أحمد سعيد

زيدان في طرة

مقدمة لابد منها: أنا أخر شخص على الأرض ممكن أن يحب محمد زيدان!<br>
الإثنين، 02 يوليه 2012 - 18:20
مقدمة لابد منها: أنا أخر شخص على الأرض ممكن أن يحب محمد زيدان!

أعرف أنني كصحفي لابد أن أكون على مسافة واحدة من أي طرف أكتب عنه، وأفعل ذلك بالفعل إذا كان الأمر يتعلق بنقل الأخبار أو تحليل مباراة. ولكنني هنا في مساحة أعبر فيها عن رؤية شخصية ولا أجد غضاضة من مصارحة من يقرأ هذه الزاوية بحقيقة نفوري من زيدان.

ويأتي هذا الشعور بسبب غروره وتعاليه الدائم على الجميع، وتصريحاته غير المسؤولة وقت مباراة الجزائر، ورفضه المتكرر اللعب للمنتخب، وعدم احترامه لشهداء مجزرة بورسعيد بعدها بأيام، ووعوده الساذجة بدعم الاقتصاد من المصري من خلال كافيه في المهندسين!

وعلى الرغم من كل ما سبق، أو بالأحرى بسبب كل ما سبق، أجد نفسي ملزما باحترام زيارته لعلاء مبارك نجل الرئيس السابق في طرة.

لم أحترم القبلة التي أراها مبتذلة والتي وضعها زيدان على يد مبارك أثناء استقباله لمنتخب مصر في احد المناسبات، أو ما أصنفه تملقا لعائلة مبارك بالتصريح والتلميح في مناسبات كثيرة، ولكنني الآن أرى أنه الوحيد الذي يمتلك قدرا من الشجاعة يسمح له بعدم التلون، حتى وإن كنت أختلف جملة وتفصيلا مع أرائه وتصرفاته هذه.

كثيرون ممن كانوا يقبلون أيدي علاء وجمال مبارك في السر والعلن، خلعوا الرداء فورا بعد فبراير 11 ووضعوا قناع الثورة طالما كانت في أوج شعبيتها، وعادوا إلى الانضمام إلى صفوف النظام السابق مع ارتفاع أسهم أحمد شفيق، ثم "ركب دقن" بعد فوز الإخوان بمقعد الرئاسة!

هؤلاء في نظري أقل شأنا كثيرا من زيدان، فهم لا عهد لهم ولا كلمة. يمكن أن يكونوا في صفك اليوم ويبيعونك غدا، ويبررون لماذا اشتروك ولماذا باعوك بمنتهى البجاحة على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد والتواصل الاجتماعي.

على الأقل زيدان لم يفعل ذلك، وهو يعلم أن زيارة علاء مبارك ستفتح عليه أبواب السباب واللعنات، ولكنه على استعداد لمواجهة هذه الموجة – او حتى تجاهلها تماما – في سبيل ما يعتقد أنه تصرف سليم وأخلاقي.

أما لماذا يعتبر تصرفه هذا سليم وأخلاقي، فهذا يعود إلى درجة ما من الوعي والإدراك يتمتع بها اللاعب، وكثيرون من زملائه، تبعدهم أميالا عن الجمهور الذي يهتف بأسمائهم على بعد أمتار قليلة في مدرجات ملاعب الكرة.

علاقة زيدان ومعظم زملائه بنجلي مبارك، وإن كانت تحمل في طياتها كثيرا من قيم فاسدة وسلبية، فإن هذه الزيارة تحمل نوعا من الاتساق مع النفس، يفتقر إليه كثير من متصدري المشهد في مصر الآن.

Twitter: @asaied