كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 23 مارس 2011 - 18:05

ما علاقة الأهلي بالهجوم على حمدي والخطيب؟!

قامت ثورة الغضب في مصر في 25 يناير الماضي لتسقط الفساد الذي إستشرى في المجتمع المصري بصورة غير مسبوقة في سنوات حكم مبارك ، ونجحت إلى حد ما حتى الأن في تحقيق أهدافها ، إلا أن الشعب ما زال يريد الأكثر - وهذا حقه - لاسيما وأن هناك شهداء سقطوا في الثورة ، ولابد وأن يكون ثمن دمائهم غاليا ، وأن تحقق الثورة أهدافها كاملة ، ولن تكتفي الثورة بأن يقدم كبش فداء لأخرين يجب محاسبتهم ، بعد أن ضج الجميع بصور الفساد الذي سيطر على المشهد المصري ، حتى أصبح قانونا ومنهجا .

يتابع الشعب المصري يوميا أنباء ملاحقة الفاسدين في مصر الذي أساءوا لـ " أم الدينا " دون أن يرمش لهم جفن ، وتعاملوا مع البلد بإعتبارها مجرد " سبوبة " وليست بلدا ، رغم أنها بلد عظيم وكبير حتى لو كره الفاسدون والمفسدين ، وأزمتها دائما كانت فيمن يتولون مسؤوليتها ، الذين لم يقدروا حجم مصر ، وعلم المصريون الأن أن يلدهم لا تحتاج للعطايا والمعونات ، بعد أن علموا بحجم الأموال المنهوبة ، ولن يكتفي الشعب المصري بسقوط رموز الفساد ، بل لن يشف غليلهم إلا بعد أن يسقط كل الفاسدين ، الذين تطول قائمتهم ، رغم محاولات الدفاع الفاشلة عن البعض منهم ، ومن فسد وأفسد عليه أن يدفع الثمن من سمعته ومستقبله دون أن يكون من حقه الشكوى " ومش عاوز أسمع كلام من نوعية أن هذا رجل كبير وطاعن في السن " لأن هذا الكبير الطاعن في السن لم يتذكر ذلك وهو يسرق ويفسد مستقبل البلد .

الوسط الرياضي يشهد هذه الأيام حالة من الغضب ، بسبب عدم سقوط الفسدة بداخله ، ويريد الجميع تطهير الوسط من هؤلاء ، بعد أن اساءوا له مثلما فعل أهل السياسة والإقتصاد ، إلا أنه على الغاضبين من أهل الرياضة أن ينتظروا قليلا لأن هناك أولويات أمام جهات التحقيق التي تكتظ مكاتبهم بالمستندات التي تدين كبار الفاسدين ، ومؤكد أن ملف الرياضة سيفتح في يوم ما عن قريب .

مظاهر الفساد في الوسط الرياضي لا تعد ولا تحصى ، وكان أحدثها ما خرج به إجتماع مجلس إدارة النادي الأهلي الأخير ، عندما خرجت علينا اللجنة الإعلامية للنادي بتصريحات في وسائل الإعلام تؤكد أن النادي سيلاحق كل من أساء لرئيس النادي حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب قضائيا ، لتؤسس لنظرية جديدة للفساد ، رغم أن الإنتقادات التي وجهت للإثنين في الفترة الأخيرة كانت تخص أعمالهما الخاصة والأراضي التي حصلا عليها في الغردقة ومرسى علم وغيرها وليس لها علاقة بالنادي الأهلي .

ما جاء في إجتماع النادي الأهلي من ملاحقة منتقدي حمدي والخطيب قضائيا ، هو نوع من الفساد ، لأن رئيس النادي الأهلي ونائبه ، يحاولان الإحتماء بجماهيرية النادي ، وتصورا أن هذه الجماهيرية ستحميهما ، بعد فتح ملف الفساد ، وإذا ثبت إدانتهما فلن تحميهما تلك الجماهيرية ، كما أن جماهير الأهلي لن توافق على أن يكون على رأس إدارة ناديهم فاسد ، وهو النادي الذي رفع منذ سنوات شعار القيم والمياديء ، ونحن في شوق ولهفه لهذه الملاحقة القضائية حتى نعرف كل من أساء لرئيس ونائب رئيس النادي الأهلي ، وما كان يجب أن يضع النادي الأهلي نفسه في موقف المدافع عن أحد لا يمت له ، فالإنتقادات والإتهامات التي وجهت لحسن حمدي ومحمود الخطيب ، ليس لها علاقة بالنادي الأهلي ، ولكن كان لها علاقة بالفساد خارج النادي ، خاصة وأن ملف الفساد في الأندية لم يفتح بعد .

الفساد في الوسط الرياضي أزكم الأنوف منذ سنوات طويلة ، وتحدثت عنه العديد من وسائل الإعلام طوال هذه السنوات ولا مجيب ، خاصة وأن الفساد كان هو القانون والشرع في مصر ، ولأن الحديث عن الفساد في الرياضة لم يكن يزعج أحدا من الكبار في " مصر القديمة " فلم يكن له رد فعل ، بل كان هو المسموح فيه بالكلام ، لأنه كان نوعا من حلة البخار التي إبتدعها النظام السابق ، فمنذ أن عرفت مصر طريق ما يسموا أنفسهم بـ " رجال الاعمال " بدأ طريق الفساد بشكل غير مسبوق ، وعرفنا ما يطلق عليهم بـ " الجماهير المؤجرة " للهتاف ضد أو مع ، وكان هذا بداية الطريق الطويل .

كانت الخطوة الثانية على طريق الفساد هو المقابل المادي الذي يتقاضاه اللاعبين في مصر ، وهو المقابل المادي الذي لا يتناسب مع إمكانيات البلد إقتصاديا ولا مع إمكانيات هؤلاء اللاعبين فنيا ، وتسبب في ذلك ظهور رجال الأعمال في الرياضة ، وبعدها سمعنا عن التلاعب في المزايدات داخل الأندية والإتحادات والقبض من تحت " الترابيزة " بالإضافة إلى المجاملات الواضحة للأندية الكبيرة على حساب الأندية الصغيرة ، وضاع الحق والعدل بين الجميع ، ولم يلتفت أحد لهذه الأندية التي تصنع تاريخ الرياضة المصرية ، ويكفي أن ناديا مثل غزل المحلة الذي كان كبيرا في يوما ما ، خرج منه كل خط دفاع المنتخب المصري في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة التي فاز بها المنتخب المصري ، وهبط للدرجة الثانية وقد لا يعود بسبب هذا الفساد " أحمد المحمدي ووائل جمعة ومحمود فتح الله ومحمد عبد الشافي " .

وإستشرى الفساد في الوسط الرياضي بظهور المسؤولبن بالإتحادات خاصة إتحاد الكرة ولاعبي كرة القدم السابقين ، للعمل في وسائل الإعلام ، ووجدناهم يدفعون بالحق والباطل عن إتحادهم ، وأساءوا للعمل الإعلامي بجهلهم ، وكانت كل إمكانياتهم وقدراتهم أنهم لاعبين سابقين أو مسؤولين في الإتحاد ، ولكن كل هؤلاء سيختفون قريبا بعد أن يسقط فساد الرياضة ، فلكل زمن رجالة ونجومه ، ومن طبل ورقص لنظام فاسد لن يجد لنفسه مكانا في " مصر الجديدة " التي ستصنع بسواعد أبنائها ممن لم ينافقوا سابقا ، وللحديث بقية عن الفساد !!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات