وليد الحسيني

حشرات الإعلام!

الفساد الذي دفع بعدد من الناس إلى شاشات التليفزيون لمخاطبة الرأي العام، ويخرجون عليهم بألفاظ أقل ما توصف بأنها "منحطة" وأخذت ذوق الناس للحضيض، دون أن يجدوا من يقول لهم "عيب".
الأربعاء، 25 مايو 2011 - 17:55
بداية أعتذر عن هذا العنوان، لأنه ليس من بين مفرداتي، ولكنه عنوان فرضته الأوضاع المقلوبة التي تعيشها مصر في السنوات الأخيرة، بسبب حالة الفساد التي كان المجتمع المصري يرتع فيها دون حساب، وهو الفساد الذي دفع بعدد من الناس إلى شاشات التليفزيون لمخاطبة الرأي العام، ويخرجون عليهم بألفاظ أقل ما توصف بأنها "منحطة" وأخذت ذوق الناس للحضيض، دون أن يجدوا من يقول لهم "عيب".

خلال الفترة الأخيرة، طل أحد مقدمي البرامج الرياضية، على مشاهديه منتقدا إنفلات الجماهير في الملاعب المختلفة، بإلقاء ما يسمى بـ "الشماريخ" من المدرجات، وأطلق على هؤلاء الشباب لفظ "الحشرات" وهو أمر مسف وعنصري.

فمن حق الإعلامي الحق أن يوجه ما يشاء من إنتقادات طالما كانت منطقية وفي حدود الذوق والأدب، وعليه أن يختار ألفاظه التي يخاطب بها المشاهدين وتناسب الحدث، وغير مقبول أن يصف أحد بـ "الحشرات" حتى لو كانوا مخطئين، لأنه بذلك يسيء للمشاهد الذي جعله حظه العثر أن يشاهد مثل هذه الوجوه.

"الأدب فضلوه عن العلم" هكذا تربى المجتمع المصري، ولكن أن يخرج أحد ممن إقتحموا العمل الإعلامي في زمن الفساد والإفساد، بمثل هذه الأوصاف فهذا غير مقبول، ولا نوجه حديثا الأن لمسؤولي القناة، لأننا نعرف أنهم لا يحركون ساكنا، ولا يهمهم الذوق العام ولا المهنية التي لا يعرفون عنها شيئا بقدر ما تهمهم "السبوبة" ولكننا نلفت نظر المسؤولين عن الإعلام المصري في الدولة، ويجب أن يكون هناك موقف رادع لمثل هؤلاء المنفلتين.

ما حدث من هذه القناة ومن هذا المذيع ليست الواقعة الأولى، بل سبقتها وقائع أخري كان أشهرها واقعة النكتة الجنسية "لا مؤاخذه" التي أطلقها على الهواء مباشرة، وقبلها نكته أخرى مسيئة لشعب دولة شقيقة فعلا لا قولا.

يومها شكل وزير الإعلام السابق أنس الفقي، ما يسمي بلجنة تقصي الحقائق لتوقيع العقاب اللازم رغم أن الأمر لم يكن في حاجة للجان لأن الواقعة أذيعت على الهواء وليس "تحت بير سلم" ولكن لأن الفساد كان هو المسيطر والفاعل الحقيقي في المجتمع لم يحدث شيء ومرت الواقعة دون حساب.

إذا كانت الدولة في مصر - وهى تحاول أن تبني نفسها من جديد – توافق على مثل هذه التصرفات غير المقبولة فلها ما تريد، ولكن سنعرف وقتها أن النظام الذي خرجت الملايين من أجل إسقاطه وأستشهد في سبيله العشرات لم يسقط، وضاع دمهم هدرا، وباق في مكانه يدير البلاد بالفساد الذي إكتوى منه المصريين لسنوات طويلة.

• عقد المجلس القومي للرياضة بدعوة من رئيسه حسن صقر، جلسات إستماع للقوى الرياضية المصرية، حول اللائحة التي ينوى إخراجها للنور، وشهدت تلك الجلسات "مكلمة" طويلة عريضة تحدث فيها الجميع، حول رؤيتهم لشكل اللائحة التي يجب أن تكون.

فات على المهندس حسن صقر ، أنه هو من اخترع اللائحة التي يحاول الأن تعديلها قبل ما يقرب من عامين، رغم أن اللائحة الحالية التي شابها الكثير من الثقوب، كانت من فعله ومن فعله مع مستشاريه القانونيين، والآن يحاول الالتفاف عليها، محاولا إيهام الرأي العام الرياضي بأنه يسعى لإصلاح أخطائها، وكأن هناك مسؤول أخر وضع تلك اللائحة في أمر مثير للدهشة والإستغراب.

