• حارس كل همه هو الرقص على العارضة لاجتذاب الكاميرات بعد الفوز أو الابتعاد عند الخسارة ... وحارس أخر مهموم بانتصار فريقه إلى درجة تبكيه عند الهزيمة حتى ولو كان أفضل من في الملعب.
• حارس يختلق المشاكل أينما حل سواء في أندية مختلفة في بلده أو في الخارج ... وحارس أخر يظل أكثر من عشر سنوات مخلصا ومجتهدا حتى في عز أزمات ناديه من دون أن تسمع منه شكوى أو يكون سببا في شقاق.
• حارس يضع المال على رأس أولوياته فيكون سببا في بقائه أو رحيله حسب توفره وحسب وصول عروض أعلى ولو بألف جنيه ... وحارس أخر يتحمل أشهر من التأخير في استلام مستحقاته ويتبرع بجزء محترم منها لناشئي ناديه غير القادرين بلا ضجة أو دعاية في وسائل الإعلام.
• حارس يسحب منه مدربه شارة القيادة لأنه يراه غير مؤهل لها وليس أمينا على زملائه رغم أنه الأقدم في الفريق ... وحارس أخر لا يجد غضاضة في التنازل عن الشارة لزميل غائب عن النادي منذ سنوات ثقة في أن مكانته وسط زملائه لا تحددها قطعة قماش يضعها على ذراعه.
• حارس يبكي على الهواء قبل لقاء فريقه الحالي مع فريقه السابق ويطالب بالعودة ولو بدون مقابل مكتسبا عداوة أنصار الأول وسخرية مشجعي الثاني ... وحارس أخر يسارع مسؤولو ناديه بالتجديد له بعد تعرضه لإصابة في الرباط الصليبي لأنه لاعب لا غنى عنه.
• حارس يسبب إعلان خبر ضمه لفريق ما صدمة واستياء بين مشجعي هذا النادي ... وحارس أخر تتسبب إمكانية رحيله عن ناديه في حزن ورفض بين هذا الجمهور.
• حارس يجري عمليات الإحماء على ملعبه ووسط جمهور فريقه بلا تحية أو هتاف ... وحارس يخرج من غرف تبديل الملابس للجلوس بين البدلاء فيقف 20 ألفا على أقدامهم ليرددوا اسمه ويجددوا تأكيد مكانته في قلوبهم.
• حارس ساهم في تحقيق عدد كبير من البطولات لبلده ولا تشجعه الجماهير إلا من قبيل مساندة المنتخب ... وحارس أخر يحترمه جميع مشجعي الأندية المنافسة ويتمنون تواجده مع فرقهم.
• حارس يصرح أن اختيار زميله للعب أساسيا كان بسبب "إنه مقموص من الدكة" ... وحارس أخر يقول إنه على استعداد للجلوس بديلا إذا كانت هذه مصلحة الفريق وأنه لن يثير أبدا مشاكل في منتصف الموسم كي يلعب.
• حارس سيتذكره التاريخ بمشاكله بقدر ما سيتذكره ببطولاته ... وحارس أخر سيتذكره التاريخ بمواقفه الصلبة والمحترمة بقدر بطولاته أيضا.
السؤال الذي لن تجد إجابة عليه هو: لماذا يلجأ ناد يمتلك حارسا من النوع الثاني إلى ضم حارس من النوع الأول؟ أما السؤال الذي يعرف الجميع إجابته الآن هو: ما هو الثمن الذي سيدفعه هذا النادي؟