ورغم تحسن أداء الأهلي في لقاء الترجي وخاصة في الشوط الأول والنصف الأول من الشوط الثاني الا أن أداء الأهلي تراجع بشدة في النصف الثاني من الشوط الثاني ووضح بشدة نقص اللياقة البدنية لدى لاعبي الأهلي وجاء ذلك بسبب ارتفاع معدل أعمار معظم لاعبيه بعكس لاعبي الترجي صغار السن ويكفي أن نعرف أن قائد الفريق أسامه الدراجي يبلغ من العمر 23 عاما فقط.
تغييرات حسام البدري أيضا كان لها تأثير سلبي على أداء الأهلي، ومن الطبيعي أن تأتي تغييرات أي مدرب لتضفي مزيدا من القوة على أداء فريقه، ولكن البدري دائما ما يفعل العكس وكأن مدرب الفريق المنافس هو من يجري التبديلات في الأهلي، فأخرج البدري محمد فضل الذي شكل خطوره على مرمى الترجي، كما أخرج شهاب الدين أحمد صغير السن وصاحب المجهود الوافر ليدفع بمحمد شوقي البعيد تماما عن مستواه فنجح لاعبو الترجي في السيطرة على منتصف الملعب وتشكيل خطورة على مرمى الأهلي.
وواصل الأهلي تحقيقه لأرقام قياسية سلبية تحت قيادة البدري، حيث نجح الترجي في هز شباك الأهلي في القاهرة للمرة الأولى في تاريخه بعدما كان قد فشل في ذلك من قبل في جميع مواجهاته مع الأهلي، كما فشل الأهلي في الحفاظ على نظافة شباكه للمباراة السابعة على التوالي منذ انطلاق دور الثمانية سواء على ملعبه أو خارجه، واهتزت شباكه عشر مرات خلال سبع مباريات بمعدل هدف ونصف في كل مباراة وهي سابقة لم تحدث في تاريخ الأهلي، وهذا المؤشر يدل على صعوبة أن يحافظ الأهلي على نظافة شباكه أمام الترجي على ملعبه ووسط جماهيره وهو ما يؤكد أن موقف الأهلي في غاية الخطورة وتأهله للمباراة النهائية أصبح صعبا وإن لم يكن مستحيلا.
النوايا الحسنة
رغم أن الجهاز الفني للزمالك لم يتغير من بداية الموسم، ورغم أن لاعبي الفريق الأبيض كما هم ولم يتغيروا، الا أن نتائج الزمالك تغيرت للأفضل ونجح الفريق الأبيض في تحقيق ثلاث انتصارات متتالية وحصد تسع نقاط ثمينة أعادته للمنافسة على الدوري ووضعته في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن اتحاد الشرطة متصدر البطولة، وكان الزمالك قد حصد خمس نقاط فقط في أول أربع مباريات من فوز وحيد وتعادلين وهزيمة وهو ما يوضح الفارق الكبير في نتائج الزمالك.
والفارق الوحيد الذي حدث للفريق الأبيض هو تغيير مجلس الادارة برحيل مجلس ممدوح عباس الذي أثبت فشله وتعيين مجلس محترم بقيادة المستشار جلال إبراهيم، ووضح تأثير هذا المجلس بالايجاب على نتائج الفريق رغم أن المدة التي تولى فيها المسؤولية كانت قصيرة للغاية، وحتى لا يكون كلامي مبالغا فيه فلن أقول أن هذا المجلس نجح في تحويل الأمور خلال هذه المدة القصيرة، ولكن ما حدث فقط هو أن نوايا هذا المجلس كانت حسنه و"ووشه حلو" على النادي وعلى الفريق بعكس المجلس السابق "المنحوس" والذي لم يحقق الفريق في عهده أي انجاز يذكر.
ففي عهد مجلس عباس كان الزمالك متقدما على حرس الحدود بهدفين لهدف حتى الثواني الأخيرة ولكن الحرس نجح في التعادل في النهاية وفقد الفريق نقطتين ثمينتين، كما أن الفريق سيطر على مجريات مباراته أمام الجونة وكان يستحق الفوز وأهدر العديد من الفرص السهلة التي لا تضيع، وكان ذلك بسبب أن نوايا المجلس ليست حسنة، أما في عهد المجلس الجديد فلعب الزمالك مباراة سيئة للغاية أمام المقاولون العرب ورغم ذلك نجح في تحقيق الفوز وحصد الثلاث نقاط، كما أنه كان قريبا من التعرض للهزيمة أمام المقاصة بعدما تأخر 0-2 ثم 2-3 حتى ما قبل نهاية المباراة بربع ساعة الا أنه نجح في تحويل تأخره وتحقيق الفوز لأن النوايا حسنه وطيبة، فوجدنا أحمد جعفر الذي كان بعيدا عن مستواه حالفه التوفيق وسجل هدفين رائعين، ووجدنا مهاجمي المقاصة يهدرون فرصا سهلة في نهاية المباراة كانت كفيلة بتسجيل هدف التعادل.
وليست النوايا الطيبة هي الحسنة الوحيدة لمجلس ادارة الجديد، ولكن جاء قرار المجلس ببيع شيكابالا اذا وصله عرض مناسب ليؤكد أن هذا المجلس يفكر بعقل وبدون عاطفية مثلما كان المجلس السابق، فمجلس عباس كان يصر على الابقاء على شيكابالا بأي طريقة وبأي ثمن خوفا من الغضب الجماهيري ضد المجلس وللابقاء عليه للضحك على الجماهير الغلبانه "بترقيصه حلوه أو لعبه بالكعب"، ولكن المجلس الجديد بدأ يفكر بالعقل ويعلم أن شيكابالا لم ولن يقدم للزمالك أي شىء فعلي، ولم ولن يقود الزمالك لتحقيق بطولة، وأنه من الأفضل بيعه للتخلص من مشاكله ودلعه وحتى لا يفسد باقي اللاعبين، والاستفادة من مبلغ بيعه بالتعاقد مع لاعبين جدد مميزين ومخلصين وملتزمين من نوعية أيمن حفني صانع ألعاب مصر المقاصة المميز والذي أتوقع له مستقبل باهر في الكرة المصرية.