هذا هو حال الأهلي والزمالك في اختيارات القائمة الإفريقية للفريقين.
قائمة الأهلي أو الزمالك لدوري أبطال إفريقيا لم تكن خالية من أسماء مؤثرة، ولكنها أكدت حاجتهما إلى إعداد قائمة بالمواعيد ومعرفة القوانين أولا.
فبعدما أعلن الأهلي والزمالك قوائم اللاعبين لدوري أبطال إفريقيا، أثبتا أن التنظيم والنظر إلى المستقبل هو أبعد ما يمكن أن تفكر فيه الأندية المصرية.
فلم يكلف أي منهما نفسه النظر إلى الارتباطات المُقبل عليها أو مواعيد المباريات أو قوانين تلك البطولة، ليكتفوا بحشر القوائم بأسماء اللاعبين دون أي دراسة أو تفكير.
فالأهلي الذي قاتل برفقة أندية المغرب العربي ضد الاتحاد الإفريقي للسماح بقيد 23 لاعبا في القائمة الأولى التي تسلم في يناير وحفظ سبعة مقاعد لفترة القيد الثانية في أغسطس، لأن مواعيد المسابقات عندنا تختلف عن باقي دول إفريقيا، لم يستفد بتلك الميزة.
الأهلي أرسل قائمة تضم 25 لاعبا، وأثار الجدل بضم أسماء واستبعاد أخرى، ولكن بغض النظر عن الرؤية الفنية التي هي حق أصيل للجهاز الفني، فالأهلي فعليا قيد 22 لاعبا فقط لانطلاقته في البطولة!
لم ينظر الجهاز الفني بالأهلي أو لجنة الكرة إلى مواعيد مباريات فريقها قبل القيد، والدليل أن القائمة ضمت ثنائي منتخب الشباب أحمد نبيل مانجا وأيمن أشرف.
فالأهلي الذي يشارك في دوري الأبطال بدءا من دور الـ32 سيفقد خدمات الثنائي الشاب في جولتي الذهاب (18-19-20 مارس) والإياب (1-2-3 أبريل) بسبب مشاركته في ذلك التوقيت مع منتخبه في كأس الأمم الإفريقية بليبيا في الفترة من 18 مارس إلى 1 أبريل.
كما جاء اسم محمد بركات جناح الفريق الأحمر في القائمة التي ستخوض أربع مباريات فقط في دوري الـ32 والـ16 رغم إيقافه لمباراتين من قبل الكاف بسبب طرده في لقاء عودة نصف نهائي الموسم الماضي أمام الترجي التونسي.
قد يُفسر الأمر بأن الجهاز الفني للأهلي نظر لما هو أبعد من دور الـ32 عندما فضل أيضا عدم قيد أحمد حسن لعدم تجديد تعاقده بعد، ولكن طالما لم تستعن بأسماء أخرى خرجت من القائمة لماذا لم تستفد من قيد 23 لاعبا فقط خاصة أن اللائحة تنص على أن من يدخل القائمة لا يخرج منها؟
والشرط الأخير هو الفخ الذي سقط فيه الزمالك – العائد للبطولة الإفريقية – فقائمة الزمالك ضمت 28 لاعبا بل ومازالت تنتظر أحمد حسام "ميدو" لقيده في يناير.
فالزمالك اعتمد على حشد كل قواته للمعركة الإفريقية، ولكنه نسى أنه قد يفقد الكثير منها أو يحتاج لتدعيمها في منتصف الطريق.
فقائمة الزمالك ضمت ثلاثة حراس مرمى يتقدمهم عبد الواحد السيد ومعه الثنائي الشاب مصطفى عبد الستار وحسن إبراهيم، وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه الأهلي الموسم الماضي ولم يتمكن بعدها من قيد محمود أبو السعود عندما ضمه في الصيف.
كما دخلت القائمة أسماء مثل وجيه عبد العظيم وأبو كونيه ومحمد يونس الذين يعرف الجميع أن فرص رحيلهم عن الزمالك في الصيف تقترب من الـ80%.
بل وجاء الثنائي هاني سعيد وحسن مصطفى أيضا ضمن القائمة رغم أنه لم يجدد عقوده مع النادي حتى الآن، وقد يرحل في أي توقيت في حال توفر عرض مالي مغري عما سيقدمه الزمالك.
وحتى لو لم يخرج كل هؤلاء من القائمة في الصيف، فالجميع على يقين أن الزمالك بحاجة إلى صفقتين أو ثلاثة في الصيف، فكيف سيدعمون الفريق ولا يوجد في القائمة سوى مكان واحد فقط؟
كما سيفقد الزمالك الثلاثي محمد إبراهيم وعمر جابر وأحمد توفيق في حال تأهله غلى دور الـ32 – على الأرجح سيكون أمام الإفريقي التونسي – بسبب ارتباطهم بمنتخب الشباب.
فعلي الجميع أن يعلم أن إعداد القوائم المشاركة في البطولات لا يقتصر فقط على اختيار أفضل الأسماء، ولكنه يتطلب تنظيم ودراسة وتفكير في المستقبل ومحاولة الإجابة على أسئلته المتوقعة.
ملحوظة أخيرة:
مباراة الزمالك والإنتاج الحربي انتقلت ثلاث مرات ما بين استاد القاهرة والكلية الحربية، ولقاء الأهلي والمقاصة حائر ما بين الفيوم وبني سويف والمقاولون العرب، ودورة حوض النيل كل يوم في مكان .. فعلا هوا ده الدوري الأصلي!!