شريف حسن

النقص النوعي في الأهلي

"الأهلي يعاني النقص النوعي وليس العددي، وأحاول توظيف اللاعبين في مراكز مختلفة ولذا يصبح الأمر صعبا" جملة واحدة قالها زيزو كشفت المشكلة الرئيسية للنادي الأحمر طوال موسم ونصف.<br>
الأربعاء، 15 ديسمبر 2010 - 00:39
"الأهلي يعاني النقص النوعي وليس العددي، وأحاول توظيف اللاعبين في مراكز مختلفة ولذا يصبح الأمر صعبا" .. جملة واحدة قالها زيزو كشفت المشكلة الرئيسية للنادي الأحمر طوال موسم ونصف.

فعندما يُجبر المدير الفني على إجراء خمسة تغييرات في مراكز اللاعبين داخل الملعب لمجرد سد العجز الواضح في قائمة الفريق يجب أن تعي الجماهير خطورة موقف فريقها.

فخلال مواجهة الأهلي لسموحة والاتحاد تحت قيادة زيزو تم تجربة العديد من اللاعبين في مراكز جديدة وعلى رأسهم حسام غالي في مركز الليبرو ومحمد سمير في المساك وعفروتو في الظهير الأيسر وأحمد فتحي في منتصف الملعب بالإضافة إلى استمرار جدو في مركز المهاجم الصريح.

وهو استمرار إلى التجارب التي كان يفعلها سابقه حسام البدري بالدفع بشريف عبد الفضيل في مركزي الظهير الأيمن أو الأيسر رغم لعبه أساسا كقلب دفاع بالإضافة إلى تجربة الناشئ محمد عبد الفتاح في مركز المدافع الأيسر مع توظيف جدو وطلعت على الأجنحة في بعض المباريات.

ويجب أن يعرف الجميع أن الأمر لا يعد افتاءات أو اختراعات من المديرين الفنيين، ولكنه مجرد محاولة لإيجاد حلول لترميم فريق تصدعت أعمدته بعدما سيطر على الكرة المصرية لما يقرب من ستة مواسم متتالية.

فعندما تراجعت نتائج الأهلي تحت قيادة البدري ومع محاولات المدرب إصلاح الأمر بتغيير مراكز اللاعبين لسد العجز سواء بنقص القائمة أو الإصابات التي تضرب النجوم بقوة حملته الجماهير المسؤولية وطالبت بإقالته على وجه السرعة.

فجماهير الأهلي ظنت أن فريقها متكامل ويحتاج فقط لإدارة فنية جديدة وكانت أغلب الانتقادات تتلخص في "الأهلي عنده أحسن لاعيبة في مصر ومش عارف يكسب أو الدفاع مفتوح والبدري مصمم يلعب بأربعة مدافعين".

وقد أكدت في مقالاتي السابقة أن البدري رغم ارتكابه العديد من الأخطاء الكبيرة في بعض مباريات الأهلي إلا أنه ليس مسؤولا بالكامل عما وصل إليه مستوى الفريق خاصة بعدما تراجعت مستويات أغلب نجومه وتعددت إصاباتهم.

وهو ما يثبته تصريح أحمد ناجي مدرب حراس المرمى السابق بالأهلي بأن مانويل جوزيه أسطورة النادي الأحمر أكد له قبل بداية الموسم أن الجهاز الفني سيرحل في منتصف الموسم بسبب تراجع مستوى أغلب نجوم الفريق والضغوط الجماهيرية الكبيرة.

قد يتحمل البدري جزء من مسؤولية عدم ترميم الفريق في فترة الانتقالات والاستغناء عن عدد من اللاعبين على رأسهم جلبرتو دون وجود بديل، ولكن الخطأ يشترك فيه لجنة الكرة بالأهلي التي لم تتعاقد مع ظهير أيسر بديل رغم طلب المدير الفني، مفضلة ضم شوقي وغالي لعدم انضمامهما للزمالك.

وما يتحمله البدري بالفعل هو عدم تصريحه بهذا النقص لمصالحة الجماهير قبل أن تنقلب عليه وفضل حماية لاعبيه بالدفاع عنهم، وحماية منصبه بعدم انتقاد لجنة الكرة ومجلس الإدارة.

فالبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد صارح جماهير ناديه قبل بداية الموسم قائلا "إيجواين نصف مهاجم يتمتع بالقوة والسرعة ولا يملك المهارة، وبنزيمة نصف مهاجم لديه المهارة ويفتقد للقوة، ولا يمكننا المنافسة على الدوري بمهاجم واحد".

تصريحات الاستثنائي لا تعني تمهيده للهزيمة كما يظن البعض، ولكنه يخلي سبيله من هجوم الجماهير عليه في حال وظف كريستيانو رونالدو في مركز المهاجم ولم يوفق، كما حدث للبدري عندما حاول استغلال جدو كجناح أيسر أو أبو تريكة كمهاجم.

فالأهلي يفتقد فعليا لظهير أيسر بديل لسيد معوض – كثير الإصابات – وبديل لقلب الدفاع مع اهتزاز مستوى وائل جمعة وأحمد السيد وظهير أيمن بعد تصريحات أحمد فتحي المتكررة "زهقان من المركز ده" بالإضافة إلى مهاجم هداف وحارس مرمى ذو مستوى ثابت.

ويجب أن تؤمن جماهير الأهلي أنه مهما كانت قدرات المدير الفني القادم فلن يفلح في الحفاظ على لقب الدوري الممتاز بهذه النواقص الواضحة في قائمة الفريق بل سيواصل التجارب للوصول إلى تشكيلة مثالية، وخلال التجارب يجب أن تفقد النقاط.

بداية المصارحة جاءت من زيزو لأنه ابن النادي ويعلم مسؤولية إخبار الجماهير بالحقيقة، لذا على إدارة الأهلي أن تفعل الأمر نفسه وتصارح جماهيرها وتعترف أن الموسم الحالي هو خارج المنافسة لإعادة بناء الفريق.

وعلى جماهير الأهلي أن تنسى حسابات المنافسة والنقاط والتفكير فقط في إعادة الثقة للاعبيها بعد أزمة اللافتات والهتافات ضد المدير الفني، مما فتح المجال أمام بعض المتربصين للتشكيك في قدراتهم من الأساس.

ملحوظة أخيرة:

لا يوجد فريق في العالم يفوز على طول الخط، ولكن الكبير "إداريا وجماهيريا" هو من يشعر باقتراب كبوته ويبدأ في علاجها للنهوض سريعا بدلا من مجرد المجادلة والإصرار على الخطأ.