كتب : شريف حسن | الإثنين، 09 مايو 2011 - 13:45
شماريخ الحرية
أضاءت مجموعات الأولتراس الداعمة للأهلي سماء استاد القاهرة بالشماريخ الحمراء خلال لقاء العودة أمام زيسكو الزامبي، ولولا رحمة الأقدار لألغيت المباراة بعد إصابة لاعب الضيوف داخل الملعب.
المنظر كان رائعا وخلابا وبالفعل يدخل الرعب في قلوب أعتى المنافسين، ولكنه أيضا يجلب الخوف إلى قلوب أقوى المناصرين.
فحكم المباراة أوقف اللقاء وكاد أن يلغيه بسبب إصابة لاعب زيسكو وخرجه من الملعب، ورغم تحفظي على مدى إصابته "الوهمية" ولكن جماهير الأهلي هي من منحت بأيديها ألاعيب للمنافس لقلب الطاولة.
يجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال وندعي أن ما حدث من قلة ومجموعة مدسوسة أو مخطط خارجي كما كان يفعل النظام السابق، ولكن علينا أن نواجه مشاكلنا بجرأة حتى نتمكن من حلها.
أقدر تماما دور جماعات الأولتراس في دعم فرقها والوقوف بجانبها في أصعب الظروف، ولكنهم مازالوا في حاجة إلى توعية وتثقيف بشكل أكبر وأعمق.
فقد يظن البعض أن شباب الأولتراس يستخدم الشماريخ لمجرد الغياب الأمني أو للانتقام من الكبت الشرطي الذي حاصرهم منذ سنوات، ولكني على يقين بأن لديهم أسباب أكثر منطقية تتعلق بمدى رغبتهم في دعم فريقهم.
فمن معرفتي الشخصية بالعديد من قيادات وأعضاء الأولتراس فهم أكثر وعيا وثقافة ممن يريد توجيه رسائل النصح لهم، لذا قد لا يتقبلون في الكثير من الأحيان العديد من توجيهات وأوامر (أفعل ولا تفعل) التي حاصرتنا جميعا في العصر البائد.
وأعلم تماما أن شباب هذه المجموعات لا يرتكبون هذا السلوك من أجل الانتقام من الأمن داخل المدرجات كما فعل الكثيرون في أقسام الشرطة، ولكنهم يبحثون فقط عن حرية مفقودة منذ سنوات.
الحرية في دخول المدرجات وحمل الأعلام والدفوف والدخلات، وعدم التعامل معهم على أنهم إرهابيين أو مجرمي حرب.
ولكن هل تعني الحرية أن تفعل كل ما منعت منه حتى لو أدى ذلك إلى خسارة فريقك؟
وهنا يجب أن تأتي الإجابة من مرجعية "Mentality" الأولتراس التي يعتمد عليها هؤلاء الشباب لنعرف ما إذا كان ما جرى صحيح أم لا؟
فأولى قواعد الأولتراس تحتم على فرد المجموعة القيام بكل ما يملك لـ"خدمة" فريقه ودعمه لتحقيق الانتصارات.
ولا أتحفظ هنا على إشعال الشماريخ، ولكن على الإسراف الكبير في استخدامها بداعي ودون داع بل وإطلاق الشماريخ الطائرة "الباراشوت" التي قد تتسبب في إصابة اللاعبين أو تغريم النادي مبالغ طائلة قد يحتاجها لدعم صفوفه.
فهل إصابة أي لاعب سواء من فريقك أو منافسك أو تحميل ناديك غرامة مالية يندرج تحت بند الخدمة والدعم والمؤازرة؟ بالطبع لا، لذا فعلينا تطوير العقلية.
فالمنظر والـShow جانب من قواعد الأولتراس ولكنه ليس أساسا في مرجعية هذه المجموعات التي عليها ألا تنساق فقط وراء ما يحدث في الخارج وألا حدث ما لا يحمد عقباه.
فشباب الأولتراس الذين كانوا على قدر المسؤولية في المشاركة في ثورة مصر وحمايتها إبان "موقعة الجمل" عليهم الآن تحمل مسؤولياتهم لصالح أنديتهم ومجتمعهم داخل المدرجات.
فإذا كان هؤلاء الشباب هم أول من نادوا بالحرية قبيل الثورة، فعليهم الآن أن يضربوا المثل في كيفية التعامل مع الحرية بمسؤولية.
ملحوظة أخيرة: اقتحامات وشغب الملاعب انتشر في بلدان أكثر تقدما وحرية من مصر مثل ألمانيا واليونان وبولندا وتركيا، وجميعهم يتعاملون مع الأمر بعقلانية ودراسة، أما نحن فمازالت كل مشاكلنا سببها "القلة المندسة".
مقالات أخرى للكاتب
-
حاكموا ممنوع الذكر الثلاثاء، 10 فبراير 2015 - 17:47
-
متعب دروجبا الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 13:20
-
لجنة "لا مؤاخذة" مرتضى منصور الأحد، 07 سبتمبر 2014 - 12:47
-
شوبير ومرتضى .. التجارة مع الشيطان الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 - 15:44