تلذذ غريب ومريض بهذا الهتاف، خاصة مع تكرار طلبه والإلحاح عليه مع كل هدف يحرزه شيكابالا أو انتصار يحققه الزمالك حتى بات أمرا منتظرا ومعروفا من قبل الجماهير والمتابعين كأنه احتفال طبيعي.
فمنذ اللحظة التي سكنت فيها ركلة الجزاء مرمى سموحة، وجميع قاطني مدرجات "التالتة يمين" تأهبوا لإطلاق هتافهم، خاصة مع اتجاهه إليهم رافعا يديه إلى أذنيه بما يعني "عايز أسمع" وهي الإشارة المتفق عليها.
الإشارة نفسها كانت حاضرة حينما تفاعل شيكابالا أكثر في لقاء المصري البورسعيد وأخذ في ترديد الهتاف المسئ مع جماهيره، وهي الواقعة التي هرب من العقاب بعدها بسبب عدم وجود تسجيل تليفزيوني معتمد أو إشارة من المراقب أو الحكم.
ومن شاهد مقطع الفيديو المنتشر حاليا بعد لقاء سموحة يتأكد من جدوى وفاعلية لغة الإشارة بين نجم من المفترض أنه كبير ومعجبين أغلبهم من صغار السن يغلب عليهم الحماس وربما السذاجة في أحيان أخرى.
فإشارة الاستفهام تصاحب مقطع "أبطال على مين؟" ... والاتجاه بإصبعه نحو مدرجات الزمالك يتزامن مع مقطع "تعالوا شوفوا التالتة يمين" ... أما أكثر لحظات السعادة والنشوة فتظهر على وجهه في مقطع تعرفونه جيدا!
وسيرد بعضهم بالطبع بأن شيكابالا لم يردد هتافات مسيئة، وسوف يرون بلا شك أن محاسبته على هذا الأمر هو من قبيل التلكيك ومحاولة توريطه في أي عقوبة، وهي أقوال حق يراد بها باطل .. وباطل واضح كالشمس.
المؤيدون لسلوكيات شيكابالا تلك والمدافعون عنه إما لا يعرفون معنى كلمة تحريض أو يعرفون ولا يأبهون. فليس بالضرورة أن تشعل النار بيدك كي تكون متهما بالضلوع في الحريق، ولكن يكفي التحريض عليها أو إزكاء لهبها كي تكون شريكا أساسيا في الجريمة.
وشيكابالا لا يترك فرصة إلا ويصب فيها بنزين نجوميته على نيران الحماس والتحفز من قبل جمهور الزمالك تجاه الأهلي ومشجعيه وروابطه، بدلا من لعب الأدوار المطلوبة من النجوم الحقيقيين في هذه المواقف.
ولم يكن شيكابالا صغيرا جدا في السن كي لا يتذكر أوقات كان فيها حازم إمام نجم نجوم الزمالك، ودائما ما يبادر بالذهاب إلى الجماهير ليطالبها بالكف عن السباب وتحويل زئريها لتشجيع الفريق بدلا من إهانة المنافس.
حضر شيكابالا أيضا أيام كان فيها مدحت عبد الهادي المدافع الأول في الزمالك والفتى المدلل لجمهوره، الذي كان حينما يهتف باسمه يتوجه إليه ويشير إليهم إلى شعار النادي على صدره ويطالبهم بالهتاف للفريق وليس لفرد.
سيردون من جديد "أليس جمهور الأهلي هذا هو الذي يسب شيكابالا دائما وبألفاظ بذيئة قد تصل إلى حد العنصرية؟" ولكن ألا يتعرض كل النجوم لهذا الأمر؟
وضع شيكابالا حاليا مثل محمد أبو تريكة في الأهلي وحازم ومدحت وأخرين سابقا في الزمالك كانوا هدفا لهتافات الجمهور لإخراجهم عن تركيزهم والتأثير عليهم معنويا وهو سلوك جماهيري لا يصح أن يكون اللاعبون - وبالذات النجوم منهم - جزءا منه.
وإذا كنت أقول "لا يصح" في المواقف العادية، فهو الآن يرقى لدرجة التحريض على جريمة في ظل الظروف الملتهبة التي تعيشها مصر، والتي تجعل من ملاعب الكرة في المباريات الجماهيرية قنابل موقوتة قد تنفجر في أي مباراة.
ومع كل احتفال تحريضي من شيكابالا ينتهي بهتافات ضد الأهلي، وكل هتاف من الأهلي ضد التوأم والزمالك، يضع هؤلاء وأولئك اللمسة تلو الأخرى على كارثة قد تحدث في لقاء القمة المقبل، خاصة وإذا كان سيحدد بطل الدوري.
كفاكم تحريضا!