الفوز باللقب أمر منطقي ومتوقع ، ومن حق الجهاز الفني للمنتخب أن يعلن فرحته بإنتصاره ، ولكن أن يصور إتحاد الكرة هذا على إعتبار أن الأمور داخل الإتحاد على ما يرام فهذا أمر غير مقبول ، في ظل المستوى الهابط لأغلب المنتخبات المشاركة .
الرابح الأكبر من تلك الدورة هو الجهاز الفني للمنتخب الذي وقف على مستوى اللاعبين سواء الجدد أو القدامى ، ومن حقه أن يفرح بإنجازه حتى ولو كان ضعيفا ، فـ " شيكابالا " ظهر لأول مرة على المستوى الدولي بشكل مستمر ، كما إستعاد الفريق ثقته بنفسه بعد أزمة نتائج مباريات تصفيات أمم أفريقيا .
دورة حوض النيل لم يكن هدفها الأساسي هو فوز المنتخب بالبطولة ، بل أن هذه الدورة تم تنظيمها لأهداف سياسية ، ولا أعرف ما إذا كان الهدف الأساسي قد تحقق من عدمه ، وهذا يؤكده أو ينفيه الساسة وليس " بتوع الكورة " ، ولكن مسؤولي الجبلاية قفزوا على الحدث في محاولة لتغيب ما حدث مع منتخب الناشئين في بطولة كأس الأمم الأفريقية ، وخروج الفريق من الدور الأول بفضيحة أمام بوركينا فاسو بالهزيمة برباعية نظيفة .
ومازال إتحاد الكرة يعمل بنفس المنطق القديم الذي إخترعوه ، بالقفز على الأحداث ومحاولة إلهاء الجماهير في أمور أخرى ، فالفوز ببطولة دورة حوض النيل الأولى لا يجب أن يعمي الجميع عن أزمة منتخب الناشئين الذي هو مستقبل الكرة المصرية ، ومحاولة إتحاد الكرة التغاضي عن ما حدث مع منتخب الناشئين أمر غير مقبول .
مطلوب من إتحاد الكرة الأن أن يخرج للرأي العام - الذي لا يحترمه أهل الجبلاية غالبا - ليبرر ما حدث مع منتخب الناشئين ، وكيف أن الفريق خرج من الدور الأول بهذا الشكل المهين ، ومن المسؤول عن هذا التقصير ، وكيف يخرج مسؤول كبير في الإتحاد ليكذب على الجماهير في أزمة خروج عدد من لاعبي الفريق بسبب تزوير أعمارهم ، وكيف يخرج المدرب العام للمنتخب ليهاجم كل من يتحدث في هذا الأمر ، رغم أنه حدث بالفعل وكل من يتابع أحوال فريق الناشئين يعرف ذلك .
المدير الفني لإتحاد الكرة خرج عقب اللقاء الأول للمنتخب أمام السنغال لينفي تماما ما ردده البعض بأن هناك لاعبين خرجوا من الفريق بسبب تزوير أعمارهم ، وسبقه في ذلك المدرب العام للمنتخب ، وإستغلا فوز الفريق بهدفين لهدف وهى عادة لا تنقطع لمسؤولي الكرة المصرية ، عندما يستغلون الإنتصارات لتصفية الحسابات مع منتقديهم ، وكأن هؤلاء من الحاسدين .
كل من في إتحاد الكرة يعلم بواقعة إستبعاد عدد من لاعبي منتخب الناشئين قبل أيام من إنطلاق بطولة الأمم الأفريقية بسبب تزوير أعمارهم ، وهو أمر لا يتحمله بالتأكيد الإتحاد ولا الجهاز الفني للمنتخب ، ويتحمله غالبا اللاعبين أنفسهم وأنديتهم ، ولكن لماذا يكذب المسؤولين طالما أن الأمر لا يخصهم في شيء ؟ ولكن يبدو أن الكذب أصبح في دمائهم !
لا نريد أن يخرج مسؤولي إتحاد الكرة ليؤكدوا أن الفريق واجه ظروفا سئية وملاعب لا تصلح ، ولا يقول لنا الجهاز الفني أن التوفيق غاب عن اللاعبين ، لأن ذلك لا يبرر الكذب ولا المستوى الهابط الذي ظهر عليه الفريق ، نريد الحقيقة ، وأن يعترف الإتحاد بالتقصير ، فهذا لا يقلل منه ، ولكن ما يقلل منه بشكل حقيقي هو الكذب والخداع والتضليل ، نريد من الإتحاد أن يلتفت لمهامه التي أتي من أجلها وليس من أجل المصالح الشخصية والبزنس و"التظبيط " .
الناس زهقت وضجت من تصرفات مسؤولي إتحاد الكرة ومبرراتهم التي لم تعد تقنع أحد ، وعلى رئيس الإتحاد سمير زاهر ، أن يستوعب دروس الماضي ، وأن يتفهم الجماهير ، وعليه أن يستغل ما حدث مع منتخب الناشئين ويخرج للجماهير ويقول لهم " فهمتكم " وأن يعمل لصالح الكرة المصرية وأن يتخلى عن أصدقاء السوء ، خاصة وأنه يمتلك رصيدا غير قليل لدى الرأي العام بعد الإنجازات التي حققها ، وهو أمر غير خفي على أحد ولا تسطيع أحد أن ينكرها.