كتب : أحمد عز الدين
فأخر نتيجة إيجابية لريال مدريد مع برشلونة تعود لعام 2008، إذ من بعدها اكتسح البلوجرانا منافسه الأزلي في خمس مباريات متتالية حتى جاء التعادل في 2011.
وأفلت جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد من خسارة ثانية كاد أن يتعرض لها وهو مدرب للبلانكو، بعد الهزيمة المذلة للفريق في الذهاب بخماسية نظيفة.
واستمر برشلونة متصدرا لجدول ترتيب الدوري الإسباني بفارق ثماني نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثاني.
وحقق ريال مدريد التعادل في أول كلاسيكو ضمن سلسلة مواجهات تشهدها الملاعب الإسبانية خلال أقل من شهر إذ يلتقي الفريقان في يوم الأربعاء على شرف الكأس، ثم يصطدمان مجددا في ذهاب وإياب نصف نهائي دوري الأبطال.
ثوابت تغيرت
نجح أكثر من لاعب في كسر نحسه الخاص بالكلاسيكو، إذ سجل ليونيل ميسي ساحر برشلونة هدفه الأول في فريق يدربه مورينيو، وذلك عن طريق ركلة جزاء أحرزها في الدقيقة 53.
وبات ميسي أكثر لاعبي برشلونة تسجيلا للأهداف في ملعب سانتياجو برنابيو برصيد أربعة أهداف، متخطيا رموز كبيرة في عالم الساحرة المستديرة مثل ريفالدو ورونالدينيو.
كما أحرز كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد أول هدف له في مرمى برشلونة، وذلك من ركلة جزاء أيضا في الدقيقة 82.
وتوقف السجل الرائع لجوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة عند خمسة انتصارات متتالية حققها ضد ريال مدريد، متفوقا على مدربين مثل خواندي راموس ومانويل بيللجريني ومورينيو في الذهاب.
طرد جديد
وشهدت المباراة لعب ريال مدريد 38 دقيقة بعشرة لاعبين بعد خروج راؤول ألبيول قلب الدفاع الدولي مطرودا في الدقيقة 52 لعرقلته ديفيد بيا داخل منطقة جزاء الميرنجي.
المثير أن مورينيو قبل المباراة توقع أن يخرج لاعب مطرودا من جانب فريقه، كونه دائما يعاني من هذه المشكلة في مواجهاته مع برشلونة.
بل وتهكم مورينيو على حقيقة أن مواجهاته السابقة مع برشلونة شهدت طرد ثلاثة لاعبين هم ديدييه دروجبا وإسير ديل أورنو وتياجو موتا، وقال إنه سيدرب ريال مدريد على اللعب بعشرة لاعبين.
بيبي في الوسط
بالعودة إلى أحداث المباراة، فقد باغت مورينيو منافسه واعتمد على اسلوب دفاعي بأن وضع قلب الدفاع بيبي في وسط الملعب لزيادة تأمين الملعب وراء سامي خضيرا وشابي ألونسو.
ولجأ مورينيو إلى بيبي لرقابة مفاتيح لعب برشلونة وضغط البلوجرانا ثم استعادة الكرة منهم، قبل الانطلاق في مرتدات يقودها كريستيانو رونالدو وأنخل دي ماريا وكريم بنزيمة.
في حين لعب برشلونة بطريقته الهجومية المعتادة بوجود ميسي مع بيا وبيدرو رودريجز أمام شابي هرنانديز وأندريس إنيستا، ما أهله للسيطرة على الكرة بنسبة بلغت على سبيل القياس 75% حتى منتصف الشوط الأول.
اسلوب ريال مدريد الدفاعي أثمر عن مباراة السيطرة فيها كلية لبرشلونة، مع ساتر دفاعي أبيض يقطع الكرة بنجاح، لكنه لا يجيد الخروج بها في مرتدات.
ومن فرط تركيز دفاع ريال مدريد في رقابة ميسي، كاد مارسيللو الظهير الأيمن للبلانكو أن يصيب حكم الراية إذ اصطدم به أثناء محاولته قطع الكرة من الساحر الأرجنتيني.
لكن ميسي هرب من رقابة كل مدافعي ريال مدريد مع الدقيقة 18 وانفرد بمرمى إيكير كاسياس، إلا أن رغبته في وضع الكرة بطريقة استعراضية من فوق الحارس الدولي أدت إلى ضياع الفرصة على برشلونة.
وفي الدقيقة 21، بدأ ريال مدريد في التقدم الحثيث نحو مرمى برشلونة وخرج من قواعده الدفاعية، وكاد الفريق أن يسجل من تصويبة لبنزيمة صدها حارس البلوجرانا فيكتور فالديز.
وعاب ريال مدريد في هجماته المرتدة افتقاد دي ماريا للدقة في لمسته الأخيرة سواء كان يحاول التمرير لرونالدو أو التصويب في المرمى مباشرة.
وانتهى الشوط الأول سلبيا بهجمة عنترية لميسي استغل فيها مهارته وركض بأربعة من مدافعي ريال مدريد، لكن كاسياس أنقذ فريقه وتصدى للكرة في الدقيقة 43.
مع الشوط الثاني، خرج ريال مدريد أكثر للهجوم، وكاد الفريق الملكي أن يتقدم من ركلة حرة لرونالدو، ردها القائم الأيمن لبرشلونة.
ويمكن القول إن هجوم ريال مدريد أثمر عن مساحات في دفاع الفريق استغلها برشلونة بتمريرات نجومه البينية.
بيا تلقى بينية رائعة استغل فيها افتقاد قلب دفاع ريال مدريد راؤول ألبيول للتركيز، فاضطر الأخير لعرقلته وخرج مطرودا.
وسجل برشلونة هدف تقدمه من ركلة الجزاء عن طريق ميسي الذي ينافس رونالدو على لقب هداف الليجا هذا الموسم بشراسة واضحة.
الطرد أربك حسابات مورينيو، وهيمن لاعبو برشلونة على إيقاع اللعب عن طريق التمريرات القصيرة المميزة لنجوم البلوجرانا.
المدرب البرتغالي تحرك سريعا بإشراك ميسوت أوزيل وألفارو أربيلوا وإيمانويل أديبايور في موقع بنزيمة ودي ماريا وشابي ألونسو.
وزامن تغييرات مورينيو تعرض كارليس بويول مدافع برشلونة للإصابة، ما فتح مجالا أمام ريال مدريد للعودة إلى أجواء اللقاء.
ونشط أوزيل ريال مدريد كثيرا، حتى حصل مارسيللو على ركلة جزاء إثر تعرضه لعرقلة من داني ألفيش الظهير الأيمن لبرشلونة، سجل منها رونالدو هدف الأول في البلوجرانا وخطف تعادلا مثيرا لفريقه الملكي.