كتب : وليد الحسيني | الأحد، 06 مارس 2011 - 14:20

الوجوه القبيحة!

أسقطت ثورة الغضب التي إجتاحت مصر منذ يوم 25 يناير الماضي ، أغلب وجوه النظام السابق في مصر بفضل خروج الملايين للشوارع في كل مدن مصر تقريبا ، إلا أن هناك وجوها مازالت ماثلة في الصورة حتى الأن ، وتحتاج لبعض الوقت لغيابها مثلما حدث مع رؤوس النظام المصري السابق.

وإذا كانت تلك الرؤوس قد ألقى القبض عليها ، فإن جماهير الكرة المصرية مازالت تنتظر مصير مسؤولي كرة القدم في مصر ، خاصة وأن الإتهامات تطول أغلبها منذ سنوات طويلة ، إلا أن الوقت لم يسعف أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى الأن ، لاسيما وأن المجلس مازال مشغولا بقيادات كبيرة سابقة في الدولة المصرية من أصحاب المليارات ، وهو ما صب في مصلحة " بتوع الكورة " من أصحاب الوجوه القبيحة.

لاشك أن الإعلاميين يدينون بالفضل لشباب ثورة الغضب في مصر ، خاصة وأن هؤلاء الشباب منحوا هؤلاء الإعلاميين فرصة الشعور بأن ما يقولونه له مردود وفائدة ، بعد سنوات طويلة مما كان يظنه النظام السابق نباحا مكفولا لكل الإعلاميين تقريبا.

كان من حق الإعلامي أن يقول ما يشاء في بعض الوقت ، ومن حق الدولة التجاهل التام ، خاصة وأن الفساد كان هو الركن الأساسي للنظام السابق ، وعليه تبنى الحكومة منهجها ، ولم يكن من الوارد أن تحقق الدولة فيما يكشفه الإعلام من مظاهر فساد.

الأن أصبح الإعلام يشعر أن ما يكشفه من فساد يمكن أن يكون له مردود ، بعد أن فتحت أغلب ملفات الفساد التي لا يعرف أحد مداها حتى الأن ، خاصة وأنه كان مستشري ويغلف كل مظاهر الحياة في مصر ، وكلما زاد فساد المسؤول فإن فرص بقائه في منصبه تزيد لأنه يتوافق ويتماشى مع المنهج المصري.

وبمرور الوقت فإن الوجوه القبيحة في الشارع الكروي ستسقط، وبدأ المشوار بسقوط رئيس نادي الإتحاد السكندري الذي تقدم بإستقالته مجبرا تحت ضغوط جماهيرية، ولم يجد من يدافع عنه من أصحابه "بتوع الفضائيات" ليتأكد رجال الأعمال الذين أفسدوا الحياة الرياضية أن أصحابهم لن يحموهم طوال الوقت.

إذا كان رئيس نادي الإتحاد قد أجبر على تقديم إستقالته، فإننا نبشره بأنه لن يكون وحيدا وسيلحق به في المستقبل القريب " جدا " أخرون ممن أفسدوا الحياة الرياضية ، وإذا كان مصيلحي لم يجد من ينقذه ، فإن " أخواته " في كل الأندية والإتحادات الرياضية ، لن يجدوا أيضا من ينقذهم ، لأن صوت الثورة عال ومسموع وسيجرف أمامه كل الفاسدين.

هروب رئيس نادي الإتحاد من أمام أصوات الغاضبين لم يجد الصدى اللائق ، ولكن هذا الصدى المختفي سيظهر قريبا عندما يسقط رئيس النادي الأهلي، الذي ملأ ناديه العريق والكبير بالعديد من مظاهر لا تليق باسم النادي، مستغلا في ذلك البطولات التي يحققها الفريق الأول لكرة القدم بفضل جماهير عاشقة ومؤازرة طوال الوقت.

ولن يجد رئيس النادي الأهلي مؤازرة من الجماهير الغفيرة خاصة وأن تلك الجماهير عاشت تتباهى دائما بأن ناديهم هو نادي "القيم والمباديء"، وعندما يثبت أن رئيس النادي هو أحد أركان نظام الفساد فإنهم سيشيعونه باللعنات بعد أن جلب لهم العار والخزي.

بعد أن تهدأ الأمور وينتهي النائب العام من تحقيقاته مع كل رؤوس الفساد السياسي والإقتصادي الذين جلبوا العار لمصر في السنوات الأخيرة ، فالمؤكد أن ملف الرياضة المصرية سيفتح على مصرعيه وستزكم رائحته الأنوف.

المتعاملون مع هذا الوسط يعرفون أين يكمن ويعيش الفساد فيه ، وسيتقدمون بملفات مكتظة بالفساد ، ولكن الوقت لم يحن بعد لأن هناك ما هو أهم الأن ، وستغيب وجوه سيطرت طويلا لم يكن أحد يتخيل غيابها إلا بإذن عزرائيل.

طالب البعض بضرورة فتح ملف ملايين لاعبي كرة القدم ، وضرورة إيقاف هذا الهراء الذي حدث في ظل دولة الفساد ، إلا أن البعض لم يفتح ملف ملايين " بتوع الفضائيات " ، وهو الملف الذي سيفتح من تلقاء نفسه بمرور الوقت ، وسينتهي بعد أن تنسحب الشركات الراعية ، ويختفي رجال الأعمال بيدهم السخية من الوسط الرياضي الذين أفسدوا أغلب مقدمي البرامج الرياضية ، مثلما أفسدوا أنديتهم ، وسيختفي هؤلاء " الهايفين " من الوسط الرياضي بعد أن فسدوا وأفسدوا وفقدوا مصداقيتهم أمام الرأي العام الذي زاد وعيه.

خلال أيام " ثورة الغضب " إختفى الإخوة " بتوع الفضائيات " من على الشاشة بعد حالة الغضب التي إنتابت الجماهير منهم ، بعد أن ظلوا لسنوات طويلة في نفاق لا ينتهي للنظام المصري الساقط.

ولكنهم حاولوا ركوب الموجه مثلهم مثل بقية الذين حاولوا نفس المحاولة ، ولكن محاولاتهم فشلت لأن الناس لا تنطلي عليهم أفعال " الراقصات " اللاتي يرقصن على كل الموائد من أجل " النقوط " والجماهير تعرف جيدا الأن من هو الصادق من الراقص ، وستلفظهم بمرور الوقت.

بعد أيام من الغياب السعيد ، عاد الأخوة " بتوع الفضائيات " للظهور من جديد بعيون مكسورة أمام المشاهدين ، في محاولة لكسب أرضية جديدة ، ولكن عيونهم المكسورة تفضحهم ،" ويكاد المريب أن يقول خذوني " ولن تفلح محاولاتهم لإستعادة ما كانوا عليه قبل 25 يناير ، وسيدفعون ثمن ما فعلوه على مدار سنوات طويلة من إفساد في الوسط الرياضي.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات