إستقالة البدري لن تكون الحل لجميع المشاكل التي يعانيها الفريق الأحمر كما قد يتصور البعض من محبي النادي ، خاصة وأن المشاكل الفنية داخل الفريق والإدارية داخل النادي لن تحل بمجرد رحيل البدري ، خاصة وأن الفريق وصل إلى مرحلة تستوجب التغيير ، وهو ما لا يريد أحد داخل النادي الإعتراف به علانية على الأقل أو السعي لتحقيقه ، وأن الرهان على نجوم الفريق سيكون رهانا خاسرا .
الخطأ الأكبر الذي إرتكبه حسام البدري ، في بداية هذا الموسم هو تراجعه عن سياسته التي بدأها الموسم الماضي بالدفع بعدد من اللاعبين الشبان ، لتجديد دماء الفريق ، كما إنه إنصاع لرغبات لجنة الكرة بالنادي التي مارست ضغوطا عليه ، ودفع هو ثمن ذلك في النهاية .
في الموسم الماضي بدأ البدري في سياسة الدفع بعد من اللاعبين الصاعدين أمثال أحمد شكري وعفروتو وشهاب أحمد وغيرهم ، على حساب عدد من اللاعبين الكبار وتباهى الجهاز الفني بسياسته الجديدة ، وأشاد البعض بتلك السياسة التي إتبعها البدري في الفريق وكيف أنه يبني فريق جديد للأهلي ، وفجأة مع بداية الموسم الجديد تراجع البدري عن سياسته السابقة ، وعاد للإعتماد على اللاعبين الكبار الذي لم يحققوا له ما أراده ليدفع ثمن ذلك غاليا وأجبر على الإستقالة ليترك الجمل بما حمل للاعبين الكبار الذين راهن عليهم مع بداية الموسم .
إهتزت ثقة البدري بنفسه بشدة في أعقاب خروج الفريق من بطولة أفريقيا ، بعد أن نما إلى مسامعه الإنتقادات الحادة التي وجهها إليه عدد من أعضاء مجلس الإدارة ، وإهتز نفسيا أكثر بعد أن تأكد من عدم ولاء اللاعبين الكبار له وللفريق تحت قيادته.
وجاءت تصريحات محمد أبوتريكة الأخيرة بإرتياحه نفسيا مع حسن شحاتة ومانويل جوزيه بعد مباراة منتخب مصر أماما أستراليا لتزيد الفجوة بينهما ، رغم كل المحاولات التي بذلت لتجنب أثار هذا التصريح، ولكن هذه المحاولات فشلت لأن أبوتريكة قال ذلك بصوته في وسائل الإعلام - ولم تكن تصريحات صحفية على الورق - كما أن البدري كان لديه شكوك في نوايا اللاعبين الكبار في الفريق .
المؤكد أن حسام البدري لن يخرج لوسائل الإعلام لشرح الأسباب الحقيقية التي دفعته للإستقالة من تدريب الأهلي ، للحفاظ على علاقته بالنادي – الكابتن حسام خرج فقط للإعلام لينفي أنه لم يدل بأي تصريحات منذ إستقالته خشية أن تنشر تصريحات تنسب له تسيء للنادي الأهلي.
ولكن هناك شواهد تشرح تلك الأسباب التي سيخفيها البدري في العلن ، منها أنه لم يجد المساندة الكافية من لجنة الكرة التي تركته وحيدا في وسط الطريق ، ولم تسانده فنيا بالتعاقد مع لاعبين على مستوى طموحات جماهير الأهلي كما كانت تفعل مع مانويل جوزيه في السابق ، كما أن اللجنة لم تسانده نفسيا عندما كان يتعرض لهجوم جماهيري عنيف ، كل ذلك لا يبرر الأخطاء التي وقع فيها البدري نفسه .
المؤكد أن لجنة الكرة بالنادي الأهلي برئاسة حسن حمدي ، تتحمل الجزء الأكبر من الأزمة الفنية التي يعانيها الفريق حاليا ، وأن رحيل البدري ليس الحل ، لأنه لم يكن هو الأزمة الوحيدة ، ولا العائق امام استمرار الفريق على مستواه ، فاللجنة تتدخلت في عمل الجهاز الفني حتى ولو خرجت تصريحات تنفي ذلك لأن الشواهد تؤكد هذا التدخل ، فمن تعاقد مع محمد غدار ومحمد شوقي وإستغنى عن جيلبرتو دون توفير البديل لسيد معوض المصاب دائما؟
وفي الوقت الذي إكتظ فيه خط الوسط المدافع باللاعبين ، لم يجد الجهاز الفني مهاجم واحد - يوحد الله - يستطيع قيادة الفريق الأحمر ، وأضطر الجهاز الفني لخوض بطولة أفريقيا بلا مهاجمين تقريبا ، وتراجعت لجنة الكرة - الحاكم بأمره في شئون كرة القدم بالنادي الأهلي - عن تعاليها وعنادها مع عماد متعب ، ووافقت على التعاقد معه إعتبارا من يناير المقبل ، بعد أن سبق له ورفضت شروط اللاعب في بداية الموسم .
لجنة الكرة هى التي تركت مدير الكرة وهى تعلم أنه ليس على مستوى المسؤولية ، وكان سببا رئيسيا فيما حدث في الفريق ، بضعفه أمام اللاعبين الذين تخيلوا في وقت من الأوقات أنهم أكبر من النادي الأهلي.
وليس أدل على ذلك ما حدث في واقعة تصوير عدد من لاعبي الفريق إعلانات لصالح إحدى شركات الهاتف المحمول والمنافسة للراعي الرسمي للنادي الأهلي ، رغم التحذيرات العديدة التي أبلغتها إدارة النادي للاعبين عن طريق مدير الكرة ، بعد الواقعة الأولى التي حدثت في الموسم الماضي ، وإصرار اللاعبين - خاصة صغار- على تكرار نفس الفعل فهذا لا يعني سوى أن هناك خللا إداريا داخل الفريق ، وأن مدير الكرة مقنع للاعبين ، كل ذلك مسؤولية لجنة الكرة ولا أحد غيرها.
التغييرات التي أحدثتها لجنة الكرة بفريق الأهلي هذا الموسم ستسجل في تاريخ النادي ، لأنه من النادر أن يحدث تغيير في الجهاز الفني ثلاث مرات في موسم واحد ، لأن المدير الفني الحالي ، سيرحل في نهاية الدور الأول "سيلعب 6 مباريات " ، ولكن هذا التغيير سيؤدي في النهاية إلى فقدان درع الدوري الذي يحتفظ به الفريق منذ 6 سنوات ، وهذا هو الأقرب ، لأنه من الصعب أن يتأقلم اللاعبين على ثلاثة مدربين في موسم واحد.