وفيما كان كل شئ كان يمهد لخروج إفريقي هادئ وسلس لا يستطيع أحد أن يشكو منه أو يلوم الأهلي عليه، هزم الفريق كل مستحيلات الهبوط الرهيب في المستويات الفنية والبدنية والمعنوية للاعبيه على مدار الأشهر الثماني الماضية.
أثبت هذا الانتصار أن من الممكن الحفاظ على مستواك البدني في ظل غياب تام للمنافسات المحلية أمام فرق تلعب بانتظام وتستعد بقوة لافتراسك بسبب اكتفائك بحصص تدريبية ومباريات ودية يعلم اللاعبون أنها لا تشبه من قريب أو بعيد ما سيواجهونه في إفريقيا.
الكأس الإفريقية السابعة تحققت بأداء راق فنيا من الأفراد وخططيا من الفريق ككل، على الرغم من تغيير الجهاز الفني في مرحلة ما قبل المجموعات، وما صاحب ذلك من ترحيب بعضهم بالمدرب الجديد القديم حسام البدري، والتشاؤم الذي أصاب أخرين من تكرار التجربة، في ذلك الوقت العصيب في المشهد الرياضي.
كل ما سبق في كفة، والظروف النفسية والمعنوية بالغة الصعوبة التي يلعب بل ويتدرب في ظلها لاعبو الأهلي في كفة أخرى.
كيف تلعب وجمهورك، خاصة المجموعة الأكثر حماسا منه، تشتعل بغضب لا نهائي تجاهك؟ كيف تتدرب وأنت تشعر طوال الوقت بأن المشجعين قد يقتحمون الملعب أو التدريب أو المباراة الودية؟ كيف تركز وأهلك ينتابهم القلق عليك كلما خرجت للمران أو للقاء ودي؟ فبغض النظر عن عدل قضية الأولتراس التي أؤمن بها تماما، فإن أسلوب إدارة هذه القضية لا شك وأنه انعكس سلبا على اللاعبين.
النتيجة الطبيعية لما سبق، ووفقا لما نعتقد أنه معلومات لا ريب فيها عن كرة القدم، هي انهيار الفريق ولاعبيه، خاصة الكبار منهم والذين ربما انتابتهم أفكار أن هذه هي نهاية المشوار وأن خروجهم من دائرة الضوء لن يكون بالطريقة التي تناسب تاريخهم مع اللعبة.
كان يكفي الأهلي الوصول إلى النهائي أو حتى نصف النهائي لتغيير بعض هذه المفاهيم، خاصة في ظل خروج الزمالك من البطولة نفسها وفي ظل الظروف نفسها بنقطة واحدة من أصل 18 متاحة في دوري المجموعات.
ولكن ربما يكون الانتصار قد جاء ليفتح بعض الأدمغة المغلقة على قوالب وكليشيهات كروية ظل يرددها محللون وصحفيون ووسائل إعلام حتى اعتبرها الناس قواعد مقدسة لا يمكن نقدها أو الشك فيها.
غياب الجمهور عن المباريات وحنقهم على اللاعبين كان مؤثرا بالطبع، ولكنه ليس تأثيرا تتخذه حجة لموت الطموح .. غياب الاحتكاك الرسمي مشكلة كبيرة، ولكنها ليست مخرجا آمنا لأداء ضعيف .. استعداد المنافسين بصورة أفضل وأكثر انتظاما عقبة، ولكن تخطيها ليس مستحيلا إذا عملت بجهد وكد.
اللقب يقول لنا أن الكرة هي إدارة توفر مستحقات اللاعبين أولا، ثم فريق يعمل باجتهاد طوال الأسبوع ويتوج هذا الاجتهاد بأداء بنسبة 100% يوم المباراة. كل شئ أخر هو عامل مساعد. وإذا حاول أحدهم إقناعك بغير ذلك مستقبلا، يمكنك دائما العودة إلى هذا اللقب الفريد من نوعه في تاريخ الأهلي والكرة المصرية كلها.
للتواصل عبر تويتر asaied@