ينقسم الملعب إلى 18 مربعا كل منهم يشغله لاعبا أو أكثر لتنفيذ تعليمات مدربه وفي لقاء فرنسا وكرواتيا سيكون عامل الحسم في 9 مربعات بالتحديد فمن يستطيع حل لغزهم؟
وفي تمام الخامسة من مساء يوم الأحد سيكون العالم بأسره على موعد مع نهائي أعظم البطولات على الإطلاق كأس العالم 2018 في ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو.
وتأهل منتخب فرنسا إلى النهائي بفضل تغلبه على بلجيكا بهدف دون رد في نصف النهائي، أما كرواتيا فقلبت تأخرها أمام إنجلترا إلى الفوز بهدفين مقابل هدف عقب اللجوء للأشواط الإضافية.
مقدمة لا بد منها
ربما منتخب فرنسا لم يظهر بنفس الأداء الممتع الذي ظهر به الجيل المتوج بالمونديال عام 1998 ولكنه فريق يعرف كيف ينهي المهمة المطلوبة منه بنجاح.
ولا يوجد دليلا على ذلك أكثر مما حدث أمام بلجيكا ومن قبلها الأرجنتين، ففي نصف النهائي قتلوا الشياطين الحمر بالمرتدات ولولا إنهاء الفرص بشكل غير جيد لزادت النتيجة.
أما في دور الـ16 فحينما احتاج المدرب ديديه ديشامب للهجوم هاجموا وحينما أرادوا تهدئة اللقاء قاموا بذلك ودافعوا جيدا.
في الناحية الأخرى منتخب كرواتيا يخوض مبارياته كأنه أمام أحجية يدرس جيدا نقاط قوة خصمه وضعفها ثم ينقض عليها وما أن يحدث ذلك فيسقط المنافس صريعا أمام قوتهم البدنية الكبيرة.
وللتدليل على ذلك انظر ماذا حدث بين شوطي لقاء نصف النهائي أمام إنجلترا غياب تام في الأول وفي الثاني وحتى الشوط الإضافي الثاني سيطرة تامة على مجريات المباراة.
وفي ملعب لوجنيكي ستكون هناك موقعة جانبية للسيطرة على المباراة بين أحد أفضل اللاعبين في البطولة هما نجولو كانتي ولوكا مودريتش.
معركة الـ9 مربعات
سينقسم الملعب في لقاء فرنسا وكرواتيا إلى جزئين، الأول في الناحية اليمنى بواقع 3 مربعات والتي سيتواجد فيها كل من بليز ماتويدي ولوكاس هيرنانديز ونجولو كانتي أمام لوكا مودريتش وسيمي فرسالجكو.
أما الثلاث مربعات الأخرى فستكون في الناحية الأخرى من الملعب والتي يتواجد فيها كيليان مبابي وبنجامين بافارد وإيفان سترينيتش وإيفان بيريسيتش.
في المعركة الأولى
يحب مودريتش أن يركض بالكرة ويتواجد في الناحية اليمنى كثيرا ليرسل تمريراته البينية القاتلة التي يكون مفعولها في جسد الخصم كالسم سريع القتال.
ومن أجل بث سمه بفاعلية سيلاقي كانت صاحب الأربع رئات وسيعاونه في تلك الناحية ماتويدي.
لكن سيعاني مودريتش كثيرا للقيام بمهمته على أكمل وجه فكانتي وماتويدي كانا سببا رئيسيا في منع أوروجواي من تقديم أي خطورة تذكر في مواجهتهما.
وفي لقاء بلجيكا عزلا كيفن دي بروين تماما فظهر وحيدا ولم يستطع إمداد روميلو لوكاكو بتمريراته البينية.
ونجح كانتي في استخلاص 5.5 كرة في اللقاء الواحد خلال ست مباريات شارك فيها جميعا في المونديال.
وحال هرب مودريتش من كانتي سيجد ماتويدي أمامه.
ستكون معركة حامية الوطيس بينهم.
في المعركة الثانية
هنا ستكون المعركة قوية للغاية أيضا بالنسبة لهجوم كرواتيا فسترينيتش وبيريسيتش يجيدان الهجوم من الناحية اليسرى ويساندهما إيفان راكيتيتش ولكنهم سيقابلون بافارد ومعه بول بوجبا الذي يميل لتغطية تلك الناحية.
