لاشك أن لامبتي يتحمل جزءا كبيرا من خروج الأهلي من البطولة ، بعدم حياديته وغياب عدله في اللقاء الأخير ، ووضح جليا أنه لم يكن عادلا ، ولعب ضد فريق الأهلي ، بقرارات جانبها الصواب ، وبقصد في بعض الأحيان ، ولكن أن يرتكن البعض إلى ذلك فقط مبررا وداع الأهلي للبطولة ، فهذا خطأ لأن هناك أخطاء عديدة إرتكبها فريق الأهلي نفسه.
أولى الأخطاء التي إرتكبها لاعبو الأهلي وأهمها ، إنهم فقدوا تركيزهم مبكرا جدا ، بعد أن أحرز إينرامو هدف التقدم للترجي من كرة طار عليها بذراعه كاملا مثل لاعبي الكرة الطائرة حينما يدافعون عن كرة داخل ملعبهم ، وهى كرة يراها " الأعمي " قبل البصير ولا تحتاج لما يسمى بتمركز الحكم ، فإذا كان الحكم الغاني في وضع لا يسمح له برؤية الكرة ، فماذا عن مساعده الأول والكرة في إتجاهه مباشرة.
لاعبو الأهلي شعروا بعد الهدف أن لديهم المبرر المنطقي أمام جماهيرهم للهزيمة ، ففقدوا هدوئهم ، وحدثت حالة إنفلات واضحة في صفوف الفريق ، وهى ليست المرة الأولى الذي يحدث فيه هذا الإنفلات ، فمع كل صافرة للحكم سوء لصالح الأهلي أو ضده تشعر أن هناك مصيبة سيقدم عليها لاعبي الأهلي بإعتراضهم الواضح على الحكم ، وهو أمر غريب للغاية ، وقد تكررت هذه التصرفات " الصبيانية " وغير المسؤولة من اللاعبين خلال لقاء الأهلي وشبيبة القبائل في الجولة الثالثة لدوري المجموعات بالجزائر ، وبسببها تعرض حسام غالي للطرد وتم إيقافه أربعة مباريات.
حالة الإنفلات التي غلبت على لاعبي الأهلي في الأونة الأخيرة تحتاج لوقفه من حسام البدري لإعادة الأمور إلى نصابها ، لأن لاعبي الأهلي لو ركزا في اللقاء لكانت لديهم الفرصة للعودة للمباراة ، بدليل أن الفريق وهو ناقص عدديا كان يمكنه إحراز هدف التعادل ، في ظل سوء مستوى خط الدفاع لفريق الترجي وحارس مرماه.
إنفلات أعصاب محمد بركات من الأمور الغريبة التي حدثت في اللقاء الأخير ، خاصة وأن بركات من اللاعبين الذين يتحفظون بهدوئهم دائما ، وقليلا من تجده منفعلا ، وهو أمر يثير الإستغراب ويؤكد أن هناك شيئا ما خطأ في صفوف الأهلي يحتاج لبحث عن أسباب تلك الحالة.
فالأخطاء التحكيمة الفاضحة ليست جديدة عن اللقاءات الأفريقية ، وليست المرة الأولى التي يتعرض لها فريق الأهلي وحدثت كثيرا أيام مانويل جوزيه ، ولم نرى ما شاهدناه في ملعب "رادس" ولن تكون الأخيرة ، وليس معنى وقوع حكم المباراة في خطأ سواء مقصود أو عفوي أن ينفلت اللاعبين بالشكل الذي ظهر به فريق الأهلي كاملا.
نعم أخطأ لامبتي في إدارة لقاء الترجي والأهلي ، وإحتسب هدفا غير شرعي لصالح الترجي صعد به للنهائي ، ولكن في نفس الوقت لا ننسى أن الحكم الليبي عادل الراعي أخطأ أيضا في لقاء الذهاب بالقاهرة عندما إحتسب هدفا غير شرعي لصالح الأهلي عن طريق لمسة يد لمحمد فضل، وهو الهدف الذي احتج عليه فريق الترجي كما إحتج فريق الأهلي على هدف إينرامو في تونس.
الفارق بين الموقفين أن لاعبي الترجي لم يفقدوا تركيزهم ، وواصلوا اللعب بهدوء ونجح قائد الفريق أسامة الدراجي في إحراز هدف لفريقه كان وراء تأهل الترجي للمباراة النهائية ، هذا هو الفارق بين لاعبين يفترض فيهم الخبرة ، ولاعبين أخرين.
