وهو المثال الذي أصبح أسلوب حياة ومنهج تفكير مسيطرا على عقول ليس الجماهير فقط ولكن اللاعبين والأجهزة الفنية أيضا.
فمبدأ التمثيل المشرف أضاع على المارد الأحمر فرصة كبيرة للفوز على كورنثيانز الذي لم يكن مرعبا مثلما صوره البعض، لذلك لا يمكننا اعتبار مجرد إحراج الأهلي لبطل البرازيل إنجازا يستحق الإشادة.
فالأهلي منذ فوزه ببطولة إفريقيا وحتى الشوط الثاني من مباراة كورنثيانز وهو ينسف حاجز الظروف الصعبة المتمثلة في إيقاف النشاط، وبالتالي لم تعد مبررا مقبولا لأداء الشوط الأول أمام بطل كأس ليبرتادوريس.
الشوط الثاني بالكامل كان ملكا للمارد الأحمر، وكان الطبيعي أن يكون الشوط الأول كذلك، إلا أن الخوف غير المبرر من بطل البرازيل حال دون ذلك.
الغريب أن اللاعب المصري دائما ما يستطيع إحراج منافسيه إذا ما أراد ذلك وأزال الخوف من عقله، وهو ما حدث أمام البرازيل نفسها في كأس القارات 2009.
فخلال الشوط الأول، كان الوسط غائبا والدفاع مشتتا والهجوم فاقد للثقة في قدرته على هز شباك المنافس، وذلك بسبب الخوف الزائد من بطل البرازيل.
ورغم أن لاعبي الشوط الأول هم نفس لاعبي الشوط الثاني، ظهر الأهلي مختلفا تماما بعد أن واجه أسوأ مخاوفه المتمثلة في اهتزاز شباكه بهدف كورنثيانز.
ولن نشيد بالأهلي، فالتمثيل المشرف ليس هو هدف فريق يتزعم قارته ويشارك في المونديال للمرة الرابعة في سابقة تاريخية.
فلنكتفي بهذا القدر من التمثيل المشرف، ونبدأ في ترسيخ نظرية جديدة تعتمد على ضرورة إيمانك بقدرتك على الوصول لخط النهاية، وأنك فقط تحتاج لتغيير مفاهيمك الخاطئة حتى تُسقط منافسيك.
فأن تضيع 45 دقيقة دون هجوم لمجرد أنك خائف من منافس مستواه لم يكن مخيفا، ليس بتمثيل مشرف بل هو غباء كروي.