والبحث عن الحرية والتضحية من أجلها هي كابوس نظام فاسد قمعي تداعى رأسه ولم تتداع ذراعاه الطويلتان اللتان تشيع الفوضى وتحاول القضاء على كل القوى التي يمكن أن تتصدى لها، وعلى رأسهم الأولتراس الذين وقفوا حاملين الأكفان في موقعة محمد محمود وغيرها من المواجهات.
وبما أنهم لن يتم تسييسهم أو إغرائهم بمقعد أو لجنة أو مجلس استشاري، وبما أنهم عازمون مصممون يجددون ولائهم للمبدأ وللثورة على القمع في كل ظهور سواء بالشارع أو المباريات، فكان القرار النهائي بتصفيتهم عبر جرهم إلى كمين تعوي فيه ذئاب مستعدة لبيع ضميرها وذمتها سعيا خلف الجنيه أو الكارنيه.
لم يكن على المنزعجين من الأولتراس أن ينتقموا بأيديهم، بل بمجرد إغماض أعينهم وفتح الإشارة الخضراء أمام مجموعة مختلطة من المتعصبين الجهلاء والبلطجية الأجراء كي يحطموا جماجمهم ويقتلعوا أرواحهم انتقاما من هتافات "مش ناسيين التحرير" و"ثوار أحرار" والتصدي للأمن المركزي دفاعا عن ميدان حمل يوما الأمل في مصر أفضل لهم فيها ولأولادهم من بعدهم مكان تحت الشمس.
تلاقت الرغبات في تصفية الأولتراس مع جوع البلطجية والمتعصبين الذين يكررون المشهد نفسه كل عام ولكن لا يستطيعون إصابة – وليس قتل – المشجعين المنافسين لأن السلطة لم يكن لها مصلحة في ذلك الوقت في التواطؤ لممارسة مجزرة راح ضحيتها عدد أكثر مما قضى في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء مجتمعين!
للتواصل عبر Twitter
@asaied