أحمد سعيد

دكة الأهلي: غزارة في الإنتاج .. سوء في التوزيع

بالنظر لقائمة حسام البدري لمباراة الإسماعيلي، فإن هزيمة الأهلي أمام الدراويش واهتزاز شباكه بأربعة أهداف ليست مفاجئة على الإطلاق، فمقاعد بدلاء بطل الدوري في مستوى كارثي على الرغم من تعاقدات الصيف الرنانة.<br>
الأحد، 19 سبتمبر 2010 - 19:15
بالنظر لقائمة حسام البدري لمباراة الإسماعيلي، فإن هزيمة الأهلي أمام الدراويش واهتزاز شباكه بأربعة أهداف ليست مفاجئة على الإطلاق، فمقاعد بدلاء بطل الدوري في مستوى كارثي على الرغم من تعاقدات الصيف الرنانة.

فالأهلي حشد في خط المنتصف أفضل اللاعبين المصريين في هذا المركز حاليا، فمن خبرة أحمد حسن وأبو تريكة وبركات، إلى نضج جيل الوسط غالي وشوقي وعاشور، إلى نشاط وجرأة شهاب وشكري، مع إضافة جوهرة التاج الأنجولي جدو.

وبدأ الجميع يجري معادلات حسابية وجغرافية لمعرفة كيف يشترك هؤلاء جميعا، وهم ليسوا من اللاعبين الذين سيرضون بالبقاء بين البدلاء فترات طويلة، ولكن المعضلة نفسها لم تتواجد من الأصل في خطي الدفاع أو الهجوم، الذين فشل الأهلي في معالجتهما، معرضا فريقه للخطر حتى يناير المقبل على الأقل.

والعجز في الخطين الأمامي والخلفي ظهر جليا أمام الدروايش، حتى مع وجود خط وسط محترم مكون من شهاب وشوقي وبركات وجدو، فالمهاجمون اكتفوا بالمناوشات والدفاع تلقى جميع أنواع الأهداف الممكنة.

سيد معوض بلا بديل في مركز الظهير الأيسر. فأيمن أشرف لايزال يحتاج وقتا طويلا - جدا - كي يكون في حسابات فريق بحجم الأهلي، حتى أنه كان احتياطيا العام الماضي في كأس العالم للشباب لإسلام رمضان ظهير حرس الحدود.

فتحي لايزال تائها في الجانب الأيمن، وهو من صرح مرارا وتكرارا بأنه لا يجد نفسه في هذا المركز، ولكنه بالطبع يدفع ثمن إجادته في أكثر من مكان في الملعب، بعد التعاقد مع لاعبين جدد لا يجيدون سوى على دائرة المنتصف.

قلب الدفاع مأساة مستقلة. فبغياب وائل جمعة، يبدو اختراق منطقة جزاء الأهلي أمرا غاية في السهولة لأن لمعان شريف عبد الفضيل لا يأتي سوى الخطوط سواء يمينا أو يسارا، أما أحمد السيد فإن قدراته لا تسمح بأكثر ما يقدمه.

والنتيجة ظهرت أمام الإسماعيلي بأربعة أهداف، ثلاثة منها بكرات عرضية سواء أرضية أو هوائية كشفت جميعها عن فقر بالغ في الرقابة والتغطية والتمركز، إضافة إلى توضيح هبوط كبير في مستوى أحمد عادل عبد المنعم، الذي أظن أنه سيبتعد عن الدكة قريبا لصالح محمود أبو السعود.

ثنائي الهجوم كالعادة غير مثير لقلق المدافعين على الإطلاق. فرانسيس لايزال يثبت أن وجوده يمثل خسارة لمقعد لاعب أجنبي في الأهلي، وطلعت مستواه مذبذبا بين صعود في مباراة وهبوط شديد في أخرى، وحتى الهدف الذي أحرزه جاء من فوضى داخل منطقة الجزاء ومن مسافة صعب أن يخطئ منها.

وضع الأهلي كل تركيزه على ضم المعتصم سالم لتدعيم قلب الدفاع، ومحاولة الاحتفاظ بعماد متعب لحمل مسؤولية الهجوم، ومع تعثر صفقة الأول والفشل "المؤقت" في الاحتفاظ بالثاني، وجد حسام البدري نفسه بلا غطاء.

وكنت كتبت في نهاية موسم الانتقالات أن الأهلي نجح بدرجة امتياز، ولكن أداء هذه التشكيلة أمام الإسماعيلي أثبتت خطأ هذا التقييم، لأن الفريق المتكامل لا ينهار دفاعه بغياب لاعب واحد مهما كان اسمه.

فوائل جمعة قد يغيب في أي لحظة بسبب البطاقات الملونة أو قد يعاني حتى من هبوط في المستوى يواجهه أي لاعب أحيانا ومتعب لن يستطيع المشاركة قبل يناير، مع الوضع في الاعتبار أنه قد يحتاج وقتا أطول لاستعادة خطورته بالنظر إلى الفترة التي قضاها بعيدا عن الملعب.

والبدري نفسه كان بين خيارين أسهلهما صعب: إما الدفع بلاعبيه الأساسيين، معرضا إياهم للإصابة أو الإجهاد أو البطاقات الملونة كي يتجنب انكشاف بدلائه بهذه الصورة المؤلمة، أو يأخذ المخاطرة أمام فريق يلعب بلا دافع أو أمل.

خسر البدري الرهان الآن، وهي نتيجة قد يتم نسيانها في حالة واحدة فقط: الفوز باللعبة في النهاية.