كتب : أحمد سعيد | الأحد، 20 مارس 2011 - 23:50
أين كنتم؟!
إذا كان السؤال أثار السخرية حينما وجهه مجنون بدرجة رئيس دولة، فإن السؤال نفسه عن المباراة يستحق إجابة من أحمد غانم ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي ومحمد عبد الشافي.
اهتزت شباك الزمالك أربع مرات في ملعب رادس، أحدها من ركلة جزاء وثلاثة أخرين في اللعب المفتوح يجمع بينهم جميعا ثلاثة قواسم مشتركة.
أولا: الأهداف الثلاثة جاءت من نقطة بين خط المرمى ونقطة الجزاء، وهي مساحة قريبة للغاية من حارس المرمى وليس من السهل أن يتواجد بها لاعب مهاجم.
ثانيا: الأهداف الثلاثة جاءت من محاولات لم يقابلها أي مضايقة تذكر من مدافعي الزمالك، أي أن محرز الهدف إما كان وحيدا تماما مثل الهدفين الثاني والرابع وإما تعرض لتداخل هش لا يجدي كالهدف الأول.
ثالثا: اللاعبون الثلاثة الذين سجلوا من كرات متحركة، وبلا مضايقة، ومن داخل المساحة التي تقع بين نقطة الجزاء وخط المرمى لم يكونوا في موقف تسلل، وأهدافهم سليمة تماما.
كيف وصل هؤلاء إلى هذه المنطقة الخطيرة؟ كيف لم توقعوهم في مصيدة التسلل؟ وإذا كنتم لا تلعبون بطريقة التسلل، لماذا لم تراقبوهم بطريقة لصيقة بدلا من هذه الرقابة الشكلية؟ ... أين كنتم؟!
الأزمة الدفاعية في الزمالك لا تعود إلى عصر الأحد فقط أمام الإفريقي، ولكنها متكررة طوال الموسم، خاصة في منطقة العمق الدفاعي الذي زاد من صداع الجهاز الفني، وهو من لم يجد حلا حتى الآن إلى مصيبة الجانب الأيمن.
فأي انطلاقة سريعة من العمق تشكل خطرا بسبب بطئ قلبي الدفاع، كما أن أي كرة عرضية تشكل خطرا لعدم إجادتهم ألعاب الهواء، على الرغم من إجادتهم تسديد الكرات بالرأس في الجانب الهجومي وإحراز أهداف كثيرة منها (وهو أمر لا أستطيع تفسيره صراحة).
الصفتي يلعب باندفاع مبالغ فيه ويلجأ للخشونة أحيانا كثيرة، فتح الله لا يشتت برأسه أبدا وهو عيب قاتل في مواجهة مميزات كثيرة له كمدافع أبرزها توقع مسار الكرة، والقدرة على بناء هجمات بتمريرة طويلة متقنة، ومحمد عبد الشافي لم يكن حاضرا بمستواه المتميز دفاعا وهجوما في العاصمة التونسية.
أما أحمد غانم، فقد مارس هوايته المعتادة من إفساح مجال للمنافس كي يمر بجواره، تشتيت خاطئ، وارتكاب خطأ يؤدي إلى ركلة جزاء، وهي ثلاثة تصرفات أدت بشكل مباشر إلى ثلاثة أهداف!
ومع الوضع في الاعتبار أن عبد الشافي وفتح الله دوليان، والصفتي مدافع يمتلك قدرا معقولا من الخبرة، وغانم محترفا سابقا ولاعبا دوليا في منتخبي الشباب والأوليمبي، ربما يتعين علينا تغيير السؤال من أين كنتم إلى "من أنتم؟!"
على الهامش
سعدت كثيرا بالحضور الجماهيري لمشجعي الزمالك أمام أولينزي ستارز ومشجعي الأهلي أمام سوبرسبورت لأن كثيرين كانوا يشعرون بقدر من تأنيب الضمير بسبب الاهتمام بأخبار الكرة في عز ما تواجهه مصر من تحديات جسام منذ انطلاق الثورة الشريفة إلى هذه اللحظة.
ولكن متابعة الكرة كنوع من الترفيه أو ممارستها كنوع من الرياضة ليس شيئا مشينا. المشين حقا هو التعصب الذي يحولها من "أحد أمور الحياة" إلى "أهم أمور الحياة".
للتواصل
Facebook.com/Ahmad.Sa3eed
مقالات أخرى للكاتب
-
للمبتدئين والتقليديين .. كيف تختار مدربا في 5 خطوات؟ الخميس، 20 نوفمبر 2014 - 12:26
-
لماذا "7" بدلا من "3"؟ الأربعاء، 09 يوليه 2014 - 01:14
-
عضة سواريز.. والحضارة الانسانية الجمعة، 27 يونيو 2014 - 21:46
-
قصتان ينبغي على محمد يوسف أن يقرأهما الإثنين، 17 مارس 2014 - 22:15