كتب : أحمد عز الدين | السبت، 18 مايو 2013 - 07:47

الاستثناء في فشل مورينيو

لم يستطع مورينيو نفسه أن ينكر فشله مع ريال مدريد بعد أن أنهى الفريق الإسباني الموسم محتفيا بكأس سوبر. وسط هزائم معارك الدوري والكأس والأبطال.

فشل نتائج، فشل في خلق أجواء جيدة داخل الفريق مع حرب خلقها مورينيو دون معنى في موسمه الثالث، ضد راموس، أوزيل، دي ماريا وبيبي ومن قبلهم جميعا أيقونة ريال مدريد إيكير كاسياس.

ثم الفشل الأكبر لمورينيو وهو يتحمل لعنة عدم التعاقد مع مهاجم في سوق كان مليئا بفرص كقبول ميلان لرحيل إبرا وأرسنال لترك فان بيرسي وموت تجربة دروجبا الصين ووجود ليفاندوفسكي مع دورتموند.

كما فشل في اكتشاف ناشئ جيد مثل كرفاخال الذي غالبا ما سيستعيده النادي في الصيف بملايين، وهنا لا أرى إنجازا في تعديد 204 اسما منحها فرصة من قطاع الناشئين مادام لم يجعل من أي منهم نجما.

بالتأكيد فشل مورينيو مع ريال مدريد.. ولكن،

دعوني أتفق معكم على قاعدة استثنائية هنا.. في أغلب المقالات أحاول مع تبني وجهة نظر أن أقول معلومات أو أقدم ما يدعم كلماتي في شكل فيديو، إحصائيات، تصريحات.

في المعتاد هذا يجعل المقال مقبولا من القطاع الأكبر.. هذه المرة سأتحدث فقط بوجهة نظر شخصية، وبالتالي قد يزيد القطاع المختلف معي بنسبة أعلى.. فتحملوني بعدم حياديتي كمشجع لريال ولمورينيو.

المشروع

الجملة كاملة في رأيي هي.. مورينيو فشل مع ريال مدريد بمقاييس كرة القدم الطبيعية، لكنه ليس فاشلا بالنسبة للمخضرمين من جماهير الميرنجي.

أتحدث عمن شاهد لوبيز كارو، رومون، خواندي راموس، كاماتشو مدربا لمباراة واحدة، لوكسمبورجو يجعل إيلجييرا يرتدي سماعات أذن لتلقي التعليمات، 10 مدربين في 10 سنوات...

أخر مدرب عاش مع ريال لأكثر من سنتين كان ليو بنهاكر في 1989 باستثناء وحيد هو ديل بوسكي! بخلاف ذلك، نتحدث عن 8 مدربين كل منهم قضى عاما أو أكثر بقليل مع الفريق.

عمن شاهد اللاعبين سلطانهم فوق المدرب في ريال مدريد، وأتذكر كاسياس مع راؤول وزيدان يأمرون برحيل كامتشو بعد مباراة واحدة في الليجا وقد كان.. رونالدو البرازيلي وبيكام يصوران إعلانا وكيروش لا يعلم أين هما.

عمن شاهد الروح القتالية للفريق منهارة، ريال مدريد لم يفز بكأس الملك منذ 1992، لم يعبر دور الـ16 في أبطال أوروبا منذ 2004-2005، لم يفز على ملعب ديبورتيفو لـ20 عاما.

مدير كرة مثل خورخي فالدانو بصلاحيات مدير فني في صورة تبدو مصرية.. والنتيجة أن ريال مدريد هذا الموسم جالاكتيكوس باستقدام كل مهاجمي الكرة الأرضية واللعب بجوتي وبيكام وبافون وميخيا وسالجادو في الأدوار الدفاعية.

الموسم التالي، ريال يستقدم لاعبين الأندية الصغيرة ونعيش مع كارلوس دييوجو وجرافسين وبابلو جارسيا وبابتيستا.. ثم ميرنجي شاب باستقدام إيجوايين وجاجو ومارسيللو.. ثم هولندي مع روبن ودرينتي وشنايدر.

