فبعيد عن الكاريزما الطاغية التي يتمتع بها الرجل، لكنه حقق بطولة واحدة فقط هي الدوري الممتاز، وخسر دوري أبطال إفريقيا وكأس مصر.
أود الإشارة إلى أنني اتحدث عن ولاية جوزيه الثالثة وليس عن جوزيه The God Father بكل تاريخه مع الأهلي.
لا استطيع إنكار تحقيق الأهلي للقب الدوري على حساب الزمالك بفضل سياسة جوزيه في الضغط على المنافس المباشر "كلاميا"، فأهدر الأبيض النقطة تلو الأخرى لانشغاله بالرد على البرتغالي.
لكن لم يحقق الأهلي مع جوزيه سوى بطولة الدوري موسم 2010-2011، في المقابل خرج من بطولة دوري أبطال إفريقيا 2011 وخسر كأس مصر في الموسم نفسه.
كما أنه لم يتصدر دوري الموسم الماضي حتى تم إلغائه، وتأهل بشق الأنفس لمرحلة المجموعات هذا الموسم أمام فريق متواضع للغاية.
لماذا لم يكن الأهلي سفاحا كما اعتدنا مع جوزيه؟ سأسرد بعض المحاور التي توضح تأييدي لرحيل المدرب البرتغالي الرائع عن القلعة الحمراء في مايو 2012 بعد قدومه في يناير 2011.
المستقبل يا كوتش!
منذ اليوم الأول لعودته، "استسهل" جوزيه وقام بضم لاعبين من خارج الأهلي بالملايين دون القيام بالتنقيب في فرق الشباب بالنادي والتي تعج باللاعبين المبشرين.
لم يشغل باله ببناء فريق أو التفكير في أهلي المستقبل، فقد كان مثل "الصنايعية" ماشي اليوم بيومه أو "الماتش بماتشه"، وكانت النتيجة رحيل الصغار واحد تلو الآخر في ظل معدل الأعمار العالي بالفريق.
فهذا الرجل لو كان يفكر في هذا الأمر لما كلف مجلس الإدارة هذه الملايين التي أخلت بميزانيته على حساب لاعبين قضوا في النادي سنوات عديدة بين صفوف ناشئيه وانتظروا بولع فرصة الانضمام للفريق الأول.
هؤلاء الشباب لم يكونوا ليكلفوا الأهلي سوى عقودهم الشخصية "وكانوا هايرضوا بأي حاجة"، وليس ملايين لهذا النادي وذاك حتى يتخلوا عن لاعبيهم، وملايين أخرى للاعب بعد صراع غبي مع الزمالك.
والنتيجة أن الاهلي خسر شهاب وأحمد شكري وعدد لا بأس به من المواهب التي كانت على وشك الانفجار لولا عزل فتيلها من جانب جوزيه.
أحمد السيد
وحده جوزيه في مصر الذي يرى أن أحمد السيد يستحق المشاركة مع الأهلي بشكل مستمر وذلك على الرغم "الحفلات" التي يقوم بها جماهير الأهلي عليه في تويتر وفيسبوك عقب كل مباراة لهفواته الدائمة.
ذهب جوزيه للبحث عن دعم الفريق بلاعبي الوسط والمهاجمين بدلا من دعم الخط الخلفي، فأصبح كل أهلاوي يضع يده على قلبه خوفا من إصابة أي مدافع والاضطرار لرؤية أحمد السيد في الملعب.
جوجو مشاكل
رغم أن معلوماتي الشخصية تؤكد أن الغلط "راكب حسام غالي من ساسه لراسه" في مشكلته مع مدربه، ولكن ما فعله جوزيه مع لاعب توتنام ومن قبله عصام الحضري وشادي محمد يؤكد أن سياسة المدرب تصادمية جدا، و"العيب فيه مش فيهم".
فهناك أكثر من طريقة تستطيع بها تقويم بها لاعبك المتمرد، فمن يشعر بالآلم في ضرسه يمكنه الذهاب لطبيب الأسنان لمعالجته أو تنظيفه أو حشوه بدلا من قرار متسرع بخلعه.
مشاكله المستمرة مع الصحفيين تؤكد النظرية السابقة، فلا اعتقد أن هناك صحفيا سب مانويل بأمه حتى يرد عليه جوزيه، فهو يتعامل معهم وكأنهم ليسوا جزءا مهما من عمله.
ويثبت ذلك أيضا الدرس الذي أعطاه له حسن شحاتة بتصريحاته الهادئة عقب العبث الذي قاله عن بطولاته التي تفوق بطولات الزمالك، فأود أن يخبرني أحد بسبب واضح لتصريح جوزيه الذي أشعل تعصب أنخمد لأكثر من ثلاثة أشهر.
فنيا
لا أود التحدث عن الأداء الفني لجوزيه بشكل عميق ولكني سأشير إلى بعض ملامح عمله التي لم تعجبن شخصيا في الولاية الثالثة.
فنيا البرتغالي يدخل المباريات وهو غير مستعد لمنافسه تماما، لا كيف يلعب الخصم ولا مراكز قوته أو ضعفه، وهذا يظهر في دخول الأهلي بتشكيلات غير سليمة يعدلها جوزيه بتغييرات كثيرة من الشوط الأول كأنه صدم بخصمه.
المثير في ذلك، أن الرجل أصر على تعيين ثلاثي مساعد أجنبي له، أحده يتلخص عمله في مراقبة الخصوم وتسجيل كيف يلعب الأهلي لتصحيح الأخطاء التي غالبا لا تصحح.
حتى مدرب الأحمال لم أشعر هذه المرة بعمله كثيرا في ظل الإصابات المتتالية للاعبي الفريق والتغييرات المتكررة في تركيبة الجهاز الطبي على أمل أن يكون الخطأ من هناك.
في كل الأحوال، نحن هنا نتحدث عن مدرب رائع لا مراء في ذلك، لكن النقاط السابقة توضح أن رحيله لن يكون كارثيا على الأهلي كما كان حين ترك الفريق في الولاية الثانية.
ولابد أن أشيد بقوة موقفه حين شاهد الشهداء يتساقطون أمامه في بورسعيد ورفض مغادرة القلعة الحمراء هاربا كما يفعل بعض المدربين في المصائب.
والسؤال الآن ماذا يفعل مجلس إدارة الأهلي ذو المواقف "الصايصة" - هما في وادي والجماهير في وادي - بعد أن رحل المنقذ الذي يسكت الجماهير؟
ناقشوني على تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy
وعلى فيس بوك: www.facebook.com/7elmy7elmy