أصدر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عقوبات بالجملة على العديد من الأندية المشاركة في بطولاته القارية على أمل فرض سيطرة مبكرة على التجاوزات المتتالية من الجماهير والفرق في البطولات الإفريقية.
ولكن أسلوب معاقبة الجميع بدءا من استبعاد مازيمبي (حامل اللقب) في آخر بطولتين وتغريم الأهلي (نادي القرن) وحرمانه من جماهيره ليست مثالية، وذلك في ظل التغاضي عن العديد من الوقائع الأخرى.
عقوبة الأهلي بحسب بيان الكاف جاءت بسبب "الاستخدام المفرط للألعاب النارية (الشماريخ) وتوقف المباراة لإصابة أحد لاعبي الضيوف".
في البداية يجب ألا ننكر أن ما فعلته جماهير الأهلي في مباراة زيسكو يستحق العقاب خاصة بعد إصابة أحد لاعبي الضيوف، ولكن هل هذه هي العقوبة المثالية؟
في أي منظمة في العالم أساس العدل يأتي من وضع لائحة موحدة تطبق على جميع المشاركين مهما كان اسمهم أو ظروفهم أو مكانهم، ولكن قواعد الكاف تتغير كل يوم.
فدعونا نتذكر مباراة الأهلي أمام شبيبة القبائل بالجزائر في الموسم الماضي عندما ضربت الجماهير المحلية حافلة الفريق الأحمر وأصابت المهاجم أسامة حسني قبل أن تشعل الشماريخ بكثافة وتلقيها مع قنابل الصوت داخل الملعب.
وقتها وقع الكاف عقوبة مالية قدرها 25 ألف دولار فقط، بدون حرمان الجماهير من مباريات أو توضيح مصير استخدام الشماريخ والألعاب النارية.
وفي البطولة نفسها، أشعلت جماهير الترجي التونسي الشماريخ في لقاء وفاق سطيف الجزائري وألقتها على لاعبي الضيوف، قبل أن تكرر الأمر نفسه في القاهرة وتعتدي على رجال الأمن في منظر أثار استياء الكثيرين.
وبعد الواقعتين اكتفى الاتحاد الإفريقي بتوقيع غرامة مالية قدرها 65 ألف دولار على الترجي دون المساس بحق الجماهير في حضور مباراة فريقها في لقاء العودة أمام الأهلي.
الأمر ليس دفاعا عن سلوك الجماهير الحمراء التي ارتكبت (خطأ) يستحق العقاب، ولكنه للنظر في عدالة العقوبات الموقعة على ممثل مصر الوحيد في البطولة الإفريقية حاليا.
فحرمان الأهلي من جماهيره الكبيرة في مباراة في دوري المجموعات ليس عدلا، لأنه لم يطبق على منافسين ارتكبوا الأخطاء نفسها وفي البطولة ذاتها وبقرار من لجان الكاف أيضا.
ويبدو أن الاتحاد الإفريقي أراد معاقبة كبار إفريقيا (الأهلي ومازيمبي) ليفرض نوعا من الحزم على بطولاته التي شهدت تجاوزات بالجملة في الجولات التمهيدية كنوع من الترهيب لباقي الفرق.
ولكن إذا كان الكاف يريد بالفعل تحقيق العدالة فعليه وضع لائحة عقوبات عادلة ومعلنة قبل اتخاذ القرارات، من أجل أن يعرف كل فريق وجماهيره ما له وما عليه قبل الإقدام على أي فعل.
وعلى الأهلي ألا يترك حقه في الاعتراض واستئناف القرار، لأن تلك الوقائع التي يعاقب عليها دون لوائح هي ما قد يبكي عليها فيما بعد.
فقارنوا بين "طوبة" زيمبابوي التي أطاحت بمصر من كأس العالم، وعشرات الحجارة والشماريخ التي ألقيت على منتخب مصر في الجزائر دون عقاب لتعرفوا معنى السكوت عن الحق.
ملحوظة أخيرة: ما ذكر في المقال عن عدالة اللوائح وضرورة تطبيقها على الجميع موجه أيضا لاتحاد الكرة ولجنة المسابقات.