وليد الحسيني

حسني وحسن .. الفارق بينهما "ياء"!

منذ أن أعلن النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود ، عن القبض على الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، وحبسه إحتياطيا على ذمة تحقيقات في قضايا فساد وقتل المتظاهرين ، والرأي العام مشغول.
الخميس، 05 مايو 2011 - 19:10
منذ أن أعلن النائب العام المستشار د. عبد المجيد محمود ، عن القبض على الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، وحبسه إحتياطيا على ذمة تحقيقات في قضايا فساد وقتل المتظاهرين ، والرأي العام مشغول.

ولا يقل انشغال الرأي العام بمتابعة هذا الأمر عن إنشغاله بمتابعة أخبار إلقاء القبض على بقية رجال النظام، الموجودين حاليا في سجن طرة ، ومليارات الجنيهات التي يمتلكها رموز هذا النظام ، وكأننا في "مغارة على بابا"، بعد أن حولوا مصر إلى "سبوبة"

ومنذ أن أعلن النائب العام ، عن إحالة رئيس النادي الأهلي حسن حمدي ، لقاضي التحقيقات بوزارة العدل ، للتحقيق معه في عدد من البلاغات التي قدمت ضده بتهمة إهدار المال العام في الوكالة الإعلانية التي يشرف عليها ، إنشغل الرأي العام الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة بهذا القرار ، خاصة وأن التلميحات والإشارات والإيماءات طالت حمدي منذ عدة سنوات .

يترقب عدد من المتابعين لرئيس النادي الاهلي ، الموقف عن كثب ، وما إذا كان حسن حمدي ، ستتم إدانته في التحقيقات من عدمه ، خاصة وأنه يمثل ملايين المشجعين للنادي الأهلي ، ويشكك البعض في إمكانية إدانة حسن حمدي إستنادا على جماهيرية النادي الأهلي.

هذا التشكيك ليس في محله ، إذا كان مستندا فقط على شعبية الأهلي ، لأن رئيس النادي الأهلي ليس أقوى من رئيس الجمهورية السابق ، كما أن النائب العام لن يخاطر بسمعته من أجل صداقته بحمدي ، وهو الذي أصر على إلقاء القبض على رئيس الجمهورية السابق برغم معارضة البعض ، ولن يبرئ حسن حمدي سوى عمله وحسن سيرته .

هناك أوجه شبه عديدة بين حسني مبارك وحسن حمدي ، فكليهما خلفه الملايين من المناصرين والمعارضين ، فـ " حسني مبارك " ، كان يؤكد أنه يحكم أكبر بلد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، وحسن حمدي ، هو رئيس أكبر ناد في الشرق الأوسط وأفريقيا ، كما أن كل منهما كان يختال بقدرته على التحكم في هذه الملايين.

الرئيس المصري السابق كان يؤكد على قدرته بالسيطرة على الغاضبين عليه ، و حسن حمدي يؤكد نفس المقولة ، وحسني مبارك ظل على مدار 30 عاما يؤكد أنه الرجل الأقوى في مصر حتى وقع على يد شباب مصر، وحسن حمدي يؤكد أنه الرجل الأقوى في النادي الأهلي ، من المصادفات الغريبة أن حسني وحسن ، يجمعان نفس الحروف في أسمائهما والفارق بينهما " ياء " فقط ، وأل الحال بالرئيس المصري إلى الحبس .

البلاغات التي قدمت ضد حسن حمدي ، جاءت من قبل عدد من مسؤولي المؤسسة التي تمتلك الوكالة الإعلانية التي يشرف عليها ، وقدموا مستندات تدين رئيس النادي الأهلي - من وجهة نظرهم - وسيأخذ التحقيق فيها طريقه للوصول إلى الحقيقة ، فإذا أدين فإنه سيواجه نفس مصير حسني.

البعض يستند في سلامة موقف حسن حمدي ، على أنه واجه نفس الإتهامات في الماضي ، وخرج منها سالما ، ولكن لابد وأن نضع في الإعتبار متغيرا هاما وحاسما ، ألا وهو أن النظام تبدل ، والزمن لم يعد نفس الزمن ، بدليل أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان ، سبق له وواجه نفس الموقف الذي يواجهه حسن حمدي.

خرج سليمان بريئا من قبل، وهو الأن في سجن طرة مع بقية أصدقائه ، بعد أن قدم لمحاكمة في ظل نظام مختلف ، وليس معنى عدم إدانته من قبل أنه كان ناصع البياض ، فلم تعد للمجاملات مكانا في مصر الجديدة ، أو هكذا نأمل .

إستناد البعض على أن جماهيرية النادي الأهلي ، ستحمي حسن حمدي ، في غير محله ، لأن جماهير الأهلي لن تقبل أن يكون رئيس ناديهم شخصا متهما بإهدار المال العام ، ولن تحميه ولن توافق على حمايته ، خاصة وأن مصر تستعيد نفسها من جديد ، وتبني بلدا القانون فيها هو الحكم وليس غيره ، بعد أن إكتوت بنار الفساد الذي حمى العديد من المسؤولين السابقين.

المسؤولون السابقون هؤلاء لا يجدون من يحميهم من غضب الجماهير التي خرجت في ميادين مصر لإسقاط الفساد ، كما أن التعاطف وحده لا يكفي ، ولم يعد للتعاطف مكانا ، وإلا فليقل لنا من يطالبوننا بالتعاطف مع كل " عزيز قوم " ماذا فعلت الأنظمة السابقة مع الرئيس الراحل محمد نجيب ، الذي مات مقهورا ومسحوقا بعد ان عاش في بلده غريبا لأسباب غير مفهومة حتى الأن .

على الهامش:

اليوم يحتفل الرئيس السابق بعيد ميلاده الـ 83 ، حيث ولد في 4 مايو عام 1928، وشاءت الأقدار أن يفتتح سجن طرة ، الذي أصبح أشهر سجن في العالم خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن حل فيه كبار مسؤولي النظام المصري السابق ، في نفس اليوم والشهر والعام الذي ولد فيه الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، نقطة ومن أول السطر!