ذكرتنا جلسات حسن صقر من القوى الرياضية بجلسات الوفاق القومي والحوار الوطني التي دعت إليها القوى السياسية في الأيام الأخيرة، ولكن الفارق الوحيد أن من دعوا لجلسات "الوفاق والحوار" لم يكونوا في موقع المسؤولية من قبل، على عكس حسن صقر ، المسؤول القديم – الجديد.

وعلى صقر أن يعلم ويعي أن من أفسد ليس مطلوبا منه الإصلاح، ولكن المطلوب منه الرحيل، وهذا ليس موقفا شخصيا، ولكنه موقفا تحتمه على المسؤوليه، وإلا فليقل لنا لماذا أخرج من قبل لائحة معيبة؟ ولماذا يفكر الأن في إصلاحها؟

حسن صقر هو من اخترع اللائحة الحالية المليئة بالثغرات والعيوب، والتي انتقدت من الجميع، ولكنه لم يلتفت إلى كل الإنتقادات التي وجهت إليه من قبل، فهو من ألغى من قبل منصبي نائب الرئيس وأمين الصندوق، كما ألغى مقعدي الشباب في الإنتخابات، والأن يحاول إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مع وضع بعض التعديلات.

السؤال الأن لحسن صقر، هل ستستطيع تطبيق بند الثماني سنوات على الأندية مثلما تطبيق على الإتحادات الرياضية، أم ستخضع لضغوط الأندية الكبيرة؟ رغم أن هناك أندية كبيرة مثل الصيد أعلنت موافقتها على تطبيق الثماني سنوات؟ خاصة وأنه حاول من قبل تطبيق هذا البند ولكنه تراجع تحت ضغط الأندية الكبيرة.

• الموسم الحالي هو أفضل مواسم كرة القدم في السنوات العشر الأخيرة، بعد أن إشتعل الصراع بين الأهلي والزمالك على اللقب، ومن بعيد بعض الشيء يلاحقهما الإسماعيلي، كما لا تقل المنافسة في المؤخرة عن المقدمة، وإن كان صراع المؤخرة من الأمور المعتادة في السنوت الأخيرة، وستظل المنافسة حتى الجولة الأخيرة.

المثير حقا في الموسم الحالي أنه لم تعد هناك نتيجة مباراة معروفة مسبقا كما كان الوضع من قبل، فالزمالك يخسر أمام الجونة، والأهلي يتعادل بشق الأنفس أمام الإنتاج الحربي في الوقت بدل الضائع، والزمالك يقدم سلوكا جديدا عليه، فهو يتمسك بالفوز إلى أخر ثانية، وهو أمر لم يكن معروفا عن الزمالك أو معتادا من لاعبيه، وإحقاقا للحق فقد لعب حسام حسن دورا كبيرا في هذا السلوك الجديد على الزمالك.

التغيير الذي طرأ على مستوى مباريات كرة القدم، لم يتوقف عند الناحية الفنية، بل أن سلوك الجماهير تغير أيضا ولكن للأسف فقد كان التغيير الذي طرأ على الجماهير سلبيا بفعل " الشماريخ " التي تشعل ملاعب كرة القدم والسباب الجماعي الذي أصبح مقطوعة موسيقية سوقية معتادة كل أسبوع.

وتدفع الأندية ثمن تلك السلوكيات، فالأهلي غرم بسبب تلك "الشماريخ" هذا الموسم حوالي 415 ألف جنية ، منها 165 الف جنية عقوبات من إتحاد الكرة، بخلاف 40 ألف دولار من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعدما أنارت جماهير الأهلي إستاد القاهرة بشماريخها في لقاء زيسكو الزامبي.

والزمالك غرم ما يقرب من 614 ألف جنيه منهم 134 ألف جنية من إتحاد الكرة، بالإضافة إلى 80 ألف دولار، في واقعة إقتحام جماهيره ملعب إستاد القاهرة في لقاء الأفريقي التونسي، وبدلا من أن تكون الجماهير مساندة لفرقها أصبحت عبئا عليها، فهل تعيد الجماهير التفكير من سلوكها مرة أخرى؟ وأصبحت الأندية تدفع عشرات الألاف من الجنيهات من خزائنها الخاوية أصلا وتعاني الأمرين من الأزمة المالية .