وماذا يحدث حال فشل الاختراق من تلك الجبهة بالنسبة لكرواتيا؟ لا يهم فسيتم اللجوء مباشرة لأصحاب المعركة الأولى؟
كيف؟
يجيد منتخب كراوتيا جعل اللعب يميل في أحد النواحي ومن ثم يرسل عرضية عكسية للجهة الأخرى ينطلق معها فرسالجكو ليرسل عرضية داخل منطقة الجزاء.
هل تتذكر ما حدث في هدف بيريسيتش أمام إنجلترا؟
ما حدث هو أن منتخب كراوتيا حاول الاختراق من الناحية اليمنى ففشل فأرسل مودريتش تمريرة ونقل الملعب للناحية اليسرى.
مرر راكيتيتش الكرة لبيريسيتش الذي فشل في الاختراق وأعاد الكرة لراكيتيتش الذي بدوره أرسل عرضية إلى فرسالجكو في غياب الرقابة من إنجلترا والنتيجة هدف رائع في النهاية.
في المعركة الثالثة
المعركة الثالثة ستكون في الناحية اليسرى لدفاع كراوتيا أي اليمنى لفرنسا يحث يقوم بول بوجبا وكيليان مبابي بانطلاقات سريعة لاستغلال المساحة المتواجدة بين دوماجوف فيدا سترينيتش.
عانى منتخب كراوتيا الأمرين أمام إنجلترا بسبب الكرات الطولية في الشوط الأول بعدم إجادة فيدا وديان لوفرين التعامل معها بشكل جيد.
كما عانى دفاع كرواتيا من السرعات الكبيرة لرحيم سترلينج.
وهنا سيعمل بوجبا على إمداد مبابي بالبينيات ليستغل سرعته كما وينطلق باتجاه مرمى دانيل سوباسيتش مثلما استغل سرعته أمام الأرجنتين أيضا.
لكن ماذا سيحدث حال وجود رقابة على مبابي؟ هنا يأتي دور أنطوان جريزمان الذي يقدم المساعدة فيخلق مشكلة توازن لدفاع كرواتيا.
الطريق إلى النهائي
بدأ منتخب فرنسا مشواره بشكل تدريجي ففاز على أستراليا بهدفين لهدف ثم على بيرو وتعادل سلبيا مع الدنمارك.
في دور الـ16 تغلب على الأرجنتين بأربعة أهداف لثلاثة ثم في ربع النهائي أقصى أوروجواي بهدفين دون رد.
أما في نصف النهائي تغلب على بلجيكا بهدف مقابل لا شيء.
في الناحية الأخرى بدأ منتخب كرواتيا مشواره بالفوز على نيجيريا بهدفين دون رد ثم حقق انتصارا تاريخيا على الأرجنتين بثلاثية مقابل لا شيء.
وأنهى مشواره في دور المجموعات بالفوز على أيسلندا بهدفين لهدف.
وفي دور الـ16 تغلب على الدنمارك بركلات الترجيح بعد التعادل إيجابيا بهدف لمثله وبالطريقة ذاتها فاز على روسيا عقب التعادل بهدفين لمثلهما.
وفي نصف النهائي فاز على إنجلترا بهدفين لهدف عقب اللجوء للأشواط الإضافية أيضا.
ماذا قالا؟
"هذا هو نهائي كأس العالم وكل اللاعبين يعرفون ماذا يعني ذلك، لا أخاف مما سيحدث نحن مستعدون لكل شيء، نهائي كأس العالم يحدث مرة واحدة في الحياة" زلاتكو داليتش مدرب كراوتيا.
"أنا لا أتحدث أبدا عن تاريخي يجب أن نعيش في الحاضر، البعض لم يشاهد كأس العالم 1998 سوى في الصور أنا لا أقول إنني غير فخور بما حققناه قبل 20 عاما ولكن أنا هنا من أجل كتابة تاريخا جديدا لنا وللنظر في مرآة الماضي" ديديه ديشامب مدرب فرنسا.
بعض الصور والمعلومات تم اقتباسها من موقع بليتشر ريبورت