح يتقدم أكثر لمساعدة الهجوم والقيام بدوره في حركات "التسلسل".

بالإضافة إلى إصابة أحمد السيد الذي كان يؤمن ظهر معوض في انطلاقاته في حال لعب المنافس بمهاجم واحد، ولكن في غيابه يهتم جمعة بمراقبة المهاجم ويميل عبد الفضيل لليمين بالفطرة.

أما الجانب الأيمن، فأحمد فتحي في الفترة الأخيرة جسده في مصر وعقله في إنجلترا يفكر في تكرار تجربة الاحتراف مرة أخرى وهو ما يعكس المستوى الذي يظهر به في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى الحبوط الحاد في مستوى محمد بركات جناح الفريق الطائر.

كما ظهرت على دفاعات الأهلي في المباريات عدم قدرته على التمركز الصحيح في الكرات الثابتة مما كلف الفريق العديد من الأهداف في أوقات حرجة من عمر المباريات.

تلك الأخطاء الفنية التي أدت إلى تراجع نتائج الأهلي في الفترة الأخيرة يتحملها بالطبع المدير الفني للفريق حسام البدري الذي يجب أن يجلب شرائط المباريات السابقة ويشاهدها ليعرف أن المشاكل نفسها تتكرر في كل مباراة.

فعلى البدري أن يراجع نفسه ويجد سريعا التوليفة المثالية لاستكمال المنافسة على دوري أبطال إفريقيا بدلا من تجربة مهاجم في كل مباراة مما يمتلك من أنصاف "المهاجمين".

ولكن المدير الفني ليس المخطئ الوحيد خاصة أن الإدارة ارتكبت كافة الأخطاء في تدعيم الفريق خلال الصيف الماضي بعدما جلبت أي لاعب فضل إنهاء تجربة احترافه دون التركيز على مطالب الفريق الحقيقية التي كانت أهمها مساك ورأس حربة وفقا لتقرير البدري نفسه.

ويجب أن تعرف الإدارة والجماهير الحمراء أن المساس بالجهاز الفني الآن يعد أمرا كارثيا في مسيرة الفريق خاصة أنه على الرغم من تلك السلبيات مازال ناجحا في معظم ما أوكل له من مهام بغض النظر عن طموحات الأهلوية "الخيالية".

ملحوظة أخيرة: ماذا تعني عبارة "دعم الفريق" إذا كانت الجماهير تهاجم المدرب وتطالب بإقالته فور التعثر في مباريات حتى دون خسارة بطولات؟