كتب : وكالات
كانت النتيجة متوقفة عند فوز الزمالك على الإفريقي بهدفين لهدف في جولة الإياب، وهي النتيجة التي لم تكن تخدم الفريق المصري كونه خسر ذهابا في تونس بأربعة أهداف لهدفين.
ومع الدقائق الأخيرة من المباراة، اندفع الجمهور - مستغلا غياب التواجد الأمني بشكل مكثف - إلى أرض الملعب واعتدى بعضهم على طاقم التحكيم ولاعبي الإفريقي.
وأحاط لاعبو الزمالك بزملائهم من الإفريقي حتى لا يتعرض أحد من التوانسة لاعتداء جماهيري، حتى نجح الأمن في إبعاد لاعبي الفريق الضيف عن الأحداث المؤسفة.
وظهرت خلال مناوشات الجماهير مع لاعبي الإفريقي أسلحة بيضاء استخدمها المنفلتون في تحطيم وإفساد منشآت استاد القاهرة.
وتأتي تلك الأحداث في وقت قاتل بالنظر إلى أن اتحاد الكرة كان يستعد لاستئناف المسابقة المحلية منتصف ابريل.
وتعاني مصر من أزمة بسبب فراغ أمني حدث خلال فترة الثورة المصرية وما بعدها، لكن الأوضاع كانت في طريقها للتحسن قبل تلك الواقعة.
وربما يأتي نزول الجماهير المصرية إلى أرض الملعب كنوع من الرد على المشجعين التونسيين الذين اقتحموا الملعب المستضيف لمباراة الذهاب.
فخلال مباراة الذهاب، دخل اثنان من الجماهير التونسية ملعب الإفريقي واتهمهما حسام حسن المدير الفني للزمالك بتشتيت تركيز الفريق الأبيض.
وترددت تقارير تشير إلى قول إبراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك إنه سيرد الدين لجماهير الإفريقي، ويترك مشجعو الفريق الأبيض ينزلون استاد القاهرة في مباراة العودة.
وبغض النظر عما سيقرره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بشأن ما حدث، ودع الزمالك دوري أبطال إفريقيا مبكرا برغم فوزه على الإفريقي التونسي بهدفين لهدف ضمن جولة الإياب من دور الـ32.
سجل محمود فتح الله وحسين ياسر هدفي الزمالك في الدقيقتين 38 و45، وقتل وسام بن يحيى حلم الفريق الأبيض بإحرازه هدفا للإفريقي في الدقيقة 38.
وفشل الزمالك في استثمار الحضور الجماهيري الحاشد في مدرجات استاد القاهرة، ليودع الفريق البطولة ويكتفي بمطاردة الدوري الممتاز هذا الموسم في سعيه للعودة إلى منصات التتويج.
جدد حسام حسن المدير الفني للزمالك ثقته في هاني سعيد لشغل منصب الارتكاز الدفاعي بجوار حسن مصطفى على حساب إبراهيم صلاح.
واعتمد العميد على عمر جابر لشغل مركز الظهير الأيمن بدلا من أحمد غانم سلطان، ولعب النجم الشاب بجوار محمد عبد الشافي ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي في الخط الخلفي.
ومع نزول الصفتي أرض الملعب، تلقى هتافا كبيرا من جماهير الزمالك التي دعمت اللاعب وأغلقت صفحة انتقاده على مستواه في مباراة الذهاب أمام الإفريقي.
استهدف لاعبو الزمالك بتمريراتهم رأس أحمد جعفر رأس حربة الفريق، وذلك حتى يسقطها داخل منطقة جزاء الإفريقي ويساهم في فرص للفريق الأبيض.
لكن جعفر أخطأ في توجيه أكثر من كرة عالية وصلته سواء من محمود عبد الرازق "شيكابالا" أو محمد عبد الشافي طوال الـ20 دقيقة الأولى من المباراة.
ثم نجح اللاعب في تحويل إحدى عرضيات عبد الشافي إلى فرصة للزمالك استغلها حسين ياسر النشيط في الحصول على ركلة جزاء من كريم العواضي لاعب الإفريقي.
وصوب فتح الله ركلة الجزاء بإتقان على يسار حارس مرمى الإفريقي عادل النفزي، معلنا الهدف الأول للزمالك.
وكثرت تحركات ياسر الهجومية لكنه لم يجد معاونة خاصة من محمد إبراهيم بعدما عابت تمريراته الافتقار للدقة.
وفي تلك الأثناء خطف الإفريقي هدفا على عكس مجريات اللاعب من ركلة حرة نفذها وسام بن يحيى بقوة لتركض 40 مترا وتغالط عبد الواحد السيد حارس الزمالك.
وبعدما باتت الحسابات أكثر تعقيدا، دفع حسام حسن بحازم إمام على حساب محمد إبراهيم لزيادة الفاعلية الهجومية البيضاء.
ومن أول هجمة لإمام، نجح اللاعب بمهارته في إرسال عرضية سجلها ياسر بنجاح، مشعلا المدرجات والأمل الأبيض من جديد.
لكن الإفريقي سيطر على إيقاع اللعب في الشوط الثاني لتركيز الفريق الأبيض الهجومي على الكرات الطولية، بالإضافة للسقوط المستمر من لاعبي الفريق التونسي لإهدار الوقت وإحباط عزيمة الزمالك.
وكاد بن يحيى أن يخطف هدفا ثانيا للإفريقي يصعب أكثر مهمة الزمالك لولا يقظة عبد الواحد السيد في التعامل مع رأسية لاعب الفريق التونسي.
وحصل الزمالك على ميزة جديدة مع الدقيقة 60 حين خرج بلال العيفة مطرودا بناء على إنذاره للمرة الثانية في المباراة.
ودفع العميد بالمهاجم الإيفواري أبو كوني في موقع حسن مصطفى لتنشيط الهجوم أكثر، وكاد اللاعب غير الدولي أن يسجل من هجمة مرتدة مع شيكابالا.
لكن حارس الإفريقي انتبه للهجمة وأنهاها بتدخل قوي بيده ليرد تصويبة شيكابالا ويحول دون متابعة أبو كوني للفرصة.
ومنح حكم المباراة فرصة إضافية للزمالك لإحراز هدف النصر بإعلانه احتساب ست دقائق كوقت بدل من ضائع.
وحصل الزمالك على ركلة حرة نٌفذت وصلت رأس أحمد جعفر الذي أودعها الشباك التونسية، فقط ليكتشف أن حكم الراية احتسب اللقطة تسللا على الفريق الأبيض وألغى الهدف.
ونزل جمهور الزمالك أرض الملعب بكثافة عددية للتعبير عن غضبهم وإفساد المباراة.