"لدي ذلك الشعور أنه إن تسلم ميسي الكرة فلا بد من حدوث شيء ما، مع ليو أي شيء قد يحدث، ودائما هو أمخر جيد لنا". كانت تلك كلمات إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة في بداية الموسم.

خلال الموسم الجاري يسجل ميسي هدفا كل 112 دقيقة في كل المسابقات، وسجل 19 هدفا في 25 مباراة بكل المسابقات وصنع 8 أخرين، ووصل إلى هدفه الـ50 في عام 2017.

ضد ريال مدريد في الكلاسيكو كان ليونيل هو نقطة التحول، صنع هدفا وسجل أخر من نقطة الجزاء وأصبح مثل "قطعة الشطرنج" التي تشكل ورقة رابحة دائما.

كيف استفاد إرنستو فالفيردي من خدمات ليونيل ميسي؟

لا ننسى أن دور ليونيل ميسي الأساسي لم يكن على الطرف قبل وصول نيمار واللعب بجانب لويس سواريز، قبل ذلك كان محوريا في اللعب ثم أصبح الهجوم الثلاثي الخطير الذي سجل 122 هدفا وصنع 66 أخرين في موسم 2014-2015 في كل المسابقات وميسي وحده سجل 58 هدفا وصنع 31 أخرين.

بعد رحيل نيمار ووصل إرنستو فالفيردي تحرك ميسي إلى العمق مرة أخرى، في فترة جوسيب جوارديولا لعب ميسي في دور رقم 9 وهمي وكان ممتازا.

تحت إمرة لويس إنريكي اتجه ليصبح مهاجما من الجناح أكثر من دوره في العمق.

video:1

قال جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدنشيال" لـFilGoal.com :"سمح ذلك لميسي وهو في الـ30 من عمره أن يركز على الركض ضد خط الدفاع بطريقة مباشرة مثل الماضي".

وواصل "فالفيردي قال في أكثر من مرة إنه سيشركه في العمق أكثر أمام خط وسط برشلونة".

وأتبع "مع ميسي فأنت لست بحاجة لفعل أي شيء، إنه لاعب خارق وسيكون خطيرا على الصعيد الفردي وحده، فقط اطلب منه الشيء ولا توضح سيفعل الأمور على طريقته الخاصة".

تحدث المدرب الإسباني في وقت سابق عن وضع ميسي حينما تولى تدريب الفريق.

وصرح قائلا :"لم أدرب ميسي بعد إنها خبرة فريدة لي كمدرب أن أقود لاعبا مثل ميسي، إنه أفضل لاعب رأيته في ملعب كرة القدم".

وواصل "أعلم أنه في قمة مستواه، لكنه في كل يوم يفاجئك وفي اليوم التالي يتحسن أكثر".

وأتبع "ميسي رائع في أي مركز يلعب فيه، الآن سأستمتع بالأمر من داخل الملعب ومع الفريق، لأنني لم أدرب لاعبا مثله قط بإمكانه أن يغير مجرى المباراة بتحرك فقط".

وهذا بالفعل ما حدث ضد ريال مدريد في الكلاسيكو، في الشوط الأول بدأ ميسي في الخط الأمامي مع لويس سواريز في طريقة 4-4-2 التي يعتمدها فالفيردي، لكن في الشوط الثاني تغير كل شيء.

خلال شوط المباراة الأول كلما كان ميسي يتواجد في الخلف في خط الوسط يشكل خطورة وأبرزها كرة باولينيو التي حولها كيلور نافاس إلى ركنية.

لكن في شوط المباراة الثاني انتقل ميسي كما في لعبة الشطرنج إلى الخلف وتحرك سواريز نحو الجناح وتقدم راكيتيتش، لنرى الفريق يغمر ريال مدريد بالهجمات السريعة المنظمة والخطيرة وسجل هدفين في 10 دقائق.

واصل كابيزا :"فالفيردي بنى فريقا قويا للغاية في المجمل، ربما لا يقدم نفس المتعة مثل الماضي لكنه كبير ويعلم ما يفعله وهو شيء لم يقدمه زيدان مع ريال مدريد بعد".

وأتبع "خلال المباراة دفاع برشلونة وحراسة المرمى كان أكثر صلابة، لعب كفريق جماعي، وكان قويا جدا عكس ريال مدريد".

وأكمل "باولينيو أيضا أضاف الكثير للفريق، وجعله أكثر صلابة".

واستطرد "بالنسبة لميسي؟ لنتذكر سويا متى كان سيئا؟ ذلك الدور المحوري يجعله في أقوى وأفضل حالاته وأكاد أجزم أنه سيفاجئنا في كل مباراة بهذه الطريقة إنه لاعب خارق".

video:2

بالنسبة لجماعية برشلونة فخوردي ألبا كان قد نوه في وقت سابق إلى أن "كل اللاعبين يشاركون ولهم دور في الملعب".

تدريب ميسي ليس بالأمر الصعب وهو ما اتفق عليه جونزالو أركونادا مدرب ريال سوسيداد السابق في حديثه لـFilGoal.com.

صرح أركونادا :"كمدرب فأنت تعاني ضد ميسي، لكن حينما تتولى مهمة تدريبه فهي الأسهل في العالم".

وأكمل "دعني أشرح لك، الشوط الثاني هو شوط المدربين والأمر مثل لعبة الشطرنج كل طرف يحاول تحريك القطع الخاصة به، وإن كنت تمتلك قطعة تربح لك المباراة فأنت المدرب الأفضل في المواجهة".

وواصل "فالفيردي امتلك أفضل قطعة شطرنج في تاريخ الكرة القدم، ليونيل ميسي إن وضعته في الجناح فسيكون حاسما وسيصنع الفارق والأمر ذاته في العمق وأتخيل حتى لو لعب في الخلف وقد عاد للدفاع فعليا ضد ريال مدريد، كان جزء من كتلة فريقه وقائد في الملعب وفي الموعد لصنع الفارق".

واسترسل "انظر إلى كرة الهدف الثاني كان في الخلف وسواريز على الجناح وبتمريرة وحيدة وضع سواريز في موقف تهديفي محقق".

وأكمل "انظر أيضا صنع هدفا ثالثا من دون حذاء، وقاتل لاستعادة الكرة وتولى المهمة، هنا نجح فالفيردي في استعمال قطعة الشطرنج الذهبية لديه واستفاد تماما من خدمات ميسي".

بجانب الهدفين الثاني والثالث، في كرة الهدف الأول قد يبدو ميسي بعيد لكنه ليس كذلك.

video:3

يوضح لنا كابيزا :"في تلك الكرة تحديدا سحب معه ماتيو كوفاسيتش ومارسيول ليجري راكيتيتش وحده تماما، هنا قيمة كبيرة جدا، إنه ميسي".

وأتم "انظر ما فعله ضد مارسيلو في كرة الهدف الثالث، لكن هذا يوضح لنا شيء واحد نعرفه مسبقا، إنه أفضل لاعب في العالم لذا يبدو ما يفعله طبيعيا لأنه كما ذكرنا أكثر من مرة خارق".

خلال الموسم الجاري لعب ميسي في 3 مراكز مع فالفيردي 11 مباراة كجناح أيمن و8 كمهاجم و6 كمهاجم ثاني، في الموسم الماضي تحت إمرة لويس إنريكي لعب 48 مباراة كجناح أيمن، ويظل ميسي هو ميسي، يمكنك دائما أن تستفيد من خدماته في أي مركز، وستحقق استفادتك القصوى منه بأقل مجهود.