أخطاء لامبتي لم تتوقف عند القرارات العكسية التي إتخذها ضد فريق الأهلي ، ولكنه أخطأ أيضا عندما تقاعس عن طرد حسام عاشور في الشوط الثاني ، عندما ضرب لاعب الترجي " على قفاه " بدون كرة بعدما إحتسب الحكم خطأ لصالح عاشور ، وهو تصرف يجب أن يحاسب عليه عاشور ، لأن الحكم لو طرده لتعرض للإيقاف من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم ، لأنه إعتداء بدون كرة ، وهو ما يوضح حالة الإنفلات المبالغ فيها من لاعبي الأهلي.
خروج الأهلي من البطولة الأفريقية ليست هى المرة الأولى ، ولن تكون الأخيرة لأنها كرة القدم التي لا تعترف بفوز فريق طوال الوقت ، ولكن يجب أن تكون هناك وقفة من قبل إدارة النادي والجهاز الفني مع اللاعبين "المنفلتين" لأنه وضع جديد على الفريق لم يكن موجودا في السابق ، ولابد وأن تقف إدارة الاهلاوية على أسباب ذلك.
من الظم أن يتحمل المدير الفني لفريق حسام البدري ، وحده مسؤولية خروج الأهلي من البطولة الأفريقية - كما يحاول البعض تصويره - ولكن إدارة الأهلي تتحمل الجزء الأكبر مما حدث بتقاعسها عن التعاقد مع لاعبين يعوضون من خرجوا من الفريق.
لا يجب أن تتخفى الإدارة الحمراء وراء أخطاء الحكم الغاني، ووتضع روؤسها في الرمال مستغلة حالة التهيج التي يقوم بها الإعلام على أكمل وجه ، وان تتحمل مسؤوليتها ، فالأهلي شارك في دوري المجموعات بدون مهاجمين تقريبا ، بعد غياب عماد متعب ورحيله إلى ستاندرليج البلجيكي وعودته من جديد ولكن العودة جاءت بعد فوات الأوان ، وتركت الإدارة حسام البدري في مهب الريح وحده ، خاصة وأن الفريق يمتلك مهاجمين بالإسم فقط ، وأغلبهم خارج قائمة الفريق بفعل الإصابة التي جعلتهم دائما خارج نطاق الخدمة.
الأهلي يعاني بشدة ويحتاج لإعادة نظر من جديد بعيدا عن مبرر ضرورة تجديد دماء الفريق ، لأن هناك لاعبين كبار هم الأفضل بين صفوفه وعلى رأسهم وائل جمعة الذي يعتبر أفضل مدافع مصري حاليا ، وإعادة النظر التي يحتاجها فريق الأهلي تتحملها إدارة النادي بالبحث عن لاعبين جدد خاصة في مهاجميه وعودة عماد متعب في شهر يناير ستحل المشكلة جزئيا ولن تحلها بشكل كامل لأن متعب في حاجة لمن يساعده ، والتجارب السابقة أثبتت أن المهاجمين الموجودين لن يسعفوا الأهلي ، بالإضافة إلى مركز الظهير الأيسر الذي لا يوجد فيه سوى سيد معوض وحده.
من غير المقبول أن تخرج المبررات لتحمل حكم اللقاء الأخير مسؤولية الخروج الأفريقي - رغم أنه لعب دورا كبيرا في ذلك - مثلما حدث في كل البرامج الرياضية التليفزيونية التي جاءت على طريقة " برامج الراديو " فكلها حملت الحكم مسؤولية هزيمة الأهلي ، وخرجت جميعها تدغدغ مشاعر الجماهير الغاضبة ، وتصور لهم أن فريق الأهلي لم يكن يستحق الخروج من البطولة ، وتجاهلت عن قصد أوجهل أو تضليل الأسباب الأخرى وراء الوداع الأفريقي.
على الهامش
أيه حكاية الحكام المرتشين مع النادي الأهلي؟ فبعد خسارة الأهلي أمام النجم الساحلي في نهائي دوري الأبطال عام 2007 ، 1/3 ، إتهم النادي الأهلي الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون بالرشوة ، وخرج إعلامي كبير يؤكد الواقعة وأن العرجون كان يجلس على مقهى في باريس مع مسؤول من النجم الساحلي يتقاضى رشوته.
وأعاد مسؤولو الأهلي السيناريو نفسه عام 2010 مع لامبتي ، ويخرج إعلامي كبير "برضه " يعلن على الهواء أن المرارة التي كان يشعر بها بعد المباراة إنتهت تماما ، بعد أن اظهر خلال برنامجه لقطه لطفل صغير يقول أن الأهلي خسر بـ "تضبيط تحكيمي" في تكريس لمفهوم سييء ... هو في إيه؟.