للأسف شاهدت الإجابة جلية أمامي في حفل جوائز أفضل لاعب إفريقي لعام 2010، ومع ذلك سنعود لنتساءل لماذا يتآمر علينا الآخرون؟
وشهد الحفل في الحقيقة طريقة جديدة من الفوضى يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مستويات تصل في النهاية إلى البحث عن جائزتك في أيدي الآخرين.
المستوى الأول
سأبدأ في سرد طريقة تنظيم الحفل "الغريبة" .. المنظمون تفضلوا بتقسيم القاعة إلى جزئين بطريقة جديدة الأول للضيوف والثاني للصحفيين.
وفي القسم الخاص بالصحفيين لن تتمكن من رؤية الحفل إلا إذا واصلت الوقوف طواله فلا يمكنك الجلوس في أي مكان إن كنت تريد متابعة الحدث.
وكانت المقاعد في قاعة الصحفيين الخاصة بالمؤتمر بعيدة ولا يمكن استخدامها لمشاهدة الحفل، ولذلك دار حوار بيني وصحفي نيجيري.
وكان الصحفي النيجيري مستاء للغاية من الهرجلة والنظام المهترئ واشتكى من عدم قدرته على قضاء ساعة ونصف واقفا لمتابعة الحفل.
بالإضافة لعدم تمكنه من الحصول على سماعة ترجمة من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية التي لا يعرف غيرها لإمكانية متابعة إيتو الذي تحدث بلغته الأم.
ومنعتني الفوضى الحقيقية التي شابت الحفل برغم فخامة المبنى وحسن الترحيب من الرد عليه بكلام مقنع ومنطقي.
المستوى الثاني
أن يقف صحفي مصري تلك المرة "مفترض أنه من قادة الرأي" في وجه نجم مثل صامويل إيتو ليتحدث بانفعال عن التنظيم السيء من قبل الاتحاد الإفريقي "الكاف" للحفل فهذا له أكثر من معنى.
عندما بدأ الصحفي في وصلته لاحظت في عين إيتو تحديدا قلق وريبة بشأن الحفل، وعليك أن تعرف بنفسك ما يستطيع قوله عند تذكر هذا الحدث فيما بعد.
هل تشك أن إيتو وأسامواه جيان وجميع الضيوف الأجانب حصلوا على صورة رديئة عن البلد الذي يكون رأيه مثل هؤلاء؟ عن نفسي لا أشك في ذلك.
أضف إلى الانطباع الذي تكون بعد هذا الانفعال و الاعتراض الذي في غير محله "لأن إيتو مش هيقدر ينظم الحفل كما يحلو للصحفي" أن الانطباع الآخر السيء سيكون عن القدرات التنظيمية لهذا البلد.
فالحفل وإن كان من تنظيم الكاف إلا أنه في وجه مصر لكونها تستضيفه وللأسف التنظيم كان مؤسفا.
وهنا سأنقل لك تساؤل صعب الإجابة، هذا مجرد حفل أفضل لاعب إفريقي .. كيف إذن تطلب تنظيم ما هو أكبر من ذلك بكثير؟
المستوى الثالث
أعلى مستويات الهرجلة في العالم أن تجد الضيوف تستبدل جوائزها بحثا عن التي تخصهم.
عندما استبدل سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جائزته مع نظيره الجزائري محمد روراوة على المسرح فتح الطريق أمام بعض الأحاديث الجانبية والتي دفعت زاهر بنفسه لتبرير الحدث تليفزيونيا في ذات اليوم.
وشرح زاهر الموضوع بأنه فوجيء بروراوة يبلغه أن جائزته مكتوب عليها مصر فنظر زاهر لجائزته ليجد مكتوبا عليها الكاميرون فاستبدل الجائزة مع الطرف الجزائري على أن يغيرها هو بدوره مع رئيس الاتحاد الكاميروني.
أظن بعد هذا السرد لمستويات الفوضى فسؤالنا عن إمكانية تنظيم كأس العالم يبدو ساذجا، فيكفي التفكير في "تنظيم الأسرة" إن أفلحنا!