كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 20 أبريل 2011 - 22:13

هيافة بتوع الكورة

تعيش مصر منذ يوم 25 يناير الماضي ، أحداثا جسام ، وتزايدت حدة الأحداث في الأسابيع القليلة الماضية بالقبض وحبس عددا من المسؤولين الكبار في النظام السابق ، على خلفية تحقيقات تجرى معهم في قضايا فساد وقتل المتظاهرين ، وزادت حرارة المشهد القضائي أكثر الإسبوع الماضي بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ،على ذمة قضايا مختلفة ، ووسط كل هذا الزخم يخرج علينا مسؤولي أندية الدوري بضجيج لا يشعر به غيرهم ، محاولين إسقاط مجلس إدارة إتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر ، بداعي الفساد .

المبرر الذي خرج به مسؤولي أندية كرة القدم لإسقاط إتحاد كرة القدم ، هزلي في وقت الجد ، خاصة وأن هؤلاء المسؤولين هم أنفسهم من إنتخبوا هذا المجلس ، كما أن وقائع الفساد داخل إتحاد الكرة غير خافية على أحد على مدار سنوات طويلة مضت ، وبح صوت عدد من وسائل الإعلام التي كانت تسعى لمحاربة الفساد في وقت كان الفساد هو الشرع والقانون في مصر ، ولم تحرك هذه الأندية ساكنا ، وكانت تتعايش مع مسؤولي الجبلاية .

لم يلفت نظر مسؤولي الأندية الذي يرفعون الأن معاول هدم الفساد داخل إتحاد الكرة كل ما كتب وقيل في وسائل الإعلام ، بل ظلوا على حالهم " المايل " ولا أبالغ إذا قلت أن من يطالبون الأن برحيل إتحاد الكرة ساهموا بدور غير قليل في هذا الفساد الذي يتحدثون عن ضرورة محاربته الأن ، ويحاولون حاليا إقناع الرأي العام أنهم ضد الفساد في ظاهرة غير مقبولة ، وعلى كل " بتوع الكورة " أن يبتعدوا الأن عن المشهد الكروي ، لأنهم جميعا فاسدين ، بصورة لا تقل عن فساد إتحاد الكرة .

أين كان أعضاء الجمعية العمومية " الأشواس " من قرار إتحاد الكرة بإلغاء مزايدة بيع حقوقه الذي شابه الكثير من التواطؤ ؟ أين كان " رجال " الأندية من إلتفاف الإتحاد على قرارات الجمعية العمومية ؟ أين كانوا من التلاعب الذي حدث من قبل في قوائم الأندية ما بين 25 و30 لاعبا لصالح أندية بعينها ؟ أين كان هؤلاء من تقارير مراقب الحسابات على مدار سنوات والذي أكد على وجود مخالفات مالية في الإتحاد ؟ كلها أسئلة إذا أجاب عنها روؤساء الأندية الغاضبين حاليا بشفافية فمن حقهم الأن لعب دور الرجل الشريف .

غير مقبول الأن أن يركب بعض مسؤولي الأندية موجة محاربة الفساد ، لمحاولة تبرئة ساحتهم مما حدث منهم سابقا ، والغريب أن الغاضبين حاليا لا يختلفون كثيرا من الموجودين داخل الجبلاية ، فهم من أتوا بهم أكثر من مرة لإدارة اللعبة ، ويقابلون بعضهم البعض بالأحضان في المناسبات المختلفة ، وإذا كانت الجمعية العمومية البالغة ما يقرب من 114 ناديا لا تستطيع حشد 38 ناديا لسحب الثقة من الإتحاد ، فمن الأولى بهم أن يتواروا خجلا ولا نريد أن نسمع لهم صوتا ولا نرى وجوههم ، والأرجح أن رئيس الإتحاد سمير زاهر ، سينجح في إفشال مخطط إسقاط إتحاده ، لأنه يعرف جيدا نوعية هؤلاء الغاضبين مؤقتا ، وسيرمي لبعضهم "لقمة " يشغله بها ، ولنا في إستمالة أحد أكبر الأشواس " سابقا " إيهاب صالح ، بمنصب المدير التنفيذي أسوة حسنة .

- كثر الحديث في الأونة الأخيرة الحديث عن تورط رئيس النادي الأهلي حسن حمدي ، في قضايا فساد تخص عمله كمشرف على إحدى الوكالات الإعلانية الكبيرة ، وهو أمر غير مقبول سواء على شخصه أو على النادي الأهلي الذي يمثل الملايين من محبي كرة القدم في كل أرجاء الوطن العربي ، وأصبحت تلك الإشارات والايماءات غير مقبولة ، لأنه في النهاية لا يمثل نفسه بل يمثل الملايين من مشجعي ناديه .

الصمت الأن بالنسبة لحسن حمدي لم يعد مقبولا ، ولابد وأن يتقدم هو بنفسه ببلاغ لصديقه النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود ، يطلب فيه التحقيق معه في كل ما ينسب إليه ، ليبرأ ساحته أمام الرأي العام وجماهير الأهلي العريضة ، خاصة وأن التلميحات الموجود حاليا في الشارع المصري بصفة عامة والشارع الكروي بصفة خاصة ، لم تعد منطقية ولا مقبولة ، وتشير تلك التلميحات إلى حمايته من جانب النائب العام في ظل الصداقة الحميمة القديمة التي تجمع بينهما ، وهو أمرغير مقبول عليهما ، لأن كل منهما لا يمثل نفسه بل يمثل الملايين ، فالنائب العام هو محامي الشعب ، وحسن حمدي هو رئيس أحد أكبر أندية أفريقيا والشرق الاوسط ، فهل يفعلها حسن حمدي ؟ ننتظر الإجابة عمليا !

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات