وليد الحسيني

الزمالك خائفا وشيكابالا خاسرا!

خرج لقاء القمة رقم 106 بين الأهلي والزمالك مخيبا لأمال الجماهير سواء الحمراء أو البيضاء، وكذلك النقاد بعد أن خلى من الإثارة أو الفنيات التي كانت الجماهير تمني بها نفسها.
السبت، 01 يناير 2011 - 16:33
خرج لقاء القمة رقم 106 بين الأهلي والزمالك مخيبا لأمال الجماهير سواء الحمراء أو البيضاء، وكذلك النقاد بعد أن خلى من الإثارة أو الفنيات التي كانت الجماهير تمني بها نفسها.

وإن كانت الأراء متباينة بين جماهير الناديين، إلا أنهما اتفقا على أن النتيجة جاءت وفق هوى الغالبية العظمى، وهى من المرات النادرة التي يحدث فيها هذا الرضا.

لاشك أن جماهير الزمالك كانت تمني النفس بتحقيق فوز غاب طويلا على فريق الأهلي، في ظل المعطيات التي كانت موجودة قبل المباراة، حيث ظهرت معاناة فريق الأهلي في اللقاءات الأخيرة، فيما حقق الزمالك نتائجا إيجابية في مبارياته الماضية.

ولكن الجماهير البيضاء خرجت راضية بالنتيجة التي تحققت، بعد السيطرة التي حققها الأهلي في أغلب أوقات المباراة خاصة في الشوط الثاني الذي غاب عنه الزمالك تماما، ولكنها تساءلت متى سيفوز الزمالك على الأهلي؟!

ظهر الزمالك في لقاء القمة 106 خائفا من الهزيمة، وهو أمر يتحمله المدير الفني حسام حسن، وظهر ذلك من بداية المباراة، وإن كان اللقاء بدأ بسيطرة زملكاوية، بفضل التراجع الواضح لفريق الأهلي، إلا أن الخوف الذي سيطر على لاعبي الزمالك دفع لاعبي الأهلي للتقدم للأمام بمرور الوقت.

وبدأ الشوط الثاني بسيطرة أهلاوية وبجرأة واضحة، بعد أن اشتم فريق الأهلي رائحة الخوف في أداء الزمالك.

لعب حسام حسن اللقاء من أجل عدم الخسارة وليس من أجل الفوز، وظهر ذلك من التشكيل الأساسي الذي بدأ به اللقاء إذ حيث اعتمد على ثمانية لاعبين يغلب عليهم الأداء الدفاعي، وهم عبد الواحد السيد ورباعي خط الدفاع، وأمامه حسن مصطفى وإبراهيم صلاح وعمر جابر.

فكيف لفريق لا يلعب برأس حربة صريح أن يفوز، فيما لجأ المدير الفني لفريق الأهلي عبد العزيز عبد الشافي لرأس حربة واضح وهو محمد طلعت حتى وإن لم يشارك منذ فترة طويلة، وبمرور الوقت تخلى حسام غالي عن مهامه الدفاعية وبدأ يتقدم للأمام لزيادة القوة الهجومية لفريقه، بعد أن وضح أن فريق الزمالك بلا مخالب هجومية.

لقاء الأهلي والزمالك أوضح وأكد أن فريق الزمالك يغيب تماما إذا ما ابتعد شيكابالا عن مستواه أو تعرض لرقابة شديدة، وتأكد ذلك في لقاء القمة الأخير، بدليل أن الزمالك لم يصل لمرمى أحمد عادل عبد المنعم.

ولم يهدر الفريق فرصة واحدة طوال المباراة، بل لم يسدد تسديدة واحدة يتذكرها احد ممن شاهدوا اللقاء، في الوقت الذي سدد الأهلي في الشوط الثاني أربعة تسديدات على مرمى عبد الواحد السيد، وأهدر محمد طلعت انفرادا في الشوط الأول.

أبدى الجهاز الفني لفريق الزمالك ولاعبيه ارتياحهم لنتيجة التعادل الذي خرج به اللقاء، بدعوى أن الفريق حافظ على فارق النقاط الست بينه وبين الأهلي، وأن الفريق مازال تصدر جدول المسابقة، وتناسى هؤلاء أن مهمة الفريق في الدور الثاني ستكون أكثر صعوبة، إذ يخرج الزمالك للاتحاد وحرس الحدود والمصري والإسماعيلي، فيما يستضيف فريقي مصر المقاصة وسموحة في القاهرة، وهو ما يزيد من أعباء الفريق.

عقب اللقاء شن عدد من لاعبي الأهلي هجوما عنيفا على الاستديوهات التحليلية، غضبا من الهجوم الذي تعرض له الفريق في الأونة الأخيرة، وكأنهم انتهزوا الأمر لتصفية حساباتهم القديمة وهو أمر مرفوض، في ظل صمت رهيب ومريب من خبراء الاستديوهات.

وتناسى لاعبو الأهلي أن النقد كان بسبب الأداء المتراجع لهم في اللقاءات الأخيرة، بدليل أن الأهلي فقد 11 نقطة في أخر 6 مباريات بداية من لقاء الإسماعيلي وانتهاء بلقاء الزمالك، ولم يحقق الفريق سوى فوز واحد، وهو ما يؤكد أن الفريق يمر بمرحلة من عدم التوازن يتحمل مسؤوليته الأولى هؤلاء اللاعبين، وبرر هؤلاء سوء النتائج بسبب غياب التوفيق، وهو أمر غير صحيح ، فالأهلي لم يصادف سوء التوفيق الذي تحدث عنه الغاضبين.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط ، بل وصل الأمر للحديث عن نغمة اللاعبين الكبار في فريق الأهلي وكيف أنهم أثبتوا أنفسهم أمام الزمالك وردوا على منتقديهم ، وهو ما يدل على أن الهجوم عليهم في الفترة السابقة غير مبرر، وهو أمر غير صحيح في أغلب الأحيان، ولم يظهر بالمستوى العالى سوى وائل جمعة الذي حد من خطورة لاعبي الزمالك طوال اللقاء .

نعم لعب الأهلي أفضل مبارياته في الأونة الأخيرة أمام الزمالك، مقارنة بالمستوى الذي كان عليه الفريق في اللقاءات السابقة، ولكن الفريق بشكل عام يحتاج لإعادة نظر وتقييم الأمور من جديد، ولاداعي لتبرير كل شيء وتجهيز الاتهامات لكل من يتناول مستوى الفريق، أو الشعور بوجود مؤامرة على الفريق، والغريب أن مسؤولي النادي الأهلي يعلمون ذلك، ولكنهم صامتون.

على الهامش

إعلان شيكابالا اعتزاله اللعب الدولي، رغم أنه لم يظهر بعد على المستوى الدولي، أمر مؤقت لحين رحيل الجهاز الفني الحالي لمنتخب مصر، ولكنه سيكون الخاسر الأكبر من هذا القرار إذا كان صحيحا.

فتاريخ لاعب كرة القدم يحسب بالإنجازات الدولية، فما بالك وإن كانت الإنجازات المحلية غير مضمونة.. شيكابالا في حاجة لمن يقدم له النصيحة المخلصة الخالية من أي أغراض!!