الأمر نفسه ينطبق على أي مدرب أجنبي جديد سيقود الأهلي، لأن حال الكرة المصرية اختلف كثيرا عما سبق، فالأهلي بحاجة لعملية إحلال وتجديد لأنه شئنا أو أبينا فإن معظم نجوم الفريق لن يستطيعوا تقديم الكثير في الفترة المقبلة.
عندما حضر جوزيه عام 2003 اشترط أن تمنحه الإدارة الدعم الكاف لتكوين فريق جديد يمكنه من المنافسة، وبالفعل نجح عبر سنوات تواجده في ضم نخبة نجوم الكرة المصرية أمثال محمد بركات، ومحمد أبو تريكة، ومحمد شوقي، وسيد معوض، وإسلام الشاطر، والراحل محمد عبد الوهاب، وأخيرا أحمد حسن، فسيطر الأهلي على الألقاب المحلية والإفريقية، علاوة على فوزه بالميدالية البرونزية لكأس العالم للأندية.
ما هي ملامح تغيير خريطة الدوري؟
1- الأندية التي يجمع وينتقي منها الأهلي تلك المواهب القادرة على حصد الألقاب الواحد تلو الأخرى لم تعد مثل الماضي. تتجمع تلك المواهب حاليا في أندية الهيئات أمثال (بتروجيت – إنبي – حرس الحدود – اتحاد الشرطة.. إ لخ) التي تمتلك استقرارا ماليا وميزانية ضخمة كافية للإبقاء على أي لاعب بصفوفها، حتى أنها تتعنت في إخراجهم للاحتراف.
2- الدعم المالي لصفقات الأهلي لم يعد مثل الماضي، بعدما أبعد رجال الأعمال الأهلاوية أيديهم عن دعم الصفقات الجديدة. فقد تكون خزينة النادي الأهلي وميزانيته كافية لضم لاعب أو اثنين من نجوم الممتاز، ولكنها لن تكون كافية أبدا لتكوين فريق في فترة وجيزة.
3 - عدم صبر جماهير الأهلي، فالانتصارات والألقاب المتتالية منحت تلك الجماهير نوعا من الغرور، بحيث باتت لا ترضى بأي هزيمة أو تقتنع بواقع أن الفريق بحاجة للإحلال والتجديد كي يعود من جديد لحصد الألقاب.
فما إن بدأ حسام البدري في تطبيق طريقة لعب ومحاولته لإجراء عمليات إحلال وتجديد جزئية والدفع ببعض الناشئين، إلا أنه عندما تعثرت نتائجه وأداء الفريق طالبت الجماهير برحيله في منتصف الموسم.
إذن ماذا يمكن لجوزيه أن يفعل؟
1- أن يعتمد الأهلي على تدعيم قطاع الناشئين في تعويض النقص الواضح في بعض مراكز الفريق. وبالتالي يجب على جوزيه أن يستفيد من أخطاء الماضي، ويحسن علاقته مع قطاع الناشئين التي لم يستعن منها خلال فترة تواجده الماضية إلا نادرا مثل حسام عاشور وعماد متعب.
تجربة الزمالك إلى الآن دليل على إمكانية نجاح هذه الفكرة، فحسام حسن تمكن بمجموعة من الصاعدين أمثال إبراهيم صلاح ومحمد إبراهيم وعمر جابر وحسام عرفات وحازم إمام من تصدر الدوري وتقديم عروض طيبة.
2- الصبر من قبل الجماهير وتذكر أن المدرب البرتغالي لم يحصد لقب الدوري في أول مواسمه مع الأهلي؛ لأنه كان ما زال في مرحلة تكوين فريق جديد، وأنه أيضا خسر الدوري في تجربته الأولى لتدريب الفريق موسم 2001-2002.
3 - الصراحة من جانب مانويل جوزيه مع الإعلام والجمهور فيما يتعبق بمشاكل الفريق، والحلول التي يتصورها لتلك المشاكل بدلا من اتباع السياسة السابقة بالاتفاق مع إدارة النادي بإخفاء كل ما هو متعلق بالأهلي؛ مما يثير ردود فعل سلبية تجاه الجميع سواء الإعلام أو الجماهير لعدم معرفتهم بأصل المشكلة، وربما يؤدي ذلك إلى عدم اصطدام جوزيه برجال الإعلام في الولاية الثالثة للساحر البرتغالي.