تجربة تلو أخرى، صفقات غير متزنة ولا تحمل رؤية وفريق لم يفز على برشلونة في 4 سنوات متتالية.

لهذا حين جاء مورينيو إلى ريال مدريد انتظرت تغييرات جذرية.

مدرب له كامل الصلاحيات وقد أطاح بخورخي فالدانو.. صفقات متزنة تجعل الفريق يقف على أرضية صلبة مع فاران ومودريتش وكوينتراو وخضيرا واوزيل ودييجو لوبيز، وتشكيل معدل أعماره جيد جدا.

أصبح ريال يملك أساسا قويا ويحتاج فقط إلى رأس حربة ليصبح الأفضل في العالم بعد اكتشاف فاران وانصهار مودريتش للتشكيل الذي فاز بالليجا الموسم الماضي.

انتظرت الفوز على برشلونة في كامب نو.. وقد فاز البلانكو بالليجا هناك الموسم الماضي. الفوز على برشلونة في تحدي ذهاب وإياب.. وتحقق ذلك في السوبر.

والفوز بالدوري في سباق النفس الطويل الذي طالما افتقده الفريق الملكي، وقد جمع 100 نقطة في موسم استثنائي بالدوري الإسباني.

انتظرت التزاما خططيا بدلا من اللعب بروح جوتي الذي يترك مكانه ويضغط على حارس المرمى ليستعجله في لعب الكرة، وتكون النتيجة هدف من خلفه.

والفريق الآن لا يعد مهترئا دفاعيا كما كان. ففاز في لاكرونيا وفاز بالكأس ووصل لنصف نهائي الأبطال 3 مرات.

حقق البرتغالي ما سبق.. لهذا أرى أن مورينيو فعل الكثير. طبعا يجب هنا أن أكرر، أعلم أن هذا ليس نجاحا بما يطلبه وينتظره جمهور ريال مدريد.

فقد انتظرت أيضا جملة سمعتها على لسان إبرا وستانكوفيتش وشنايدر ولامبارد "كنا على استعداد للموت في الملعب من أجل مورينيو". لكن في المقابل وجدته واللاعبين يتبادلون الكلمات العنيفة.

انتظرت اللقب العاشر من دوري الأبطال. وانتظرت أن يهيمن ريال مدريد على كل البطولات مثلما فعل جوارديولا مع برشلونة. ولم يحدث ذلك.

لهذا أتفهم أن مورينيو أخفق.. لم يشاهد معه الجمهور "ريال الاستثنائي".. لكنه قطع بالفريق خطوات على طريق كان من الضروري أن يتجه إليه مع مدرب صاحب كاريزما تجبر الإدارة على الانصياع، وشخصية قوية تسيطر على لاعبين اعتادوا الميوعة.

مدرب لديه قدرات في بناء الفرق ليجعلها متكاملة، وفكر خططي جيد للمباريات الكبرى ليكسر هيمنة برشلونة.

ولولا ارتفاع الصراعات داخل الفريق والتي باتت عنيفة بشكل زائد داخل الفريق وقد أوصلت اللاعبين إلى ما حدث في مباراة أتليتكو من انفلات تام للأعصاب، لكان الخيار الأمثل هو استمرار مورينيو.

فالبنسبة لي طالما هناك ثقة في قدرات المدرب يجب أن يستمر.

وتذكروا أنه منذ بدأت نهضة مانشستر، أنهى الفريق 6 مواسم بين 1996 و2013 دون أي بطولات تحت قيادة فيرجسون الذي لم يفز بالأبطال إلا مرتين في 26 عاما.

لكن وريال أصبح مفككا، وطالما لا يوجد طريقة لمعالجة الموقف، ولو كان قرار بيريز أن تغيير المدرب صار ضروريا أو قرر مورينيو الرحيل إلى تشيلسي.. فالمهم هنا فقط بالنسبة للفريق هو عدم العودة لمرحلة ما قبل جوزيه.

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر:

https://twitter.com/AhmedEzzeldin13

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات