كتب : وليد الحسيني | الأربعاء، 06 يوليه 2011 - 16:05

إعلام مضلل!

مازال عدد كبير من وسائل الإعلام المصرية بصفة عامة والإعلام الرياضي بصفة خاصة يتعامل مع الأمور، وكأن شيئا لم يكن، وكأن مصر لم تشهد أي تغيير، أو بمعنى أدق أنها مازالت تبحث عن طريق التغيير الحقيقي، وإن كان طال بعض الشيء لأسباب خفية.

ما كان مقبولا في الماضي القريب لم يعد مقبولا حاليا أو في المستقبل، فقد تعودنا لسنوات طويلة أن يخرج علينا أحد من المسؤولين في وسائل الإعلام ليؤكد أن هناك تعليمات فوقية تقول هذا أو ذاك، إلا أن هذا الأمر لم يعد مقبولا الآن، بعد أن خرج المجتمع المصري من القمقم الذي عاش فيه طويلا.

أخر المستجدات على الساحة الإعلامية الرياضية، خروج عدد من مذيعي البرامج الرياضية ليطلبوا إلغاء الهبوط هذا الموسم، لإنقاذ فريق الإتحاد السكندري من الهبوط، وبدأ هؤلاء في تبرير الطلب، ووضعه في ورق "سلوفان" ليجمل المنظر.

من هذه المبررات أن الموسم الحالي شهد حالة إستثنائية وتأجل الدوري لأكثر من شهرين، وأنه من الظلم أن تهبط الفرق الثلاثة – الاتحاد وسموحة والمقاولون العرب – وهو منطق مغلوط وغير مقبول، وأصبحت هذه الأبواق الإعلامية مثل "موتوسيكل " التشريفات الذي يخلي الطريق لمن هو قادم ورائه، فهؤلاء يخرجون مبكرا للتمهيد للقرار.

المدافعون عن إلغاء الهبوط فعلوا ذلك لأسباب شخصية تخصهم ويهدفون من وراء ذلك إكتساب شعبية جماهير الإتحاد على الأقل، ولن نتهمهم بأمور أخرى، ونسألهم سؤالا واحدا: هل لو لم يهبط فريق الإتحاد كانوا سيطلبون نفس الطلب؟!

المطالبون بإلغاء الهبوط هذا الموسم ، إكراما لفريق الإتحاد خرجوا بمبررات ليس لها أساس على أرض الواقع ، وتحججوا بأن الموسم الحالي توقف لما يقرب من شهرين ونصف، وهو ما أثر على الفرق وكان فريق الإتحاد السكندري من أكثر المتضرربن بهذا التوقف.

ولا أعرف لماذا فريق الاتحاد بالذات؟ كما أن فريق مثل الأهلي أصبح على مشارف الفوز بالدرع رغم أنه قبل التوقف كان بعيدا عن المنافسة الحقيقية، وبعد إستئناف البطولة إرتفع مستواه وقارب على الفوز ببطولة الدوري، فلماذا لم يتأثر فريق الاهلي؟

الجاهلون والمضللون في وسائل الإعلام، أنتجوا مقابلات مع جماهير الأسكندرية لنقل وجهة نظرهم في ضرورة إلغاء الهبوط إكراما لفريق الإتحاد، وخرج كلام من نوعية "الدوري ما ينفعش من غير الإتحاد" أو "الإتحاد تاريخ كبير ولازم يكون في الدوري" أو "سيد البلد ورائه خمسة ملايين مشجع وما ينفعش ينزل"، وكلام ساذج من هذا القبيل.

فالتاريخ الكبير لفريق الاتحاد - الذي لا أعرفه - مكانه كتب التاريخ، ولا يصح أن يبقى في بطولة الدوري وهو لا يستحق ذلك، ولابد وأن نلغي الإستثناءات من حياتنا.

البعض خرج ليؤكد أن فترة توقف الدوري أثرت بالسلب على فريق الإتحاد، وهو تفسير ينم عن جهل واضح، وفات على هؤلاء أن يرجعوا لنتائج الفريق هذا الموسم، ولو فعلوا ذلك ما كانوا خرجوا بهذا المبرر للمطالبة ببقاء "سيد البلد".

ففريق الاتحاد حصد خلال 15 مباراة في الدور الأول 11 نقطة، وجاء التوقف الطويل، وبعده حصد الاتحاد 13 نقطة في 13 مباراة حتى كتابة هذه السطور، بالفوز في 3 مباريات على المصري وحرس الحدود وإنبي، وتعادل 4 لقاءات مع الشرطة والجونة وبتروجيت والزمالك، وخسر 6 مباريات، ما يعني أن نتائج الإتحاد تحسنت بعد فترة التوقف وليس العكس كما يردد المضللون.

هذا الكلام ليس موقفا ضد نادي الاتحاد وجماهيره، ولكنه دفاعا عن الحق والعدل، وضرورة أن يحصل الجميع على حقه دون زيادة أو نقصان، ففريق الاتحاد ليس على رأسه "ريشه" حتى يلغى الهبوط من أجله.

فهناك فرق كبيرة هبطت من قبل مثل غزل المحلة ولم نسمع هذا الكلام الفارغ، كما أن فريق الإتحاد نفسه سبق له الهبوط، بالإضافة إلى أن معاناة نادي الإتحاد مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، ولم ينجده أبنائه، فلماذا يطالب البعض الآن بإنقاذه؟

إلغاء الهبوط ستدفع ثمنه الكرة المصرية مستقبلا، لأن معنى ذلك أن اتحاد الكرة سيضرب القانون واللوائح التي بدأ بها المسابقة في مقتل، في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع بضرورة تطبيق القانون على الجميع بصرف النظر عن الأشخاص، بعد أن دفعت مصر كلها ثمن تغييب القانون لسنوات طويلة، وكان هذا التغييب وراء حالات الفساد التي يشكو منها الجميع الأن، وتكتظ قاعات المحاكم بالعديد من قضايا الفساد الذي أساء لسمعة مصر.

يواجة اتحاد الكرة إتهامات عديدة بالفساد، وطالب عدد من أعضاء الجمعية العمومية برحيل مجلس إدارة الإتحاد بسبب هذا الإتهام، وعلى مجلس "الجبلاية" ألا ينصت للأصوات التي تطالب بالغاء الهبوط، حتى لا تزيد إتهامات الفساد، ففريق الإتحاد وغيره يستحقون الهبوط للدرجة الثانية، وعليهم السعى للعودة للدوري الممتاز من خلال جهدهم وليس من خلال قرارات فوقية سيئة السمعة.

* فقد فريق الزمالك بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم بفعل تصرفات لاعبيه بالدرجة الأولى، بصرف النظر عن أخطاء الحكام الواضحة معه، خاصة في الدور الثاني من البطولة وكانت أخطاء الحكام عنيفة وقاسية على الفريق الأبيض، ولكن قبل أن يبحث مسؤولو ومشجعو الفريق عن مبررات الخسارة، عليهم أن يقفوا مع أنفسهم وقفة جادة للإصلاح.

من الظواهر الغريبة والعجيبة في فريق الزمالك، أن خط هجوم الفريق أحرز 45 هدفا خلال 28 مباراة، وهو أكثر الفرق إحرازا للأهداف، رغم أنه لا يمتلك مهاجمين على مستوى مقبول لفريق كبير، والمهاجم الوحيد الذي يمكن أن يطلق عليه "مهاجم كبير" هو عمرو زكي وغاب عن الفريق أغلب فترات الموسم بسبب الإصابة.

نقطة أخيرة:

اتحاد الكرة يدفع ثمن أخطاء غيره في بعض الأحيان، منها أن حكم لقاء الأهلي وسموحة سمير محمود عثمان، تعمد تأخير بدء المباراة خمس دقائق عن بقية المباريات، رغم أن الاتحاد قرر إقامة جميع اللقاءات في توقيت واحد، وعلى الاتحاد أن يفتح تحقيقا في تلك الواقعة!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات