كتب : أحمد سعيد | السبت، 04 سبتمبر 2010 - 01:03

فيديو - كابتن حسن شحاتة: نحن لسنا عبيدا لك!

يستطيع المعلم إعطاء دروس للجميع في كيفية الفوز ببطولة أو التعامل مع النجوم، ولكن يحتاج دروسا مكثفة في العلاقة مع الإعلاميين، الذين يتعامل معهم في معظم الأحيان بقدر كبير من التعالي.

والعلاقة واضحة ومباشرة لا لبس فيها. الفريق الوطني يحتاج مساندة إعلامية ومن الواجب على جهازه الفني إتاحة الفرصة للعاملين به كي ينقلوا الصورة إلى جماهير الكرة التي هي السبب الأساسي في شهرة و"معلمة" شحاتة ولاعبيه. وفي المقابل، يتعين على الإعلاميين تحري الدقة، والبحث عن الحقائق، واستقاء الأخبار من مصادرها، والتزام الموضوعية وآداب الكلمة في الكتابة أو الحديث عن الفريق ومدربه ومسؤوليه.

ولكن كيف يلتزم الإعلاميون بهذه القواعد والآداب إذا كان الجهاز الفني للمنتخب وخاصة شحاتة يتعمد تجاهلهم بهذه الصورة المهينة؟ كيف سأحصل على الخبر من مصدره إذا كان مصدره يغلق الباب في وجهي؟ بأي طريقة يمكنني التأكد من معلومة إذا كنت لا توفر أي ظروف ملائمة لي كي أؤدي عملي؟

المشهد في استاد القاهرة مساء الجمعة كان مؤسفا وحزينا ويمثل فصلا جديدا في الفوضى والعلاقة المتخبطة بين الجهاز الفني للمنتخب ورجال الصحافة والإعلام، الذين حضروا بناء على دعوة من هذا الجهاز نفسه، وهذه الدعوة منشورة على الموقع الرسمي لاتحاد الكرة.

لم يحاول أحدهم اقتحام حصة تدريبية مغلقة، لم يقفز من فوق سور الفندق كي يجري لقاءات مع اللاعبين في غير الأوقات المسموح بها، لم يعكر صفو "مزاج" المعلم بأي طريقة بل قرروا جميعا صحفيين ومصورين ومراسلين الانتظار حتى "اليوم المفتوح مع الإعلام" كي يؤدوا أعمالهم، ويعدوا مواضيعهم التي ينتظرها جمهور الكرة في بداية مشوار التصفيات.

حضر الجميع في الميعاد المحدد ليفاجأوا بعدم إجراء أي لقاءات مع اللاعبين رغم أن الدعوة مكتوب بها أن مقابلة اللاعبين قبل المران. انتظر الجميع حتى انتهت الصحة التدريبية، فحملوا كاميراتهم، وأقلامهم "ولاب توباتهم" وبدأوا في نزول درجات السلم نحو الملعب قبل أن يفاجأوا بالمعلم يجمع لاعبيه استعدادا للرحيل.

بدأت الصيحات تنطلق: "يا كابتن حسن" .... "رايح فين يا كابتن، الناس مستنياك" .... "يا جماعة مينفعش كده، حرام عليكم احنا هنا من كذا ساعة". صيحات تحمل مزيجا من غضب وإحباط وصدمة، تستمطر المعلم تصريحا، أو إشارة، أو فرصة، وكأننا عبيدا ننتظر منحة أو صدقة من السلطان الفرعوني قبل العيد.

وبالفعل، تصدق علينا السلطان بإرسال وزيره شوقي غريب، وقائد الجيوش أحمد حسن، ونائبه عصام الحضري. خرج حسن أولا لمقابلة الإعلاميين خارج الأسوار في مكان ضيق مكدس بدلا من السماح لهم بالدخول، فيما تكالبت الكاميرات والميكروفونات والأذرع والرؤوس عليه، كأنهم يحاولون الوصول إلى "كيس رز" من عرض كارفور في الفيديو المنتشر حديثا على يوتيوب!

لا هي ظروف ملائمة لأي صحفي أو مراسل ليوجه سؤالا للاعب، ولا الظروف مواتية للاعب نفسه كي يسمع ويجيب ويوضح ... فجاءت الأسئلة متداخلة ومتشابكة وغير مفهومة، وبالطبع جاءت الإجابات روتينية وتقليدية ولا تسمن أو تغني من جوع.

الأمر نفسه تكرر مع الحضري ثم غريب، قبل أن يُسمح للإعلاميين بدخول الملعب بعد مرور موكب السلطات ولاعبيه بسلام إلى خارج المستطيل الأخضر، والتأكد من عدم قدرة أي من هؤلاء على الوصول إليه.

ازداد التدافع، وحمل بعض الإعلاميين زملائهم على أكتافهم كي يستطيعوا التصوير مع هذا العدد(أنظر بإمعان في الصورة أعلاه)، وازداد التزاحم على الثلاثي الذي فر بعد دقائق غالبا بسبب تعليمات من شحاتة بعدم التأخير، وإهدار وقتهم الثمين مع الصحفيين.

إذا كنت لا ترغب في "يوم مفتوح مع الإعلام" لماذا أعلن عنه أساسا؟ لماذا لم تكتف بإقامة مؤتمر صحفي تعلن فيه عن حضور قائد الفريق والمدرب العام في قاعة مكيفة بالاستاد، في ميعاد واضح، ولمدة زمنية مناسبة، ليستطيع الجميع القيام بواجبه من دون مهانة أو تسول تصريح من هذا أو ذاك.

ما الصعوبة في تطبيق قواعد بسيطة وشفافة تعمل بها جميع الدول المتقدمة كرويا، ولكم في لقاء إنجلترا السابق في ويمبلي مثالا ونبراسا؟

لماذا لا تقف مع الصحفيين وتتحدث معهم ولو بكلمات قليلة، وهم الذين تطلب منهم المساندة والدعم قبل البطولات الكبرى، ويكتبون عنك مانشيتات وعناوين تنتظرها دائما عقب كل انتصار؟

كابتن حسن شحاتة .. مثلما يحتاجك الإعلام أنت ونجومك، فإنك وإياهم تحتاجون الإعلام أيضا. ومع كامل الاحترام والتقدير لفتوحاتك الإفريقية والعربية، نحن لسنا عبيدا لك!

شاهد "يوم مفتوح مع الإعلاميين" قبل لقاء سيراليون

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات