كتب : أحمد عز الدين | الأربعاء، 24 أبريل 2013 - 08:29

أخطاء فيلانوفا 4-0 برشلونة

"برشلونة ممكن يكسب حتى لو بيدربه عامل غرف خلع الملابس في كتالونيا".. أخيرا يمكن لهذه النظرية التي طالما رددها فاروق جعفر ومصطفى يونس أن تموت.

لا يوجد فريق مهما بلغت قوته يفوز دون مدير فني جيد. ونستطيع تطبيق ذلك على البدري ومن قبله مانويل جوزيه، وحاليا فييرا مع الزمالك.. حين يفوز فريق فهو بالمدرب قبل اللاعبين وحين يخسر فالأمر نفسه.

أي فريق في العالم بلا إدارة فنية جيدة لا يساوي إلا صفرا في مباراة يخسرها برباعية نظيفة.. هذا ما أثبته تيتو فيلانوفا خلال سقوط برشلونة أمام بايرن ميونيخ.

طبعا هناك عامل تحكيمي ساهم في النتيجة، لكن برشلونة لا يستطيع القول إنه ظلم في هزيمته الثقيلة أمام بايرن ميونيخ الألماني برباعية.

فقد سدد برشلونة كرة واحدة في 90 دقيقة على مرمى بايرن بين الـ3 خشبات وكانت بلا أي تهديد حقيقي لمانويل نوير.. فكيف ظهر الفريق الكتالوني بهذا الشكل الرث، هناك 4 نقاط ربما حملوا الإجابة على ذلك:

1) ألعاب الهواء

استقبلت شباك برشلونة في مباراة بايرن ميونيخ هدفين من كرتين ثابتتين.. وربما صدم ذلك العديد من جماهير الفريق الكتالوني، لكن تيتو فيلانوفا كان عليه توقع ما حدث.

على مدار الموسم الحالي بأكمله وفي وجود بويول أو مساكيرانو أو بيكيه أو أدريانو أو بارترا.. كان برشلونة هزيلا للغاية في الكرات الهوائية حين يلعب الفريق الكتالوني أمام خصم قوي.

شاهدوا الإحصائية التالية من أحدث مباريات قوية لبرشلونة هذا الموسم:

• بايرن ميونيخ فاز بـ79% من ألعاب الهواء خلال مباراة برشلونة.

• ريال مدريد فاز بـ67% من ألعاب الهواء خلال اللقاء الثاني في الليجا ضد برشلونة.

• باريس سان جيرمان فاز بـ77% من ألعاب الهواء خلال تعادله مع برشلونة 1-1 في إسبانيا.

• باريس سان جيرمان فاز بـ79% من ألأعاب الهواء خلال تعادله مع برشلونة 2-2 في فرنسا.

2) عدم المرونة

عدم المرونة الخططية أحد العيوب التي جعلت برشلونة يعاني هذا الموسم في أكثر من مباراة، وهو مالم نكن نراه من قبل.

فقد بات واضحا أن هناك خطة ثابتة تفوز على برشلونة حين تطبق بنجاح منذ فعلها إنتر في عام 2010 ومن بعده تشيلسي، ميلان في إيطاليا، سان جيرمان ذهابا وإيابا وريال في 3 مرات وأخيرا الفريق البافاري.

من عناصر تلك الخطة أن كل فريق بات يعتمد على أن يرتد الجناح المهاجم لأداء واجب دفاعي، مثلما فعل دروجبا مع تشيلسي وإيتو مع إنتر والشعراوي مع ميلان ودي ماريا مع ريال مدريد وريبري مع بايرن.

بهذا الشكل يصبح الجناح ظهيرا، والظهير حرا لمساعدة رفاقه في الوقوف بين لاعبي برشلونة ليمنع التمريرات الثنائية بين ميسي وإنيستا أو بيدرو أو أليكسس سنشيز.

كذلك بوجود الظهير كقلب دفاع ثالث، يصبح من السهل رقابة ميسي. دانتي مثلا راقب ميسي ولعب بواتنج للتغطية خلفه.. راموس راقب ميسي ولعب فاران للتغطية.. ميكسس راقب ميسي ولعب زاباتا دور التغطية.

وحتى لو أراد ميسي ترك منطقة الجزاء والنزول إلى وسط الملعب سيجد رقيبه ملاصقا له.. بواتنج ترك منطقة الجزاء كثيرا لمتابعة ميسي لأنه يعرف جيدا أن لام ملتزم بالدخول مكانه، وريبري سيدخل مكان لام.

لماذا لا يغير فيلانوفا اسلوب اللعب حين يشعر بأنه بات محفوظا.. لماذا لا يلعب ديفيد بيا بجوار ميسي في العمق حتى يشكل برشلونة كثافة عددية تبعثر أوراق دفاع الفريق المنافس؟

3) قراءة الخصم

مشكلة أخرى ظهرت لفيلانوفا أمام بايرن عنوانها أن خططه تتجاهل دوما الخصم.. مثلا لم يحاول الضغط على أو مراقبة مونتوليفو رغم أنه الورقة الوحيدة القادرة على الإبداع في وسط ميلان، فخسر بهدفين.

وأمام بايرن فتح تيتو الملعب على مصراعيه، واستخدم بيدرو وأليكسس للركض مع لام وألابا بدلا من إبطاء إيقاع اللعب، رغم أن المنطق يتطلب عدم مجاراة صاحب أقوى لياقة في العالم في الركض بالكرة.

ربما كان من الأفضل لفيلانوفا أن يدفع بسيسك مع شابي وبوسكتس في الوسط ويتواجد إنيستا على الجناح، حتى يمنحوا برشلونة التحكم في مجريات الأمور، بقدرتهم على حفظ الكرة تحت أقوى ضغط ممكن.

إنيستا كانت نسبة تمريراته الناجحة في مباراة بايرن ميونيخ 95%.. شابي كانت نسبة تمرياته الناجحة 93%.

إنيستا لمس الكرة 93 مرة.. وشابي 87 مرة.. وهو ما يعكس مدى قدرتهما على الظهور لرفاقهما وأيضا قدرتهما على التمرير تحت الضغط دون مشاكل تذكر. فابريجاس ينتمي لهذا النوع من اللاعبين.

حين يلعب سيسك في وسط الملعب يظهر لرفاقه بشكل جيد ويلمس الكرة كثيرا وكان ليفيد برشلونة كثيرا عن بيدرو الذي لمس الكرة 47 مرة وأليكسس بـ40 لمسة فقط.

4) ليس جوارديولا

الكل انتظر أن يتصل يوب هاينكس المدير الفني لبايرن بجوارديولا ليعرف منه أسرار برشلونة.. لكن ربما كان الأفضل أن يتصل تيتو فيلانوفا بجوارديولا ليعرف منه كيف يلعب بايرن.

اختار تيتو الجناحين أليكسس وبيدرو لأنهما يدافعان حين يفقدان الكرة.. وهو في ذلك كمدرب يختلف عن جوارديولا الذي يطالب دوما الجناحين بالضغط على الخصم من منطقة الجزاء وعدم التراجع.

عودة أليكسس وبيدرو لأداء الدور الدفاعي تسبب في أن يزيد فيليب لام وديفيد ألابا مع هجمات بايرن ليحيلان مع ريبري وروبن حياة الخط الخلفي الكتالوني جحيما.

الأصوب كان أن يحاول فيلانوفا منع ألابا ولام من التقدم والضغط عليهما أو على خابي مارتينيز الذي يبدأ دوما التدرج بالكرة لبايرن، لكن التراجع معهما لم يكن حلا.

يتراجع أليكسس مع فيليب لام، فلا يستطيع فعل شيء لأن فيليب لام يجد مساندة من الجندي الرائع خابي مارتينيز وفرانك ريبيري فيخرج بالهجمة بامتياز.

وربما لو كان جوارديولا هو مدرب برشلونة في مباراة بايرن لما خرجت الإحصائيات على النحو التالي:

• بيدرو استخلص الكرة مرة واحدة من الخصم طوال اللقاء.

• فيليب لام أرسل 5 عرضيات صحيحة لبايرن موينيخ.

• أليكسس لم يستخلص الكرة من الخصم ولا مرة

• ديفيد ألابا أرسل 4 عرضيات صحيحة لبايرن ميونيخ.

طبعا هذا تحليل أكثر لبرشلونة ولا يمنح بايرن ميونيخ أو يوب هاينكس (الأنسب ربما لخلافة مورينيو) حقه. لكن تحليل بايرن والإشادة بمولر وفرانك ريبري إن شاء الله سنتحدث عنها وقت النهائي المرتقب.

للتواصل عبر تويتر اضغط هنا..

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات